لماذا تراجع سهم “بالانتير” رغم تجاوز الأرباح توقعات وول ستريت؟

تراجع سهم شركة “بالانتير تكنولوجيز” بنسبة تقارب 8.00% رغم إعلانها عن نتائج مالية فاقت توقعات المحللين في وول ستريت، وذلك بسبب تصاعد المخاوف من أن تقييم الشركة بات مبالغًا فيه مقارنة بقدرتها على تحقيق نمو مستدام.

وفي إطار نتائج الربع الثالث من 2025، أعلنت “بالانتير” عن أرباح معدلة بلغت 7 سنتات للسهم، متجاوزة التوقعات البالغة 6 سنتات، كما سجلت إيرادات قدرها 634 مليون دولار، بزيادة 17% على أساس سنوي، متفوقة على التقديرات البالغة 625 مليون دولار.

مع ذلك، فإن وتيرة النمو تباطأت مقارنة بالربع السابق، ما أثار قلق المستثمرين بشأن استمرارية الزخم.

ورغم أن الشركة رفعت تقديراتها لإجمالي الإيرادات السنوية إلى ما بين 2.222 و2.235 مليار دولار، إلا أن السوق لم يتفاعل بإيجابية، إذ يرى بعض المحللين أن التقييم الحالي للسهم يعكس تفاؤلًا مفرطًا بشأن آفاق الذكاء الاصطناعي.

ويعتبر نمو تعاقدات الذكاء الاصطناعي التجارية من أهم الأسباب وراء القلق حيال التقييم الحالي لسهم الشركة، والذي يُعد محركًا رئيسيًا لتوسع الشركة. وجاء هذا النمو بأرقام أدنى مما كانت تتوقع الأسواق.

وأظهرت البيانات أن الإيرادات من القطاع التجاري الأمريكي نمت حققت زيادة بواقع 33% فقط، مقارنة بزيادة 70% في الربع السابق.

من جانبه، حاول الرئيس التنفيذي أليكس كارب طمأنة المستثمرين، مؤكدًا أن الشركة “تدخل مرحلة جديدة من النمو”، وأنها “تستثمر بقوة في الذكاء الاصطناعي”، مشيرًا إلى أن الطلب على منصتها في هذا المجال لا يزال قويًا.

لكن رغم هذه التصريحات، يرى بعض المحللين أن السوق بات أكثر حذرًا تجاه شركات التكنولوجيا التي استفادت من موجة الذكاء الاصطناعي، خاصة عندما لا تتماشى معدلات النمو مع التقييمات المرتفعة.

ويُذكر أن سهم “بالانتير” ارتفع بأكثر من 160% منذ بداية العام، ما يجعله عرضة لتصحيحات سعرية في حال خيّبت النتائج آمال المستثمرين، حتى وإن كانت إيجابية من الناحية المطلقة.

وتعكس ردة فعل السوق على نتائج “بالانتير” التوتر القائم بين التوقعات العالية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والواقع المالي الذي يتطلب نموًا متسقًا ومستدامًا لتبرير هذه التقييمات.

عوامل سلبية أخرى

تشهد أسواق الأسهم الأمريكية ضغوطًا متزايدة نتيجة مخاوف المستثمرين من التقييمات المرتفعة لعدد من الشركات، مما أثار قلقًا واسعًا بشأن احتمال حدوث تصحيح في السوق خلال الفترة المقبلة.

وانعكس هذا القلق على أداء المؤشرات الرئيسية، حيث تراجع مؤشرستاندردز آند بورس500 بحوالي 0.7% في حين انخفض داو جونز الصناعي بواقع 0.4% مع هبوط ناسداك 100 للصناعات التكنولوجية الثقيلة بحوالي 1.2%.

من أبرز الشركات التي أثارت الجدل شركة بالانتير تكنولوحيز التي رغم تحقيقها نتائج مالية ربع سنوية تفوق التوقعات.

لكن ارتفاع نسبة السعر إلى المبيعات لديها إلى 85%— وهي الأعلى ضمن شركات المؤشر الأمريكي ستاندردز آند بورس500، وهو ما تسبب في حالة من القلق لدى المستثمرين بشأن التقييمات المبالغ فيها، مما أدى إلى انخفاض سهمها بأكثر من 6.00%.

في سياق متصل، حذرت بنوك استثمارية كبرى مثل مورجان ستانلي وجولدمان ساكس خلال قمة مالية في هونغ كونغ من احتمال تراجع السوق بنسبة تفوق 10% خلال الـ12 إلى 24 شهرًا المقبلة، خاصة بعد الارتفاع الكبير الذي شهده مؤشر ستاندردز آند بورس500 بنسبة 35% منذ أبريل الماضي.

كما أظهرت بيانات شهر أكتوبر تراجعًا في مبيعات السيارات داخل الولايات المتحدة، حيث بلغت 15.32 مليون وحدة مقارنة بتوقعات بلغت 15.50 مليون، وهو أدنى مستوى منذ 14 شهرًا.

وأضاف هذا التراجع أضاف مزيدًا من الضغط على السوق، في وقت تشير فيه التوقعات إلى احتمال خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 70% في اجتماعه المقبل.

ورغم أن 80% من شركات S&P 500 التي أعلنت نتائجها تجاوزت التوقعات، إلا أن نمو الأرباح في الربع الثالث يُتوقع أن يبلغ 7.2% فقط على أساس سنوي، وهو الأضعف منذ عامين، مع تباطؤ نمو المبيعات إلى 5.9% مقارنة بـ6.4% في الربع الثاني.

على الصعيد السياسي، يستمر الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع السادس على التوالي، وهو الأطول في تاريخ البلاد، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد ويؤخر صدور العديد من التقارير الرسمية.