استغل اليورو الفارق بين خطاب السياسة النقدية بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي – وتقلص الفارق بين المعدلين – في تحقيق مكاسب بأكثر من مئة نقطة بعد إصدار قرار الفائدة الأوروبية بـ25 نقطة أساس لتصل إلى أعلى مستوى لها في عقدين من الزمن.
ورغم تضمين الفيدرالي بيان الفائدة الصادر الأربعاء الماضي لعبارات تشير إلى أنه من المرجح أن يكون هناك المزيد من رفع الفائدة، أعلن المركزي الأوروبي أنه مستمر في رفع الفائدة مرتين على الأقل حتى نهاية العام الجاري.
ومع الفارق بين معدلي الفائدة الفيدرالية والأوروبية لا يزال لصالح الدولار الأمريكي، جاء التأكيد من قبل المركزي الأوروبي على الاستمرار في رفع الفائدة مرتين على الأقل هذا العام ورفع الفائدة في نهاية اجتماع الخميس ليلقي المزيد من الضوء على إمكانية استمرار التشديد الكمي من قبل السلطات النقدية في أوروبا في حين ظهرت تكهنات بأن الفيدرالي قد وصل إلى نهاية دورة التشديد الكمي الحالية.
ورفع البنك المركزي الأوروبي معدل الفائدة بـ25 نقطة أساس إلى 3.25% مع التعهد بالاستمرار في رفع الفائدة، وهو ما جاء متوافقا مع توقعات الأسواق. ورأت السلطات النقدية أيضا أن هناك احتمالات لتباطؤ أكثر في نمو منطقة اليورو علاوة على ارتفاع محتمل في التضخم بقيمته الأساسية – التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة، وفقا للتقديرات الاقتصادية الصادرة تزامنا مع قرار وبيان الفائدة الأوروبية.
وترى السلطات النقدية الأوروبية أيضا أن هناك إمكانية لأن يستمر التضخم في تسجيل “قراءات مرتفعة للغاية لوقت طويل للغاية”، مما دفع صناع السياسات النقدية في اتجاه توقعات برفع آخر للفائدة في يوليو المقبل.
وتوقع البنك المركزي الأوروبي أن يتراجع النمو في منطقة اليورو بـ 0.9% هذا العام، و1.5% العام المقبل، و1.6% في 2025.
وأشارت التقديرات الاقتصادية للبنك المركزي إلى إمكانية أن يسجل التضخم في منطقة اليورو باستثناء أسعار الغذاء والطاقة 5.1% في 2023 قبل أن يتراجع إلى 3.00% العام المقبل وتوقعات بالمزيد من الهبوط إلى 2.3% في 2025.
ورفع المركزي الأوروبي معدل الفائدة بـ 350 نقطة أساس منذ يوليو الماضي، وذلك في إطار مساعي لخفض التضخم من مستويات مقلقة وصل إليها منذ مارس 2020.
حركة السعر
أنهى اليورو تعاملات الخميس في الاتجاه الصاعد مدفوعا برفع الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي الذي أصدر قرار وبيان الفائدة لشهر يونيو محملا بمحتوى متنوع بين الإيجابي والسلبي.
وارتفع اليورو/ دولار إلى 1.0945 مقابل الإغلاق السابق الذي سجل 1.0832، وهو ما يلقي الضوء على ارتفاع بمئة نقطة في يوم تداول واحد.
وهبط الزوج إلى أدنى مستوى له في يوم التداول المنقضي عند 1.0804 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.0952.
لكن الأسهم الأوروبية اتخذت الاتجاه المعاكس نظرا للسلبية التي لمسها المستثمرون في بورصات أوروبا في التقديرات الاقتصادية للمركزي الأوروبي التي ألقت الضوء على إمكانية التدهور في الأوضاع الاقتصادية لمنطقة اليورو.
وأنهت الأسهم الأوروبية تعاملات الخميس في الاتجاه الهابط بعد رفع الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي وخفض السلطات النقدية تقديرات النمو لمنطق اليورو مع رفع تقديرات تضخم أسعار المستهلك باستثناء أسعار الغذاء والطاقة.
وهبط مؤشر ستوكس يوروب600 إلى 464 نقطة بعد أن تنازل عن 0.7% أو 0.2%. كما هبط داكس30 الألماني إلى 16290 نقطة بعد خسائر بحوالي 20 نقطة أو 0.2%.
وتراجع كاك40 الفرنسي وفوتسي ميلانو الإيطالي وإيبيكس 35 الإسباني بواقع 0.6%، و0.3%، و0.1% على الترتيب.
وقد يزداد فارق أداء العملتين، الدولار الأمريكي واليورو، في الفترة المقبلة لصالح العملة الأوروبية الموحدة حال تحقق التوقعات – أو بالأحرى التكهنات – التي ظهرت في الأسواق في الفترة الأخيرة منذ إصدار الفيدرالي قرار تثبيت الفائدة بأن البنك المركزي اقترب كثيرا من إنهاء التشديد الكمي,