نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق السلع Noor Trends / ماذا نتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية؟ – فبراير 2024
الاقتصاد الأمريكي يخفض بشكل غير متوقع 140 ألف وظيفة
بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية

ماذا نتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية؟ – فبراير 2024

تترقب الأسواق ظهور بيانات التوظيف الجمعة وسط توقعات بتراجع في نمو الوظائف ونمو الأجور، وهو ما يشير إلى الاتجاه المفضل لبنك الاحتياطي الفيدرالي أثناء حربه على التضخم.

وتتوقع الأسواق أن يرتفع نمو الوظائف في يناير الماضي بواقع 180000 وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ216000 وظيفة، وفقا لمؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة.

كما تشير توقعات وول ستريت تراجع نمو الأجور، إذ ترجح إمكانية ارتفاع مؤشر متوسط الكسب في الساعة بـ0.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ0.4%، وفقا للقراءة الشهرية بينما تشير إلى إمكانية ألا تتغير القراءة السنوية للمؤشر لتستقر عند 4.1%.

وتكمن أهمية بيانات التوظيف في أنها توفر صورة واضحة لمدى نجاح الفيدرالي في واحدة من مهمتيه الأساسيتين؛ وهما تحقيق الحد الأقصى من التوظيف وتحقيق استقرار الأسعار.

كما تزداد هذه الأهمية في فبراير الجاري نزرا للتغير الكبير في خطاب بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي أكد رسميا أنه أنهى دورة التشديد الكمي الحالية علاوة على ما رجحه البنك المركزي من أنه بدأ في دراسة خفض الفائدة.

وتأتي التوقعات بتدهور أوضاع سوق العمل الأمريكية وسط تأكيد الفيدرالي على أنه يشاهد تقدما ملحوظا في قراءات التضخم الأمريكية في الفترة الأخيرة، لكن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أوضحت أيضا أنها لا تزال تحتاج إلى “المزيد من الأدلة حتى يتسنى لها اكتساب قدر أكبر من الثقة في أن هبوط التضخم أصبح مستداما.

ويعني تراجع نمو الوظائف والأجور في الولايات المتحدة إتاحة فرصة أمام الفيدرالي للتحرك بارتياح بمعدل الفائدة وعدم التعجل في رفعه بهدف مكافحة ارتفاعات التضخم

وتترقب الأسواق الجمعة المقبلة إصدار بيانات التوظيف الرئيسية التي تلقي الضوء على حالة نمو الوظائف ونمو الأجور الأمريكية، متضمنة مؤشر التغير في توظيف القطاعات الزراعية ومؤشرات متوسط الكسب في الساعة، والتي تنتظرها الأسواق التماسا لإشارات تسهم في تكوين صورة واضحة للمسار المستقبلي المحتمل للفائدة.

وسوف نحاول فيما يلي استعراض أهم المؤشرات الأولية للتوظيف التي ظهرت على مدار الأيام القليلة الماضية حتى نتمكن من رسم صورة واضحة لما قد يكون عليه نمو الوظائف ونمو الأجور الأمريكية في نوفمبر الماضي.

وعلى أساس ما تم إعلانه من أرقام حققتها تلك المؤشرات الأولية، نقدم استعراض لسيناريوهين محتملين لما قد تكون عليه قراءات المؤشرات الرئيسية للتوظيف في الولايات المتحدة؛ أولها السيناريو الإيجابي بينما الثاني يستعرض احتمالات التدهور في أوضاع سوق العمل مع الإشارة إلى ما يدعم كل سيناريو منهما من المؤشرات التي ظهرت حتى الآن.   

السيناريو الإيجابي

ارتفعت قراءة مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادرة عن جامعة ميتشيجان إلى 69.7 نقطة في يناير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت  69.4  نقطة، وهو ما جاء متوافقا مع توقعات الأسواق.

وقال مكتب إحصاء العمالة الأمريكي الثلاثاء إن مؤشر فرص العمل في الولايات المتحدة (JOLTS) ارتفع في ديسمبر الماضي إلى 9.026 مليون فرصة عمل مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 8.750 مليون فرصة عمل، لكنه جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 8.925 مليون فرصة عمل.

السيناريو السلبي

وسجلت قراءة مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف في الولايات المتحدة ارتفاعا إلى 82307 وظيفة في يناير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 34817 وظيفة فقدها الاقتصاد الأمريكي الشهر الماضي.

وارتفع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعي الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) بـ107 ألف وظيفة، وهو الارتفاع الذي جاء أقل من القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ158 وظيفة وأدنى من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بـ145 ألف وظيفة.

وسجل متوسط مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية للأربع أسابيع ارتفاعا إلى 22075 مطالبة في الأسبوع المنتهي في الأول من ديسمبر الجاري مقابل القراءة السابقة التي 22025 مطالبة.

وتراجع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات إلى 47.1 نقطة في يناير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 47.5 نقطة.

ارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات في الولايات المتحدة (ISM) إلى 43.3 نقطة في ديسمبر الجاري مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند مستوى 50.7 نقطة.

وارتفع إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية في الولايات المتحدة إلى 1.898 مليون مستفيدا في الأسبوع المنتهي في 19 يناير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.828 مليون مستفيدا.

ويبدو من خلال استعراض مؤشرات التوظيف الأولية أن هناك إمكانية كبيرة لأن تظهر سوق العمل الأمريكية تدهورا ملحوظا في يناير الماضي، وفقا للبيانات التي ننتظر صدورها الجمعة المقبلة.

وحال تحقق السيناريو السلبي، قد نشاهد تراجعا للدولار الأمريكي لصالح الذهب والأسهم الأمريكية وغيرها من أصول المخاطرة. لكن حال تحقق السيناريو الإيجابي، سوف تتصاعد توقعات بالإبقاء على الفائدة عند مستويات مرتفعة، وهو ما يصب في صالح الدولار الأمريكي.

تحقق أيضا

جيروم باول

أبرز الإيجابيات التي جاءت في بيان الفيدرالي وتصريحات جيروم باول

انطوت العبارات التي صيغ بها بيان الفائدة الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات رئيس الفيدرالي …