نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
الأسواق المالية: قدر من المرونة وسط التقلبات
عكس أداء الأسواق المالية، وبصفة خاصة جلسات أمريكا الشمالية، مزيجًا من المرونة والتفاوت. كشف الاقتصاد الأمريكي عن قوة ملحوظة على صعيد الأرباح الفصلية والوظائف، لكنه يواجه مخاطر التعريفات الجمركية التي تهدد بنمو التضخم الراكد. في منطقة اليورو، سجل الناتج المحلي الإجمالي نموًا بنسبة ٠٫٣٪ في الربع الأول من ٢٠٢٥، مدعومًا بزيادة الإنفاق الاستهلاكي في ألمانيا وفرنسا، لكن التضخم الثابت عند ٢٫٤٪ يحد من توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي. تشير الارتفاعات القياسية للذهب فوق ٣٤٠٠ دولار خلال أسبوع التداول، والنشاط القوي في قطاع الموارد الصغيرة، إلى فرص استثمارية. ومع ذلك، فإن التقلبات الناتجة عن التعريفات، إلى جانب تفاؤل السوق المتزايد بفضل إشارات المفاوضات التجارية مع الصين، تتطلب استراتيجيات تداول حذرة وموثوقة.
أرباح الشركات: التكنولوجيا تتألق، لكن المخاطر تلوح في الأفق
ارتفعت أرباح الربع الأول لمؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ بنسبة ١٢٫٥٪، مع تفوق ٧٦٪ من الشركات على توقعات الأسواق، متجاوزة المتوسط العشري (٧٥٪). سجلت مايكروسوفت إيرادات قياسية بلغت ٧٠٫١ مليار دولار وأرباحًا للسهم ٣٫٤٦ دولار، متجاوزة التوقعات (٦٨٫٤ مليار دولار و٣٫٢٢ دولار)، مدفوعة بزيادة ٢١٪ في منصة “آزور” السحابية، مما جعلها الشركة الأعلى قيمة عالميًا متفوقة على آبل. حققت ميتا إيرادات ٤٢٫٣ مليار دولار وأرباحًا للسهم ٦٫٤٣ دولار، متجاوزة التوقعات (٤١٫٤ مليار دولار و٥٫٢٣ دولار)، مع ٣٫٤٣ مليار مستخدم يومي يعزز نمو الإعلانات. رفعت كلتا الشركتين توجيهات الربع الثاني، مما دفع أسهمهما للارتفاع بنسبة ١٠٪ و٧٪ على الترتيب.
لا يوجد ارتباط بين نمو الأرباح والركود تاريخيًا-المصدر: بلومبرج
سجلت أمازون إيرادات ١٥٥٫٦٧ مليار دولار وأرباحًا للسهم ١٫٥٩ دولار، مدعومة بخدمات “أمازون ويب” (٢٩٫٣ مليار دولار) والإعلانات (١٣٫٩٢ مليار دولار)، محققة هامش تشغيل قياسي للربع الأول بنسبة ١١٫٨٪. لكن توجيهات الربع الثاني الضعيفة تعكس مخاوف التعريفات، إذ تهدد التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب بنسبة ١٤٥٪ على الواردات الصينية ١١٪ من إيرادات إعلانات ميتا من الصين وتكاليف أجهزة الذكاء الاصطناعي لمايكروسوفت (٨٠ مليار دولار)، وفي كندا، وصلت شركة فرانكو-نيفادا إلى ٢٣٩٫٧٣ دولار، وارتفعت لومينا جولد بنسبة ٢٨٫٨٩٪ بعد استحواذ. من المتوقع أن يبلغ نمو الأرباح في ٢٠٢٥ نسبة ٩٫٥٪.
اتجاهات الاقتصاد والتوظيف: إشارات متباينة
انكمش الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة ٠٫٣٪ في الربع الأول، دون التوقعات بانخفاض ٠٫٢٪، بسبب زيادة الواردات الناتجة عن التعريفات، لكن الاستهلاك (١٫٨٪) والاستثمار (٢١٫٩٪) ظلا على درجة من القوة. أضاف تقرير الوظائف غير الزراعية في أبريل ١٧٧٠٠٠ وظيفة، متجاوزًا التوقعات (١٣٠٠٠٠)، بعد تعديل بيانات مارس إلى ١٨٥٠٠٠ وظيفة. استقر معدل البطالة عند ٤٫٢٪، مما يعكس سوق عمل مستقرة. ومع ذلك، لا تعكس هذه البيانات التأثير الكامل للتعريفات المفروضة في ٢ أبريل، ويتوقع الاقتصاديون تباطؤ نمو الوظائف في الأشهر المقبلة مع ارتفاع مخاطر التسريح نتيجة التعريفات.
يدعم نمو الأجور (٣٫٨٪ سنويًا) الاستهلاك لكنه يقلل من إلحاح خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. يتيح تقرير الوظائف للاحتياطي الفيدرالي اتباع نهج أكثر صبرًا تجاه خفض الفائدة في ٢٠٢٥، مع توقعات بثلاثة تخفيضات في النصف الثاني من العام بدلاً من أربعة. من المرجح أن يحتفظ رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بالفائدة عند ٤٫٢٥٪–٤٫٥٠٪ في ٦-٧ مايو، حيث يوازن بين مخاطر التضخم وتباطؤ النمو الناجمين عن التعريفات. حافظ بنك اليابان على أسعار الفائدة دون تغيير عند ٠٫٥٪، مقلصًا توقعات النمو لعام ٢٠٢٥ إلى ٠٫٤٪–٠٫٦٪ بسبب تأثيرات التعريفات الأمريكية.
الذهب: صعوبات أمام الملاذ الآمن
انخفضت أسعار الذهب إلى ٣٢٢٥ دولارًا يوم الجمعة، قبل أن تستقر عند ٣٢٤٠ دولارًا، بانخفاض ٢٪ أسبوعيًا، رغم انكماش الناتج المحلي. كان المستثمرون أكثر ميلاً للدولار الأمريكي والسندات الحكومية، مما عكس حالة التخمة في الذهب بعد ارتفاعاته إلى ٣٥٠٠ دولار. يحافظ الذهب على مستوى الدعم عند ٣٢٠٠ دولار، لكن قوة الدولار وتوقعات بنك اليابان الحذرة تحد من المكاسب. قد تعيد مخاوف التعريفات، خاصة مع إشارات إلى مفاوضات تجارية مع الصين، إحياء جاذبية الذهب كملاذ آمن.
النفط: استمرار المخاوف حول مستويات الطلب
انخفض خام برنت إلى ٦١٫٠٠ دولار (-٠٫١٪) وخام غرب تكساس الوسيط إلى ٥٨٫٠٩ دولار (-٠٫٢٪)، بخسائر أسبوعية بنسبة ٥–٧٪. تسامح السعودية مع أسعار منخفضة وخطط أوبك+ لزيادة الإنتاج في ٥ مايو تمثل عوامل ضغط على الأسعار. رغم انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بـ٢٫٧ مليون برميل، خفض الخبراء توقعات نمو الطلب العالمي لعام ٢٠٢٥ إلى ٦٤٠٠٠٠ برميل يوميًا، مع توقع صعود خام برنت إلى ٦٨٫٩٨ دولار، مما يعكس انكماش الناتج المحلي الأمريكي ومخاطر التعريفات.
العملات المشفرة: استقرار البيتكوين
استقرت عملة البيتكوين عند ٩٤٩٤٣٫٤ دولار، مرتفعة ٢٠٪ في أبريل، لكنها ظلت ثابتة مؤخرًا مع تباطؤ تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، حيث سجلت تدفقات خارجة بقيمة ٥٦٫٢ مليون دولار يوم الأربعاء. تصعيد دونالد ترامب للتعريفات مع الصين يقلل من الرغبة في المخاطرة، لكن تأجيل التعريفات لمدة ٩٠ يومًا لبعض الحلفاء وإشارات الصين إلى انفتاحها على المفاوضات يدعمان معنويات الأسواق. تظل إمكانيات البيتكوين طويلة الأجل قائمة إذا أضعفت التعريفات الدولار، لكن الرياح الاقتصادية الكلية تحد من المكاسب قصيرة الأجل.
ضغوط على زوج الإسترليني
انخفض زوج الإسترليني/الدولار إلى ١٫٣٢٩٥ (-٠٫٢٥٪)، مدفوعًا بضعف قطاع التصنيع البريطاني (مؤشر مديري المشتريات عند ٥٠٫٢) وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا تحت قيادة أندرو بيلي. تراجع الدولار الأمريكي يوم الجمعة بعد تقرير الوظائف، لكنه قلص خسائره مقابل اليورو والين، مدعومًا بتفاؤل حول صفقات التعريفات مع شركاء تجاريين. يعد مستوى الدعم عند ١٫٣٢٥٠ حاسمًا وسط مفاوضات التعريفات الجارية.
التوقعات الاستراتيجية
تواجه الأسواق الأمريكية، مع ارتفاع ستاندرد آند بورز ٥٠٠ بنسبة ٨٪ خلال أسبوعين، تقلبات تحركها مخاوف مرتبطة بالتعريفات الجمركية. إلا أن التفاؤل من إمكانية إبرام اتفاقات تجارية، خاصة مع الصين التي تدرس مخاوف إدارة دونالد ترامب بشأن تجارة الفنتانيل، يعزز من معنويات السوق. ومع ذلك، قد تبدو بيانات النشاط الاقتصادي قوية لبضعة أشهر بسبب المخزونات المسبقة، مع انخفاض الإنفاق وتوقعات بزيادة تسريح العمالة بحلول الصيف. وتوفر القطاعات المالية والصحية والسندات ذات آجال ٧ إلى ١٠ سنوات قدرًا من الاستقرار. قد يعزز تقدم المفاوضات التجارية تحت قيادة دونالد ترامب وأي تحرك بشأن خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بحلول منتصف ٢٠٢٥ معنويات المستثمرين بحلول ٢٠٢٦. يؤكد ذلك وجوب تنويع المحافظ الاستثمارية في التكنولوجيا والموارد، وضرورة التوازن بين المخاطرة وفرص العوائد العالية.
