يوفر هذا التحليل نظرة عامة موجزة على الأدوات المالية الرئيسية بما في ذلك الدولار الأمريكي (USD)، اليورو (EUR)، الين الياباني (JPY)، الجنيه الإسترليني (GBP)، الذهب، النفط الخام، والبيتكوين، إلى جانب العوامل الاقتصادية التي تؤثر على أدائها، وقد تراوح نطاق تداول الدولار بين 107.96 يوم الاثنين و108.99 يوم الجمعة، مع تسجيل ذروة ملحوظة عند مستوى 109.434 يوم الخميس، 2 يناير.
هيمنة الدولار الأمريكي في بداية عام 2025
يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا كأقوى عملة في بداية عام 2025، مما يعكس الثقة في الاقتصاد الأمريكي والموقف المائل لعدد أقل من تخفيضات معدل الفائدة المتوقع من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي). وتتضح هذه القوة في نطاق تداول الدولار، حيث وصل إلى أعلى مستوى له في عامين مقابل العديد من العملات.
تراجع اليورو وسط عدم اليقين
يعزى أسوأ أداء أسبوعي لليورو منذ نوفمبر إلى قوة الدولار وتوقعات بتبني بنك الاحتياطي الأوروبي (ECB) لموقف أكثر سياسة نقدية حيادية مقارنة بالفيدرالي. يعد الفارق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة وأوروبا عاملاً رئيسياً، حيث من المتوقع أن يخفف كل من المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا السياسة النقدية بشكل أكثر حدة من الفيدرالي.
الين الياباني، سياسة بنك اليابان والسير على حبل مشدود
يفقد الين الياباني بعضًا من قيمته مع بقاء بنك اليابان (BoJ) حذرًا بشأن رفع أسعار الفائدة. ويتناقض هذا الموقف الحذر مع البنوك المركزية الأخرى، ومن المتوقع أن تكون البيانات الاقتصادية اليابانية المقبلة مثل مؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات ومؤشر الثقة والإنفاق الاستهلاكي حاسمة في تحديد الخطوة التالية لبنك اليابان.
التركيز على البيانات الأمريكية واليابانية لتحديد اتجاه الين
يشهد الأسبوع المقبل صدور بيانات اقتصادية أمريكية على درجة من الأهمية، بما في ذلك مؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات الأمريكي (ISM) وتقرير الوظائف الشاغرة (JOLTS)، والتي ستؤثر على اتجاهات زوج الين / الدولار. قد يؤدي صدور تقرير قوي عن الوظائف في الولايات المتحدة مع ارتفاع الأجور إلى تعزيز أداء الدولار، بينما قد تؤدي البيانات الأضعف إلى رهانات جديدة على خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي، مما يضعف الدولار. وبالمثل، سيتم مراقبة البيانات الاقتصادية اليابانية عن كثب، حيث قد يؤدي ارتفاع الأجور والإنفاق إلى زيادة توقعات رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان وتعزيز الين.
سوق النفط: العوامل الجيوسياسية والمضاربة
تأثر سوق النفط بارتفاع التفاؤل بسبب التغيرات المحتملة في السياسة تحت إدارة ترامب وعدم اليقين المحيط بتبني السيارات الكهربائية. قد تؤدي العقوبات الأكثر صرامة على إيران، المتوقعة في ظل إدارة ترامب، إلى التأثير بشكل كبير على إمدادات النفط العالمية ودفع الأسعار إلى الارتفاع. تعد المضاربة التجارية من قبل المتداولين الخوارزميين عاملاً آخر يجب مراعاته، مع احتمال حدوث تقلبات حادة في الأسعار.
الذهب: ملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين
استفادت أسعار الذهب من تصاعد التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي العالمي. وتقف جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن وراء ارتفاع أسعاره. كما أن زيادة حيازات الذهب من قبل البنوك المركزية تساهم كذلك في ارتفاع أسعار المعدن الأصفر ومع ذلك، قد يشكل الدولار الأمريكي الأقوى تحديًا قصيرة الأجل للذهب، مما يجعله أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. يعتمد التأثير الإجمالي على أسعار الذهب على التوازن بين هذه العوامل المتنافسة.
البيتكوين: عوامل قوية واعتماد متزايد
تبدأ البيتكوين عام 2025 بقوة، مدعومة بقوة مستمدة من عوامل التحليل الأساسي وزيادة في الاعتماد سواء من قبل الدول أو المؤسسات حول العالم. ووصل معدل هاش الشبكة إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، مما يشير إلى قدرة حوسبة هائلة مخصصة لأمان البيتكوين. بالإضافة إلى ذلك، يرتفع عدد محافظ العملات المشفرة التي تحمل مبالغ كبيرة من البيتكوين، مما يشير إلى نمو اهتمام المستثمرين بما في ذلك الأفراد والمؤسسات.
الإسترليني: بداية متعثرة لعام 2025
فقد الجنيه الإسترليني بعضًا من قيمته بشكل غير متوقع في بداية تداولات عام 2025. يعزى هذا الانخفاض إلى ضعف مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في المملكة المتحدة وارتفاع أسعار الغاز بالجملة. يعتقد المحللون أن هذا الضعف مؤقت، ويمكن أن يتعافى الجنيه الإسترليني بسبب عمليات الشراء في الانخفاض والتركيز على بيانات سوق العمل المقبلة.
وبشكل عام، تتميز الأسواق المالية في أوائل عام 2025 بقوة الدولار الأمريكي، وعدم اليقين المحيط بسياسات البنوك المركزية، والتوترات الجيوسياسية. يجب على المستثمرين مراقبة بيانات الإصدارات الاقتصادية وتعليقات البنوك المركزية عن كثب للتنقل دونما أضرار بين تقلبات السوق المحتملة.