نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / بوينج: تحسن في الأداء المالي وسط تحديات مستمرة

بوينج: تحسن في الأداء المالي وسط تحديات مستمرة

شهدت شركة بوينج، عملاق صناعة الطائرات، تحسنًا في نتائجها المالية للربع الثاني من عام 2025، حيث قلصت خسائرها وزادت إيراداتها، متجاوزة بذلك توقعات السوق. ورغم هذا الأداء الإيجابي، لا تزال الشركة تواجه مجموعة من التحديات الجوهرية التي تؤثر على عملياتها وسمعتها.

الأداء المالي في الربع الثاني:

أعلنت بوينج عن خسارة قدرها 611 مليون دولار، أو 92 سنتًا للسهم الواحد، للربع الثاني من عام 2025. يمثل هذا الرقم تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالخسارة البالغة 1.44 مليار دولار، أو 2.33 دولار للسهم الواحد، التي مُنيت بها الشركة في نفس الفترة من العام الماضي. وعند تعديل النتائج للعناصر غير المتكررة، بلغت الخسارة المعدلة 1.24 دولار للسهم الواحد، وهو ما جاء أفضل من توقعات المحللين البالغة 1.54 دولار. وقد شهدت أسهم الشركة ارتفاعًا طفيفًا في التداولات المبكرة بعد الإعلان.

ارتفعت إيرادات الشركة إلى 22.75 مليار دولار، مقارنة بـ 16.87 مليار دولار في الربع المماثل من العام السابق. ويعود هذا النمو بشكل رئيسي إلى زيادة في تسليمات الطائرات التجارية، حيث قامت الشركة بتسليم 150 طائرة مقارنة بـ 92 طائرة في الفترة نفسها من العام الماضي. وقد تجاوزت هذه الإيرادات أيضًا تقديرات وول ستريت البالغة 21.86 مليار دولار.

صرح متحدث باسم الشركة بأن “التغييرات الأساسية لتعزيز السلامة والجودة بدأت تؤتي ثمارها، مما يساعد على استقرار عملياتنا وتقديم طائرات ومنتجات وخدمات ذات جودة أعلى. نركز في النصف الثاني من العام على استعادة الثقة وتحقيق تقدم مستمر في تعافينا، مع العمل في بيئة عالمية ديناميكية.”

التحديات المستمرة:

على الرغم من التحسن المالي، تواجه بوينج عدة تحديات:

نزاعات عمالية: يلوح في الأفق إضراب محتمل لأكثر من 3200 عامل نقابي في مصانع سانت لويس، المختصة بإنتاج الطائرات المقاتلة الأمريكية، بعد رفضهم لعقد مقترح. يأتي هذا بعد إضراب سابق في الخريف الماضي استمر 53 يومًا، مما يسلط الضوء على استمرار التوترات العمالية.

قضايا السلامة والجودة: كشف تحقيق استمر 17 شهرًا عن وجود قصور في تصنيع الشركة وإشرافها على السلامة، بالإضافة إلى تفتيشات غير فعالة من قبل سلطة الطيران الفيدرالية، مما أدى إلى انفصال لوحة باب من طائرة تابعة لإحدى شركات الطيران العام الماضي. وقد تعهدت الشركة بمراجعة التقرير ومواصلة جهودها لتعزيز السلامة والجودة.

طراز 737 ماكس: لا تزال نسخة “ماكس” من طائرة 737 الأكثر مبيعًا للشركة تمثل مصدرًا للمتاعب، وذلك بعد حادثين مميتين في عامي 2018 و2019 أوديا بحياة 346 شخصًا. ولا تزال هذه المشاكل تؤثر على سمعة الشركة وثقة الجمهور. كما تشير تقارير إلى أن طائرة بوينغ 737 ماكس 7 لن تحصل على شهادة الاعتماد قبل النصف الأول من عام 2026، متأخرة عن الخطة الأصلية.

تحديات الإنتاج والتسليم: على الرغم من زيادة التسليمات، تواجه بوينج تحديات في تلبية الطلب العالمي على الطائرات، حيث لا تزال معدلات الإنتاج أقل من مستويات ما قبل الجائحة، ومن المرجح أن يستغرق الأمر حتى نهاية العقد لتعود إلى مستويات الإنتاج السابقة.

التوقعات المستقبلية:

تتوقع بوينج أن تحتاج شركات الطيران العالمية إلى حوالي 43600 طائرة جديدة خلال العشرين عامًا القادمة، مدفوعة بالنمو في أسواق مثل الصين وجنوب شرق آسيا. وتؤكد الشركة على أن سوق الطيران أثبت مرونته وقدرته على النمو على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن قدرة بوينغ على تحقيق هذه التوقعات ستعتمد بشكل كبير على تجاوز التحديات الحالية واستعادة ثقة العملاء والجهات التنظيمية.

تحقق أيضا

الأسهم الأوروبية تتداول بسلبية مثل نظيرتها الآسيوية

الأسهم الأوروبية تتراجع بعد الإعلان عن الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي

حاولت الأسهم الأوروبية التماسك في الاتجاه الصاعد عقب سيطرة التفاؤل على الأسواق عقب الإعلان عن …