ختمت عائدات سندات الخزانة الأمريكية تعاملات الأربعاء في الاتجاه الهابط بعد أن تجاوزت مستوى 4.00% عقب إعلان نتائج اجتماع الفيدرالي في ديسمبر 2023.
ورجح المشاركون في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في ديسمبر الماضي إمكانية المزيد من رفع الفائدة في 2024 رغم ما يبدو من بيان الفائدة الصادر عن الفيدرالي وتصريحات جيروم باول في المؤتمر الصحفي الذي انعقد بعد إعلان قرارا تثبيت الفائدة من مَيْل إلى التوقف عن رفع الفائدة، وذلك وفقا لنتائج اجتماع الفيدرالي الصادرة الأربعاء.
وقالت نتائج الاجتماع الماضي للبنك المركزي: “سوف يعتمد المسار المستقبلي للفائدة على الطريقة التي يتقدم بها الاقتصاد”، مشددين على أن الفيدرالي أحرز تقدما في المعركة على التضخم، وهما الفقرتان اللتان أسهمتا إلى حدٍ كبير في ارتفاع العائدات إلى أعلى المستويات في جلسة الأربعاء.
لكن فقرات أخرى في النتائج ركزت على أن الفيدرالي حقق تقدما ملحوظا في الفترة الأخيرة في معركته ضد التضخم وأن هناك تراجع كبير في مخاطر صعود الأسعار إلى مستويات مقلقة في الفترة المقبلة.
ورجح أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن “العوامل ذات الصلة بسلاسل الإمدادات، التي أدت إلى ارتفاع التضخم إلى ذروته في منتصف 2022، بدأت تتراجع”، مؤكدين أن هناك “تقدم على صعيد إعادة التوازن إلى سوق العمل الأمريكي”.
وقالت النتائج إن “توقعات الفائدة الفيدرالية لأعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أشارت إلى إمكانية خفض الفائدة على مدار السنوات الثلاثة المقبلة بهدف الوصول بمعدل الفائدة على الاقتراض لليلة الواحدة إلى نطاق 2.00%”.
وجاء الهبوط الذي تعرضت له عائدات السندات الأمريكية المعيارية نتيجة لتوافر قناعة في الأسواق بأن الفيدرالي قد لا يرفع الفائدة في الفترة المقبلة، لكنه قد يبقي على المعدلات الرئيسية عند مستويات مرتفعة لفترة قد تطول.
وهبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 3.920% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.936%. وارتفعت العائدات على السندات المعيارية إلى أعلى المستويات في جلسة الأربعاء عند 3.999% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 3.906%.
وسارت عائدات سندات الخزانة الأمريكية في الاتجاه المعاكس للدولار الأمريكي ليس فقط بسبب الاعتقاد بأن معدلات الفائدة المرتفعة قد لا تشهد أي تغيير إلى أعلى في الفترة المقبلة، لكنها تراجعت أيضا بعد إشارات سلبية احتوت عليها نتائج اجتماع الفيدرالي تضمنت إمكانية رفع الفائدة الفيدرالية في 2023، وهي الاحتمالات التي قد تضعنا أمام سيناريو يتضمن زيادة جديدة في تكلفة الاقتراض التي تعيق الأسواق عن التقدم.
ووسط هذه الرسائل المتعارضة التي بعثت بها نتائج اجتماع الفيدرالي، ظلت الأسواق في حالة من السلبية نظرا لتسيد انعدام اليقين الموقف حتى نهاية يوم التداول الجاري حيال المسار المستقبلي للفائدة.
لذلك تحتاج الأسواق إلى الدفعات المنتظرة من البيانات الاقتصادية، التي تتصدرها بيانات التوظيف الأمريكية التي تلقي الضوء على أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة، وهي الأوضاع التي تلقي الضوء على مدى نجاح الفيدرالي في مهمته الثانية بعد استقرار الأسعار، وهي تحقيق الحد الأقصى من التوظيف.
ويتوالى ظهور مؤشرات التوظيف الأمريكية، أبرزها مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الذي يصدر الخميس المقبل عن هيئة المعالجة الإلكترونية للبيانات.
كما تصدر القراءات الرئيسية للتوظيف الأمريكي الجمعة، والتي تتضمن مؤشر التغيير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن وزارة العمل الأمريكية (NFP)، ومعدل البطالة الأمريكية، علاوة على مؤشرات نمو الأجور في البلاد.