ظهرت بيانات التضخم الأمريكية الخميس، حاملة بين طياتها إشارات إلى استمرار ارتفاع نفقات الاستهلاك الشخصي التي يعدها الفيدرالي المؤشرات الأكثر مصداقية واعتمادية في التعبير عن أوضاع تضخم أسعار المستهلك في الولايات المتحدة.
ورغم الارتفاع في قراءات هذا المؤشر الهام من مؤشرات التضخم الأمريكي، تمكنت الأسهم الأمريكية من الصعود، مظهرة قدرا كبيرا من التماسك في وجه التوقعات التي تصاعدت بأن الفيدرالي قد لا يخفض الفائدة في النصف الأول من 2024.
وارتفع التضخم الأمريكي بما يتوافق مع توقعات الأسواق في يناير الماضي، وفقًا لأهم مؤشرات التضخم وأكثرها مصداقية للفيدرالي الذي يراقبه البنك المركزي باستمرار في المرحلة التي يدرس فيها البدء في خفض الفائدة.
وارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3٪ في يناير الماضي مع ارتفاع القراءة السنوية للمؤشر إلى 2.4٪، وهو ما جاء متطابقا مع توقعات السوق، وفقا للبيانات الصادرة الخميس عن مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأمريكية. وكانت الأرقام الشهرية في ديسمبر الماضي قد أشارت إلى ارتفاع بـ0.1% على أساس شهري و2.6% مقابل قراءة نفس الشهر من العام الماضي.
كما ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء تكلفة الغذاء والطاقة بنسبة 0.4% خلال الشهر الماضي مع ارتفاع القراءة السنوية للمؤشر إلى 2.8% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وهو ما جاء متوافقا مع توقعات الأسواق ومرتفع قليلا فوق المستوى الذي سجلته قراءة ديسمبر الماضي عند 2.9%.
تصريحات وتصريحات مضادة
أكدت ماري دالي، رئيسة الفيدرالي في سان فرانسيسكو، أن “السياسة النقدية للفيدرالي في موقف جيد، ويمكن للفيدرالي أن يخفض الفائدة إذ ظهرت حاجة إلى ذلك”.
وقالت: “الفيدرالي يريد تفادى الإبقاء على معدلات الفائدة عند المستويات الحالية حتى الوصول بمعجل التضخم إلى 2.00%”، مرجحة أنه لا يوجد خطر وشيك للمزيد من تدهور الاقتصاد.
وحذرت من أنه إذا “خفض الفيدرالي الفائدة بسرعة، قد يتوقف التضخم عن الهبوط”، مؤكدة أن مخاطر استمرار ارتفاع التضخم وتراجع أداء الاقتصاد “متساوية”.
وكان من شأن هذه التصريحات أن تدعم هبوط مؤشرات بورصة نيويورك إلى مستويات أقل، لكن ذلك لم يحدث بسبب تصريحات خرجت من أروقة الفيدرالي أيضا قللت من شأن الارتفاع في نفقات الاستهلاك الشخصي في يناير الماضي.
وقالت لوريتا ميستر، رئيسة الفيدرالي في كلفيلاند، الخميس إنها تتوقع خفض الفائدة ثلاث مرات على الأقل في 2024 رغم الارتفاعات التي سجلها التضخم في الفترة الأخيرة.
وأضافت لوريتا: “القفزة ظالتي حققها مؤشر التضخم المفضل للفيدرالي على أساس شهري لم تغير وجهة نظري في أن التضخم يتراجع نحو هدف البنك المركزي المحدد بـ2.00%”، وذلك في مقابلة أجراها معها موقع ياهو فينناس الاقتصادي.
وتابعت: “يظهر ذلك أنه لا يزال هناك بعض العمل الذي ينبغي القيام به من قبل الفيدرالي على صعيد التأكد من أننا نستطيع أن نعود بالمعدلات إلى مستوى 2.00%”.
كما تمسكت رئيسة الفيدرالي في كليفلاند بتوقعات أشارت إليها الفترة الماضية بأن الفيدرالي قد يخفض الفائدة ثلاث مرات في 2024، قائلة: “يتراءى لي في الوقت الراهن أنه حال تقدم الاقتصاد وفقا لما أتوقعه، سوف نرى رفعا للفائدة بهذه الوتيرة”.
وقالت ميستر، وهو عضو له حق التصويت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي تتخذ قرار الفائدة، إن البنك المركزي لديه الفرصة للتحلي بالصبر بالنظر إلى أن النمو الاقتصادي قوي وأوضاع سوق العمل جيدة.
وأضافت: “أعتقد أن لدينا الفرصة هنا للتأكد من أن الأمور تسير بشكل صحيح. وأعتقد أن الاقتصاد والسياسة النقدية في الوقت الراهن في وضع جيد”.
وجاء هذا التعادل في الأثر الذي أحدثته تصريحات ماري دالي ولوريتا ميستر في صالح أسواق الأسهم الأمريكية التي اختارت أن تستفيد من تصريحات ميستر عن خفض الفائدة.
وارتفع داو جونز الصناعي إلى 38966 نقطة بعد أن أضاف حوالي 50 نقطة أو 0.2%. كما ارتفع ستاندردز آند بورس500 إلى 5096 نقطة بعد إضافة حوالي يبع نقاط أو 0.6% وارتفاع ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة بحوالي 0.9%.