راقب المتداولون والمستثمرون عن كثب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر يونيو وبيانات التضخم الأمريكية، وفور إصدار قرار تثبيت معدلات الفائدة الأمريكية تحولت أسعار الذهب إلى سلبية مع سيطرة معاملات البيع بعد الموقف المتشدد للاحتياطي الفيدرالي، واتسم المستثمرون بقدر من الحذر قبل بيانات التضخم الأمريكية وكشف أحدث إصدار “للمخطط النقطي” الصادر عن المركزي الأمريكي توقعًا متوسطًا لخفض سعر الفائدة مرة واحدة لهذا العام، وارتفع زوج اليورو أمام الدولار الأمريكي فوق مستوى 1.08، كما ظلت أسعار الذهب بالقرب من 2315 دولارًا للأوقية، إلا أن المعدن الثمين أنهى تعاملات الأسبوع يوم الجمعة أعلى من العلامة 2329 دولارًا للأوقية.
قرار الفائدة الأمريكية
قررت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الحفاظ على معدلات الفائدة في نطاق 5.25-5.50%، بما يتماشى مع توقعات السوق وأكدت اللجنة الحاجة إلى مزيد من الضمانات بأن التضخم سيعود إلى المستويات المستهدفة قبل النظر في خفض معدلات الفائدة.
وكشف أحدث “مخطط نقطي” عن توقع متوسط لخفض سعر الفائدة مرة واحدة فقط للعام الحالي، بدلاً من التخفيضات الثلاثة المتوقعة سابقًا في مارس وانقسم الأعضاء بالتساوي تقريبًا بين توقع التخفيض الأول والثاني في عام 2024.
وعلى الرغم من توقعات التضخم الحذرة وزيادة توقعات التضخم من بنك الاحتياطي الفيدرالي، حققت وول ستريت مستويات قياسية جديدة. ولا يزال المستثمرون يتوقعون تخفيضين في معدلات الفائدة في عام 2024، مع احتمال بنسبة 70٪ للخفض الأول في سبتمبر.
ويتوقع الفيدرالي الآن خفض معدلات الفائدة أربع مرات في عام 2025، بينما يخطط لخفض واحد فقط هذا العام، بانخفاض عن الثلاثة المتوقعة في مارس.
بنك اليابان والأسواق الآسيوية والأوروبية
كانت معنويات المستثمرين في الأسواق الآسيوية ضعيفة يوم الأربعاء، خاصة قبل إعلان بنك اليابان عن سعر الفائدة يوم الجمعة وفي يوم الجمعة، انخفض الين الياباني وواجه اليورو تأثير التوترات السياسية في أوروبا، فقد شهد الين الياباني انخفاضًا إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهر. وذلك بعد أن أبقى بنك اليابان المركزي على معدلات الفائدة، مع توجهات لتقليص مشتريات السندات في الوقت نفسه، يواجه اليورو ضغوطًا سياسية في أوروبا.
وكان الين الياباني قد استمر في التراجع مقابل العملات الأخرى وارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له منذ 16 عامًا عند 201.45 ين، بينما ارتفع اليورو بنسبة 0.57% إلى 169.56 ين.
قرار بنك اليابان
في ختام اجتماع لجنة السياسة الذي استمر يومين، أعلن بنك اليابان أنه سيواصل شراء السندات الحكومية بالوتيرة الحالية. كما أشار إلى أنه سيكشف عن تفاصيل خطته لتقليص برنامج التحفيز النقدي للعام أو العامين المقبلين في اجتماع يوليو المقبل ويتوقع المستثمرون أن يتم تقليص شراء السندات هذا الشهر بناءً على تقارير إعلامية قبل صدور القرار الرسمي.
اليورو يواجه تحديات سياسية
يواجه اليورو ضغوطًا سياسية في أوروبا بعد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتخابات تشريعية مبكرة وأثار ذلك قلق المستثمرين بشأن الاستقرار السياسي في المنطقة وتم تداول اليورو عند 1.07355 دولار، نحو خسارة أسبوعية قدرها 0.6%. كما تراجع اليورو مقابل الإسترليني ليقترب من أدنى مستوى له في 22 شهرًا، مع تسجيل خسائر أسبوعية بنسبة 0.9%، أي أن تقلبات الأسعار صنعت عناوين الأخبار بشكل لافت.
سوق السندات
ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.325%، وهو أعلى بكثير من أدنى مستوى في اليوم السابق عند 4.250%. يشهد هذا السوق تقلبات كبيرة حيث يعمل المتداولون على إنشاء مراكز أقوى.
بيانات التضخم الأمريكية
فاجأ مؤشر التضخم الرئيسي لأسعار المستهلكين بالولايات المتحدة لشهر مايو المراقبين بانخفاض، حيث وصل إلى 3.3% على أساس سنوي وكان هذا أقل من التوقعات وقراءة الشهر الماضي البالغة 3.4٪. وبعد سلسلة من تقارير التضخم الأكثر سخونة في الربع الأول من العام، كان هذا الاعتدال بمثابة أخبار سارة للمستثمرين.
التضخم الأساسي: باستثناء الغذاء والطاقة، بلغ التضخم الأساسي 3.4% في مايو، أي أقل بقليل من التوقعات. ويشير هذا إلى أن ضغوط الأسعار الأساسية لا تتسارع بالسرعة التي كان يُخشى منها في السابق.
موقف الاحتياطي الفيدرالي
معدلات الفائدة دون تغيير: كما كان متوقعًا، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة القياسية ثابتة عند 5.25% – 5.5% خلال اجتماع يونيو. ومع ذلك، تشير توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي المحدثة الآن إلى خفض واحد فقط لسعر الفائدة في عام 2024، بانخفاض عن التخفيضات الثلاثة المتوقعة في مارس.
التوقعات طويلة المدى: على الرغم من التحول في وتيرة تخفيضات معدلات الفائدة، تظل وجهة نظر بنك الاحتياطي الفيدرالي على المدى الطويل ثابتة. ولا يزال من المتوقع أن يصل سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 3.1% بحلول عام 2026، بما يتماشى مع توقعاتهم لشهر مارس.
تحرك بنك كندا.
بنك كندا
خفض معدلات الفائدة: على عكس بنك الاحتياطي الفيدرالي، قرر بنك كندا خفض معدلات الفائدة بنسبة 0.25٪، مما أدى إلى انخفاض سعر الفائدة من 5.0٪ إلى 4.75٪. ويعكس هذا القرار مسار التضخم الأكثر ملاءمة في كندا والنمو الاقتصادي الضعيف.
ومن المتوقع أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الكندي 1.0% فقط سنويًا، مقارنة بتوقعات الولايات المتحدة البالغة 2.4% لنمو الناتج المحلي الإجمالي.
خفض الفائدة في المستقبل: يتوقع أن يواصل بنك كندا اتباع مسار تدريجي لخفض معدلات الفائدة جنبًا إلى جنب مع بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومن المحتمل أن ينفذ تخفيضًا واحدًا أو اثنين آخرين في معدلات الفائدة في عام 2024.
محركات التضخم
سلط رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الضوء على العوامل المحتملة التي يمكن أن تدفع التضخم إلى الانخفاض في كل من الولايات المتحدة وكندا. وتشمل هذه العوامل اعتدال مكونات المأوى والإيجارات في سلة مؤشر أسعار المستهلكين، فضلا عن تهدئة تضخم الخدمات مع استقرار سوق العمل وتباطؤ نمو الأجور.
وكشفت البيانات الاقتصادية أن عدد الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة ارتفع إلى أعلى مستوى في 10 أشهر الأسبوع الماضي بينما أشارت بيانات أخرى إلى انخفاض أسعار المنتجين بشكل غير متوقع في مايو، مما يزيد من الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ دورة التيسير النقدي في سبتمبر.
مسار تراجع التضخم: في حين أنه من غير المرجح أن ينخفض التضخم بشكل خط مستقيم، فمن المتوقع أن يستمر مسار تراجع التضخم في الأشهر المقبلة. وهذا من شأنه أن يمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك كندا ثقة أكبر لتنفيذ المزيد من التعديلات على معدلات الفائدة.
قدمت بيانات الأسبوع الماضي بعض الأخبار الإيجابية للمستثمرين، مع تراجع التضخم في الولايات المتحدة وتعديل البنوك المركزية لسياساتها وفقًا لذلك ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين، وسيراقب المستثمرون والمتداولون المؤشرات الاقتصادية عن كثب بحثًا عن أي علامات على وجود ضغوط تضخمية مستمرة.
الأسبوع المقبل
ستتابع الأسواق يوم الثلاثاء المقبل، 18 يونيو، قرار الفائدة الأسترالية وبيانات مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر مايو، وكذلك بيانات الإنتاج الصناعي بالولايات المتحدة.