نور تريندز / التقارير الاقتصادية / توقعات مؤشر أسعار المستهلكين: كيف ستتفاعل العملات الرئيسية مع بيانات التضخم الأمريكية؟
كندا: أسعار المستهلكين تهبط في ديسمبر
أسعار المستهلكين

توقعات مؤشر أسعار المستهلكين: كيف ستتفاعل العملات الرئيسية مع بيانات التضخم الأمريكية؟


تبدو قراءة مؤشر أسعار المستهلكين، لشهر أبريل 2024، التي ستصدر الأربعاء، جديرة بالاهتمام والتحليل ويرجع ذلك إلى تأثيرها المحتمل على أداء العملات الرئيسية في سوق الفوركس، وفي السطور التالية نتناول بالتحليل والتعليق خلفية هذه البيانات المهمة، ونحاول استكشاف الآثار المترتبة عليها فيما يتعلق بالأساس بتحركات أسعار العملات.

مؤشر أسعار المستهلكين – نظرة عامة

ينتظر المستثمرون والمتداولون وصناع السياسات والمحللون على حد سواء تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أبريل بفارغ الصبر ويتوقع الاقتصاديون أن تكشف قراءة مؤشر أسعار المستهلكين أن التضخم سيظل أعلى من المعدل السنوي المستهدف من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، عند 2%، وفي مارس، ارتفعت قراءة مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.4% (موسميًا) و3.5% على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية. ولكن ما الذي تخبئه قراءة بيانات التضخم لشهر أبريل؟

أعربت الأسواق عن استعدادها لاستقبال قراءة تفيد زيادة بنسبة 0.4% في مؤشر أسعار المستهلكين، مع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) بنسبة 0.3% وتعد هذه الأرقام مهمة لأنها تساهم، دون شك، في صياغة قرارات السياسة النقدية وتؤثر بالتبعية على حركة السعر بأسواق العملات.

معضلة الفيدرالي

ظل مجلس الاحتياطي الفيدرالي أشبه بمن يسير على حبل مشدود بين جهوده من أجل ترويض التضخم ودعم النمو الاقتصادي وقد أبقت ضغوط التضخم المستمرة صناع السياسة المالية على أهبة الاستعداد، وإذا أكد مؤشر أسعار المستهلكين لشهر إبريل هذا الاتجاه، فقد يؤدي ذلك إلى تكثيف المناقشات داخل أروقة الاحتياطي الفيدرالي؛ فهل يستمرون في موقفهم المائل لاستمرار تشديد السياسة المالية لفترة أطول، فيرفعون معدلات الفائدة لتهدئة التضخم؟ أم سيقومون بتغير المسار، نظراً لتأثير ذلك على التعافي الاقتصادي الهش؟ وهل بات مصير الدولار على المحك؟

الدولار الأمريكي بين التضخم وتوقعات الفائدة

يتأرجح الدولار الأمريكي بين التضخم ومعدلات الفائدة ومن الممكن أن تدفع القراءة الدالة على ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية في وقت أقرب، مما يعزز الدولار وعلى العكس من ذلك، إذا ظل صانعو السياسة على نفس المستوى من الصبر، وهذا ما ترجحه تصريحات باول في أعقاب بيانات أسعار المنتجين، فقد يضعف الدولار، وتراقب الأسواق لغة الاحتياطي الفيدرالي بعد إصدار مؤشر أسعار المستهلك وأي تلميحات برفع معدلات الفائدة يمكن أن ترسل موجات صادمة عبر الأسواق.

ولكن رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم بأول، بادر بالتعليق، الثلاثاء، على بيانات مؤشر أسعار المنتجين، وهي ضمن بيانات التضخم المهمة، وأوضح، بما لا يدع مجالاً للشك، مواقف البنك المركزي بشأن عدة نقاط رئيسية. أولا، تظل معدلات الفائدة ثابتة، مع إبقاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على سعر الفائدة القياسي منذ يوليو 2023. ثانيا، تستمر المخاوف بشأن التضخم، حيث تشير البيانات الأخيرة إلى ارتفاع الأسعار على مستوى المستهلك والجملة وثالثًا، تشير توقعات باول إلى عدم رفع معدلات الفائدة بشكل فوري، لكن الأسواق لا تزال تتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة في وقت لاحق من عام 2024.

تجدر الإشارة إلى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، بعد تصريحات باول بسبب توقعات الموقف المائل للتيسير وخفض معدلات الفائدة.

اليورو: المركزي الأوروبي في وضع المراقبة

يراقب البنك المركزي الأوروبي مؤشر أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة عن كثب وكان التضخم في منطقة اليورو أضعف، ولكن موجة الارتفاع العالمي قد تمتد وإذا تصرف بنك الاحتياطي الفيدرالي على نحو يميل للتشديد، فقد يحذو البنك المركزي الأوروبي حذوه ومن الممكن أن يؤثر ارتفاع الدولار على اليورو ومع ذلك، إذا تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي بميل إلى التيسير، فقد يجد اليورو الدعم.

الين الياباني: ضعف أم مرونة؟

يعزف الين الياباني ألحانه الخاصة وفي حين لا يزال التضخم منخفضا في اليابان، فإن مصير الين يتوقف على معنويات المخاطرة. إذا فضل المستثمرون الابتعاد عن الأصول ذات المخاطر العالية بسبب مخاوف التضخم، فقد يساهم ذلك في قوة الين الياباني ولكن يبقى من الواجب الاحتراز من أي مفاجآت لأن الين الياباني معروف بتحركاته المفاجئة.

الإسترليني:

يبدو الجنيه الإسترليني أمام خيارات وسيناريوهات متعددة، فلا تزال حالة عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قائمة، لكن التضخم يزحف نحو الارتفاع، وفي الأثناء، يواجه بنك إنجلترا معضلة تتلخص في رفع معدلات الفائدة لترويض التضخم أو دعم التعافي بعد الوباء؟ فهل يمكن لبنك إنجلترا المائل للتشديد أن يرفع الجنيه الاسترليني، في حين أن الموقف المائل للتيسير قد يثقل كاهله.

العملات المرتبطة بالسلع

يرتبط الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي بالسلع. ويمكن للطلب المدفوع بالتضخم على السلع أن يعزز هذه العملات ومع ذلك، تراقب هذه العملات أي إشارات أو علامات على التباطؤ في الصين – الشريك التجاري الرئيسي لكلا البلدين.

الدولار الكندي: النفط والتضخم

يرتبط الدولار الكندي بعلاقة وثيقة مع النفط وقد يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى رفع الدولار الكندي ولكن إذا ارتفع التضخم بسرعة كبيرة، فقد يتدخل بنك كندا ومن الأفضل مراقبة تصريحات مسؤول البنك المركزي الكندي للحصول على إشارات خول مساره المقبل.

الفرنك السويسري: ملاذ آمن أم ضحية للتضخم؟

يُعد الفرنك السويسري ملاذًا آمنًا، لكنه ليس محصنًا ضد صدمات التضخم، لذا، إذا استمر التضخم العالمي، فقد يضعف الفرنك السويسري مقابل الدولار الأمريكي. ومع ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية يمكن أن تكون ضمن العوامل ومحركات الأسعار الكبرى.

وعلى رقعة شطرنج العملات عالية المخاطر، يعد تقرير مؤشر أسعار المستهلكين هو الخطوة الافتتاحية لخطوات تالية عديدة، فالأسواق تبدو على استعداد لاستقبال تقلبات الأسعار، كما يحرص المستثمرون والمتداولون على مراقبة تصريحات مسؤولي البنوك المركزية الكبرى.

تحقق أيضا

Congress dome

جهود متواصلة لتفادي الإغلاق الحكومي الأمريكي قبل منتصف الليل

قالت تقارير إن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون سوف يحاول في وقت لاحق الجمعة …