ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) يوم الإثنين، مسجلاً صعوداً بنحو 400 نقطة رغم تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. بدا أن المستثمرين تجاهلوا اضطرابات نهاية الأسبوع عقب الضربات الصاروخية التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب، لكن المزاج الإيجابي لم يدم طويلاً مع رد إيران بضربات صاروخية على أصول عسكرية أمريكية في قطر والعراق. هذا التأرجح يعكس سوقاً عالقاً بين التفاؤل والقلق، مع تبعات أوسع على الاستقرار العالمي والسياسة النقدية الأمريكية.
المنطقة على صفيح ساخن: ضربات صاروخية وردود فعل
خلال عطلة نهاية الأسبوع، شنت الولايات المتحدة ضربات صاروخية على منشآت نووية إيرانية مشتبه بها، متجاوزة موافقة الكونغرس. ردت إيران سريعاً بضربات صاروخية استهدفت قاعدة جوية أمريكية في قطر، مما أثار مخاوف من تصعيد إضافي. في صباح الإثنين، اهتزت الأسواق خوفاً من إغلاق إيران لمضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط الخام العالمي. مثل هذا الإغلاق قد يتسبب في صدمة سلاسل التوريد، مما يهز الاقتصادات عالمياً. لكن بحلول نهاية اليوم، ارتفعت الأسهم، معبرة عن آمال في احتواء الصراع.
مرونة السوق أم التجاهل؟
انتعاش مؤشر داو جونز من متوسط حركته الأسية لـ50 يوماً بالقرب من مستوى 42000 يشير إلى رهان المستثمرين على المرونة. مع ذلك، لا تزال حركة الأسعار محصورة دون مستوى 43000، مع 42500 كعقبة تالية لتحقيق مكاسب مستدامة. يعتمد هذا التفاؤل على افتراضين: أولاً، أن توترات الشرق الأوسط لن تتفاقم إلى صراع أوسع يعطل تدفقات النفط؛ ثانياً، أن أي اضطراب اقتصادي قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة مبكراً. تُظهر البيانات الحديثة أن الاحتياطي الفيدرالي يحافظ على استقرار أسعار الفائدة، لكن تقلبات السوق قد تغير التوقعات إذا تصاعدت الاضطرابات.
نظرة مستقبلية: المخاطر والفرص
الوضع يتطلب يقظة. احتواء الصراع قد يحافظ على انتعاش الأسواق، لكن أي خطأ—مثل إغلاق مضيق هرمز—قد يرفع أسعار النفط، مما يغذي التضخم ويعرقل النمو. على النقيض، تباطؤ اقتصادي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لتخفيف السياسة النقدية، مما يوفر راحة للأسهم. في الماضي، مثل حرب الخليج عام 1991، شهدت الأسواق انخفاضاً مؤقتاً قبل التعافي، لكن الاقتصاد العالمي المترابط اليوم وسلاسل التوريد الهشة ترفع المخاطر. يجب على المستثمرين الاستعداد للتقلبات مع متابعة خطوات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
انعكاس مؤشر داو جونز للرياح الجيوسياسية المعاكسة يبرز سوقاً ممزقاً بين الأمل والواقع. مع استمرار التوترات، يعتمد المسار المقبل على تهدئة التصعيد وردود السياسة النقدية الحكيمة. في الوقت الحالي، يشير صعود المؤشر إلى تفاؤل حذر، لكن ظلال عدم اليقين تلوح في الأفق.