تواصل الأسهم الأمريكية الهبوط منذ مستهل التعاملات الأربعاء متأثرة بتوقعات المسار المستقبلي للفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي بع ظهور بيانات التضخم الأمريكية الأسبوع الماضي، مسلطة الضوء على زيادة فاقت التوقعات في أسعار المستهلك في ديسمبر الماضي.
وهبط داو جونز الصناعي إلى 37344 نقطة بعد التراجع بحوالي 248 نقطة أو 0.7%. وتراجع ستاندردز آند بورس500 إلى 4762 بعد التنازل عن 22 نقطة. كما هبط ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 14912 نقطة بعد أن فقد المؤشر حوالي 60 نقطة أو 0.4%.
وارتفعت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بـ0.3% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ0.1%. وجاء الارتفاع أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بـ0.2%.
ولم تشهد قراءة التضخم باستثناء أسعار الغذاء والطاقة أي تغيير في ديسمبر الماضي، وهو ما توافق مع توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.3%.
وارتفعت التضخم السنوي في أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بـ3.4% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ3.1%. وجاء الارتفاع أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بـ3.2%.
وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة، ارتفعت القراءة السنوية لتضخم أسعار المستهلك بـ3.9% في ديسمبر مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ4.00%، وهو ما فاق توقعات السوق التي أشارت إلى 3.9%.
كما انطلق موسم الأرباح للربع الأخير من 2023، حاملا إلى الأسواق قدرا من السلبية بعد إعلان عدد من أكبر عمالقة القطاع المالي نتائج الأداء المالي لتلك الفترة.
وظهرت بيانات تضخم أسعار المنتحين الأمريكيين الجمعة محملة بتفاؤل للأسواق، إذ سجلت مستويات أدنى من توقعات الأسواق، مما ساعد توقعات خفض الفائدة في أوائل 2024 على العودة بقوة إلى السطح.
واستمرت قراءة مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين عند مستويات دون الصفر في ديسمبر الماضي لتستقر عند نفس المستوى المسجل الشهر السابق التي أشارت إلى تراجع بـ0.1-%. كما جاءت القراءة الشهرية أقل من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بـ0.1%.
وسجلت القراءة السنوية للمؤشر ارتفاعا بـ1.00% الشهر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت ارتفاعا بـ0.8%، لكن القراءة الفعلية جاءت أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 1.3%.
وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة، سجلت القراءة الشهرية لأسعار المنتجين صفر في ديسمبر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت نفس الرقم وأدنى من التوقعات التي أشارت إلى إمكانية الارتفاع بـ0.2%. كما سجلت القراءة السنوية ارتفاعا بـ1.8% مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ2.00%، وهو ما جاء أدنى من التوقعات التي أشارت إلى 1.9%.
ولم تظهر تقارير أرباح إيجابية لعمالقة القطاع المالي في الولايات المتحدة، لكنها على أي حال تضمنت تقارير تشير إلى أرباح فاقت توقعات الأسواق لبعض المجموعات المالية الأمريكية الكبرى المدرجة في بورصة نيويورك.
ورغم السلبية التي سادت بيان الشركة الذي أصدرته مع نتائجها المالية، حققت مجموعة بانك أوف أميركا أرباحا بـ70 سنت للسهم الواحد مقابل توقعات الأسواق التي أشارت إلى 68 سنت فقط. لكن إيرادات المجموعة جاءت دون المستويات التي أشارت إليها التوقعات.
وسجلت سيتي جروب أرباحا بـ84 سنت للسهم الواحد مقابل التوقعات التي أشارت إلى 81 سنت للسهم بينما تراجعت إيرادات المجموعة المالية إلى مستويات أقل من التوقعات.
وكانت جي بي مورجان هي المجموعة التي أعلنت أرباحا أدنى من توقعات السوق عند 3.04 دولار للسهم مقابل التوقعات التي أشارت إلى 3.32 دولار.
وشنت قوات أمريكية وبريطانية غارات جوية على أهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن الخميس الماضي ردا على هجمات الجماعة على سفن تجارية في منطقة مضيق باب المندب في الطريق البحري التجاري عبر البحر الأحمر على مدار الأسابيع القليلة الماضية.
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن هذه الضربات تستهدف إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين والدفاع عن سفن الشحن الأمريكية والدولية وحمايتها في البحر الأحمر الذي يُعد من أهم ممرات الشحن الحيوية التي تعتمد عليها التجارة العالمية.
وجاءت هذه الهجمات، التي من المتوقع أن تثير مخاوف حيال إمكانية اتساع نطاق التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن شن الحوثيون هجمات على سفن وحاويات تجارية في منطقة مضيق باب المندب بالقرب من الشواطئ اليمنية، وهو ما دفع الولايات المتحدة وحلفائها إلى تحذير المتمردين من رد عسكري على تلك الهجمات.
ومن شأن هذه الأحداث أن يكون لها دور كبير في تحديد مسار الأسهم الأمريكية على مدار أسبوع التداول الجديد بحيث تشكل ملامح حركة السعر في تلك الفترة.