اختتمت مؤشرات الأسهم الأمريكية تداولات يوم الاثنين على ارتفاع، موسعة مكاسبها التي بدأت يوم الجمعة. وجاء هذا الارتفاع مدعوماً بتزايد احتمالات قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة المستهدف في ديسمبر، مما سمح للمستثمرين بتجاوز المخاوف المتعلقة بالتقييمات المبالغ فيها لشركات التكنولوجيا.
بدأت المؤشرات الأمريكية الأسبوع المختصر بسبب العطلات بتحقيق مكاسب قوية، حيث كان الأداء المتميز لمجموعة “السبعة العظماء” (Magnificent Seven) من أسهم الزخم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي هو القوة الدافعة. وضع هذا الأداء مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم غالبية أسهم التكنولوجيا، في المقدمة بتسجيل ارتفاع كبير بلغ 2.69% ليغلق عند 22,872.01 نقطة. في المقابل، ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.55% ليصل إلى 6,705.12 نقطة، بينما كسب مؤشر داو جونز الصناعي نسبة 0.44% ليغلق عند 46,448.27 نقطة.
إشارات الاحتياطي الفيدرالي تعزز التفاؤل
عززت مجموعة من التقارير الاقتصادية التي صدرت مؤخراً – بعد تأخير بسبب الإغلاق الحكومي – الاعتقاد السائد في السوق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيمضي قدماً في تنفيذ خفض سعر الفائدة الثالث والأخير له لعام 2025 في ختام اجتماعه النقدي في ديسمبر. أشارت هذه البيانات إلى ضعف في سوق العمل بالتوازي مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم.
كما قدمت التعليقات المائلة نحو التيسير النقدي من قبل العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي دعماً إضافياً لهذا التفاؤل. ونتيجة لذلك، تُسعِّر الأسواق المالية الآن احتمالية تبلغ 85% لحدوث خفض في أسعار الفائدة في ديسمبر، وهي قفزة كبيرة من نسبة 42.4% المسجلة قبل أسبوع واحد. وقد أتاح هذا الشعور للمستثمرين “التقاط أنفاسهم” فيما يتعلق بمسار السياسة النقدية للبنك المركزي.
أرباح قوية وأداء قطاعي متباين
يقترب موسم إعلانات أرباح الربع الثالث من نهايته بنتائج قوية. فقد أبلغت ما يقرب من 95% من شركات مؤشر S&P 500 عن أرباحها، وتفوقت نسبة 83% منها على التوقعات. يتوقع المحللون الآن أن يصل النمو الإجمالي لأرباح شركات المؤشر إلى 14.7% للربع الثالث، وهو تحسن كبير عن التقدير الأولي البالغ 8.8% في بداية أكتوبر.
وكان قطاع خدمات الاتصالات صاحب أكبر مكسب من حيث النسبة المئوية بين القطاعات الرئيسية الإحدى عشرة المكونة لمؤشر S&P 500. وفي المقابل، كان قطاعا السلع الاستهلاكية الأساسية والطاقة هما القطاعان الوحيدان اللذان أغلقا على انخفاض.
التركيز ينتقل إلى صحة المستهلك
ستكون صحة المستهلك الأمريكي، الذي يتحمل مسؤولية حوالي 70% من الاقتصاد، محور التركيز الرئيسي مع انطلاق موسم التسوق الحاسم للعطلات هذا الأسبوع. على الرغم من تزايد الإعلانات عن تسريح العمال وتقارير المسح الضعيفة، تتوقع الرابطة الوطنية لتجارة التجزئة أن تتجاوز مبيعات العطلات تريليون دولار لأول مرة.
ويتواصل تدفق البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع، حيث سيشمل إصدارات مهمة مثل مبيعات التجزئة، وأسعار المنتجين، ومبيعات المنازل المعلقة، وتقرير ثقة المستهلك الصادر عن مجلس المؤتمر. ستوفر هذه الأرقام مزيداً من الوضوح بشأن الزخم الاقتصادي وضغوط التضخم قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم.
نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات