نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
تترقب الأسواق ظهور بيانات التوظيف الجمعة وسط توقعات بتراجع في نمو الوظائف ونمو الأجور، وهو ما يسير في الاتجاه المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي أثناء حربه على التضخم.
وتشير التوقعات السائدة في الأسواق إلى إمكانية تراجع نمو الوظائف، وفقا لقراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة في فبراير الماضي، بـ200000 وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 353000 وظيفة.
كما تشير إلى إمكانية تراجع نمو الأجور، إذ ترجح إمكانية أن تسجل القراءة الشهرية لمؤشر متوسط الكسب في الساعة ارتفاعًا بـ0.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ0.6%. وقد تسجل القراءة السنوية للمؤشر تراجعًا بـ4.4% في فبراير الماضي مقابل القراءة السابقة في يناير الماضي التي سجلت ارتفاعا بـ4.5%.
وقد لا يشهد معدل البطالة الأمريكية في فبراير الماضي أي تغيير على الإطلاق ليستقر عند 3.7%، وهو نفس الرقم المسجل في الشهر السابق، وهو ما من شأنه أن يتفق مع ميل الفيدرالي الحالي إلى ظهور بعض التراجع في أوضاع سوق العمل الأمريكي.
وتكمن أهمية بيانات التوظيف في أنها جاءت بعد تصريحات جيروم باول، رئيس الفيدرالي، في إطار شهادته نصف السنوية أمام الكونجرس الأمريكي، والتي تضمنت تحولًا ملحوظا في خطاب البنك المركزي يتضمن ميلا إلى أن خفض الفائدة قد يبدأ هذا العام. وعلق باول سرعة التوجه إلى خفض الفائدة على ما يستجد من بيانات، وهو ما يزيد من أهمية بيانات التوظيف هذا الشهر مقارنة بالأشهر السابقة لأنها إحدى الفئتين الرئيسيتين من البيانات التي يتوقف عليها قرار الفائدة الفيدرالية، إذ ترتبط بإحدى المهام التي يُكلف الفيدرالي بإنجازها؛ وهي تحقيق الحد الأقصى من التوظيف جنباً إلى جنب مع استقرار الأسعار.
السيناريو الإيجابي
سجل مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) ارتفاعا بـ140000 وظيفة في فبراير الماضي، وهو ما تجاوز القراءة السابقة التي سجلت 111000 وظيفة.
وسجل متوسط الأربع أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة هبوطا إلى 212000 مطالبة في الأسبوع المنتهي في الأول من مارس الجاري مقابل المتوسط المسجل في الأسبوع السابق عند 213000 وظيفة.
السيناريو السلبي
نستعرض فيما يلي أهم المؤشرات الأولية للتوظيف في الولايات المتحدة التي تدعم السيناريو السلبي الذي يشير إلى تراجع محتمل في أوضاع سوق العمل الأمريكية؛ وهو مؤشر فرص العمل الأمريكية JOLTS.
وسجل مؤشر فرص العمل الأمريكية تراجعا إلى 8.863 مليون وظيفة الشهر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 9.026 مليون وظيفة، وفقا لمؤشر JOLTS لفرص العمل الصادر عن وزارة العمل الأمريكية .
وسجلت قراءة مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادرة عن جامعة ميتشيجان هبوطًا إلى 76.9 نقطة في فبراير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 79.6 نقطة.
وارتفع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف إلى 84600 وظيفة تم إلغاؤها في الولايات المتحدة الشهر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 82300 وظيفة أُلغيت الشهر السابق، مما يشير إلى أعلى المستويات في 11 شهرًا.
وسجل مكون التوظيف بمؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات (ISM) هبوطًا إلى 48.00 نقطة في فبراير الماضي التي سجلت 50.5 نقطة.
وهبط مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة (ISM) إلى 45.9 نقطة في فبراير الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 47.1 نقطة.
وبسيطرة السيناريو السلبي على المشهد، قد يؤدي التراجع في بيانات التوظيف الأمريكية الذي تشير إليه التوقعات إلى أن يرى الفيدرالي أنه نجح إلى حدٍ كبيرٍ في إحراز تقدم على صعيد المعركة ضد التضخم، مما قد يثير التفاؤل في الأسواق ويعمل لصالح أصول المخاطرة.
وحال مخالفة نمو الوظائف التوقعات بارتفاع يتجاوز مستوى التوقعات، قد نرى تعافيا للدولار الأمريكي على حساب الأسهم الأمريكية والذهب.
