نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / ماذا تتوقع الأسواق من خطاب جيروم باول في جاكسون هول؟
جيروم باول
جيروم باول

ماذا تتوقع الأسواق من خطاب جيروم باول في جاكسون هول؟

يُركز مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذين باتوا واثقين بشكل متزايد من نجاح جهودهم في ترويض التضخم، الآن على صحة سوق العمل. مع اقتراب التضخم من هدفه البالغ 2%، وتباطؤ التوظيف، وارتفاع البطالة، فإن الفيدرالي مستعد لخفض معدلات الفائدة الرئيسي الشهر المقبل. ومع ذلك، من المرجح تعتمد وتيرة تخفيضات معدلات الفائدة المستقبلية إلى حد كبير على استمرار قوة نمو الوظائف، كما يرجح أن يؤدي انخفاض سعر الفيدرالي في النهاية إلى انخفاض أسعار قروض السيارات والرهون العقارية وغيرها من أوجه الاقتراض الاستهلاكي.

ومن المرجح أن يقدم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في خطاب متوقع بشدة في ندوة جاكسون هول الاقتصادية يوم الجمعة، رؤى حول التوقعات الاقتصادية للفيدرالي والخطوات المحتملة المقبلة. لقد تم استخدام هذه المنصة تاريخياً من قبل باول وأسلافه في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي للإشارة إلى التغييرات في تفكيرهم أو نهجهم.

في حين أن التقارير الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك انخفاض التضخم وزيادة قوية في مبيعات التجزئة، قد خففت من المخاوف بشأن احتمال حدوث ركود، فإن متداولي وول ستريت يتوقعون الآن ثلاثة تخفيضات في معدلات الفائدة من قبل الفيدرالي بمقدار ربع نقطة في سبتمبر ونوفمبر وديسمبر وقد بدأت أسعار الرهن العقاري بالفعل في الانخفاض استعدادًا لهذه التخفيضات في معدلات الفائدة كما يمكن أن يصبح خفض سعر الفيدرالي بنصف نقطة في سبتمبر أكثر احتمالًا إذا تباطأ التوظيف بشكل أكبر. وسيتم إصدار تقرير الوظائف التالي في 6 سبتمبر، بعد مؤتمر جاكسون هول ولكن قبل اجتماع الفيدرالي منتصف سبتمبر المقبل.

وأعلن مسؤول بارز؛ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوسيتيك، في مقابلة أن الأدلة على ضعف أسواق العمل قد تستدعي وتيرة أسرع لتخفيضات معدلات الفائدة. وحتى إذا ظل التوظيف قوياً، فإن الفيدرالي من المتوقع أن يخفض معدلات الفائدة هذا العام بسبب التقدم المحرز في التضخم. وفي يوليو، ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 2.9%، وهي أصغر زيادة منذ أكثر من ثلاث سنوات كما أشار بوسيتيك إلى أن الاقتصاد قد تطور منذ بضعة أشهر، عندما اقترح أنه قد لا يكون من الضروري خفض معدلات الفائدة حتى نهاية العام. وهو يعرب الآن عن ثقة أكبر في تحقيق هدف التضخم ويقر بضعف كبير في أسواق العمل مقارنة بالعام الماضي، مما يشير إلى الحاجة المحتملة لتحول في السياسة عاجلاً.

وتؤكد تصريحات كل من بوسيتيك وأوستن جولسب، المسؤولين بمجلس الاحتياطي الفيدرالي، أنه مع انخفاض التضخم، فإن معدلات الفائدة المعدلة حسب التضخم ترتفع، حتى مع تباطؤ التضخم. وهذا التشديد في السياسة النقدية يثير مخاوف بشأن احتمال حدوث تباطؤ اقتصادي. وفي حين أن بوسيتيك يرى حاليًا أن سوق العمل والاقتصاد بصحة جيدة إلى حد كبير، فإنه لا يزال يتوقع “هبوطًا ناعمًا”، حيث ينخفض التضخم دون حدوث ركود. ومع ذلك، بالنظر إلى عدم اليقين الذي يحيط بالاقتصاد وتركيز الفيدرالي على البيانات المستقبلية، فقد تكون لدى باول قدرة محدودة على تقديم إرشادات محددة بشأن الخطوات المقبلة للبنك المركزي.

خطاب باول المنتظر في جاكسون هول:

من المتوقع أن يعلق جيروم باول على ما تم إنجازه من تقدم في معركة التضخم التي يخوضها مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة، مما يمهد الطريق لخفض محتمل في معدلات الفائدة مع طمأنة المستثمرين بقدرة البنك المركزي على تجنب تباطؤ اقتصادي حاد. ويأتي الخطاب المتوقع بشدة في ندوة جاكسون هول الاقتصادية في وقت حاسم بالنسبة للفيدرالي وسوق الخزانة الأمريكية. ويستعد باول وزملاؤه لخفض تكاليف الاقتراض قبل سبعة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية، وهي مهمة من المرجح أن تضعهم تحت مجهر عام مكثف. بالإضافة إلى ذلك، يولي المسؤولون اهتمامًا متزايدًا لسوق العمل المتراجع بعد سنوات من التركيز بشكل أساسي على ضغوط الأسعار. والسؤال هو: هل سنواجه خطأً في السياسة؟ لهذا السبب يتذبذب السوق على حافة بيان جاكسون هول. وثمة سؤال آخر هو: ما الذي يحتاج المستثمرون سماعه من الرئيس هو مكان الفيدرالي في المحور السياسي المحتمل؟

الأسواق تواجه عدم اليقين بقلق واضح

كان المستثمرون على حافة الوقوع في براثن حالة قلق عميق وهم يتوقعون وتيرة وحجم تخفيضات معدلات الفائدة المستقبلية وأدت الأرقام التي سجلتها سوق العمل في يوليو إلى تقلبات كبيرة في السوق، حيث فقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكثر من ستة في المائة في ثلاثة أيام تداول فقط. وارتفعت سندات الخزانة، وتوقع المتداولون أن يبدأ الفيدرالي في خفض معدلات الفائدة في سبتمبر بحركة أكبر من المعتاد تبلغ 50 نقطة أساس. وقد ارتكب باول وزملاؤه أخطاء سابقة، مثل عدم التصرف بسرعة كافية لمعالجة ارتفاع التضخم خلال الوباء، وتأكيدهم على أنه “مؤقت”، وتراهم الأسواق في الوقت الراهن عازمين على تجنب الأخطاء المماثلة على جبهة العمالة مع تباطؤ ضغوط الأسعار.

رغم سوق العمل القوي تاريخيًا، بدأت تظهر بعض التصدغات، ومن جانبهم، خفض أصحاب العمل الأمريكيين وتيرة التوظيف في الشهر الماضي، بينما ارتفع معدل البطالة للمرة الرابعة على التوالي، مما أثار مخاوف بشأن تأثير معدلات الفائدة المرتفعة على سوق العمل. ويتوقع العديد من الاقتصاديين تنقيحات هبوطية كبيرة في تقارير التوظيف للعام حتى مارس.

ويعد السؤال الرئيسي للمستثمرين هو ما إذا كان الانخفاض الإضافي في سوق العمل من المرجح أن يؤدي إلى خفض أكبر في معدلات الفائدة الشهر المقبل أو نهجًا أكثر عدوانية في خفض معدلات الفائدة في الأشهر التالية. وسيلقي باول خطابه في الساعة 10 صباحًا بتوقيت نيويورك يوم الجمعة في ندوة السياسة الاقتصادية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي.

وقد يكون هناك جدال لصالح التحرك بشكل أسرع قليلاً في البداية ثم التباطؤ. ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الحجة لا تكتسب وزنًا كبيرًا إلا إذا كانت هناك أدلة على أن سوق العمل يتراجع بطريقة أكثر أهمية. وقبل عام، كان باول وزملاؤه يتجهون في الاتجاه المعاكس، حيث رفعوا معدلات الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ جيل. ووصفوا سوق العمل بأنه ضيق، والتضخم بأنه “مرتفع للغاية”، وأعربوا عن استعدادهم لرفع معدلات الفائدة أكثر إذا لزم الأمر.

التخفيف من التضخم وتوقعات السياسة النقدية:

منذ ذلك الحين، خفّ التضخم بشكل ملحوظ، على الرغم من أنه لا يزال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2%. وتراجع بالفعل مؤشر رئيسي لضغوط الأسعار الأساسية في يوليو للشهر الرابع على التوالي، أي مؤشر مديري المشتريات، مما يؤكد الاتجاه الهابط. ويتوقع بعض المحللين أن يعترف باول بوجود الظروف المناسبة لهم لبدء تقليص السياسة قريبًا. وليس من الواضح ما إذا كان خطاب باول قد يتضمن صراحةً الإشارة إلى سبتمبر أم لا، لكن المحللين يعتقدون أن الرسالة من المرجح أن تكون أن صناع السياسة النقدية يبدو أنهم في وضع جيد للقيام بذلك.

ومن المنتظر تتطلب رسالة باول إلى الأسواق معايرة دقيقة للتعامل مع الضغوط ذات اصللة بتعديل السياسة النقدية وتجنب إرسال إشارة سلبية حول التوقعات الاقتصادية. وفي حين أن الانتعاش الأخير في السوق والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية قد أدت إلى انخفاض في توقعات خفض معدلات الفائدة، فإن المتداولين لا يزالون قلقين بشأن المستقبل.

وعندما سُئل جيروم باول عن احتمال خفض 50 نقطة أساس في يوليو، صرح بأنه ليس شيئًا يفكر فيه الفيدرالي حاليًا. وقد أكد هو ومسؤولون آخرون في الفيدرالي أن قرارات السياسة النقدية من المرجح أن تسترشد بـ”مجموع” تأثير البيانات الواردة وبدون هذه المعلومات، لا يمكن لجيروم باول أن يقول بشكل قاطع في جاكسون هول إنه من المرجح خفض معدلات الفائدة 50 أو 25 نقطة أساس. و من المرجح أن يحافظ على هذا الانفتاح، ويحافظ على الخيارات كما ينبغي. ويعد موضوع الندوة هذا العام، “إعادة تقييم فعالية وتطوير السياسة النقدية”، ذا صلة بالنظر إلى عدم اليقين الذي يحيط بوتيرة ومستوى تخفيضات معدلات الفائدة المستقبلية. وقد عززت تعقيدات الاقتصاد ما بعد الوباء هذا الاعتبار، حيث يعتقد بعض مسؤولي الفيدرالي أن المعدل المحايد قد ارتفع.

يبدو أن لا أحد يعرف نقطة الوجهة، لذلك، يُعتقد على نطاق واسع أن جيروم باول قد يشدد على وجوب التعامل مع حالة عدم اليقين ومن المنتظر أن يشير إلى التعهد الذي قطعه على نفسه بالتماس التوجيه من البيانات الاقتصادية. ومن المتظر أن تساعد البيانات في تعريف صناع السياسة النقدية ما هي هذه الوجهة ويمكنهم التحرك ببطء أو بسرعة اعتمادًا على البيانات الاقتصادية ومن المرجح أن يشير باول إلى أن الاحتياطي الفيدرالي أصبح أكثر ثقة في تحقيق هدفه المتعلق بقراءة التضخم وفي حين أن قلة من الاقتصاديين يعتقدون أن المهمة قد أنجزت بالكامل، فقد تحول التركيز من التضخم إلى سوق العمل.

ومن المنتظر أنت تعتمد وتيرة خفض معدلات الفائدة المستقبلية على البيانات الاقتصادية وقد أثار الانخفاض الأخير في التوظيف وزيادة البطالة مخاوف بشأن احتمال حدوث ركود وتكهنات بشأن قرارات أكثر ميلاً لمعدلات الفائدة المرتفعة.

تحقق أيضا

الأسهم الأمريكية

الأسهم الأمريكية تتراجع لاستمرار تصاعد توترات جيوسياسية

تتلقى الأسهم الأمريكية المزيد من الضربات من التوترات الجيوسياسية في منطقة شرق أوروبا منذ تنفيذ …