في الأول من يوليو 2025، الساعة 6:34 مساءً بتوقيت شرق أوروبا الصيفي، شهد زوج اليورو/ دولار ارتفاعًا قويًا إلى 1.1830، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021، قبل أن يتراجع بشكل طفيف مع دعم البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية للدولار الأمريكي.
وتعزز استقرار التضخم في منطقة اليورو، إذ بلغ مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي 2.00%، وهو الهدف المحدد من قبل البنك المركزي الأوروبي، مع استقرار التضخم باستثناء أسعار الغذاء والطاقة عند 2.3%.ويدعو ذلك إلى التفاؤل بشأن آفاق الاقتصاد الأوروبي.
مع ذلك، أسهمت بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات ومؤشر فرص العمل الأمريكية (JOLTS) التي فاقت التوقعات في الدفع بالدولار الأمريكي لأعلى ليرتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل العملات الرئيسية الستة من 96.38 نقطة إلى 96.82 نقطة، وهو ما يحد من صعود العملة الأوروبية الموحدة.
ووسط ترقب الأسواق لهذه التطورات، يتحول الانتباه إلى منتدى البنك المركزي الأوروبي في سينترا، البرتغال، إذ يقدم قادة البنوك المركزية، بما في ذلك رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، رؤى حيوية حول السياسة النقدية.
واستند صعود اليورو إلى بيانات إيجابية من منطقة اليورو، إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 49.5 في يونيو من 49.4 في مايو الماضي، مسجلًا أعلى مستوى له في ثلاث سنوات، مما يشير إلى تراجع سرعة تدهور القطاع التصنيعي في المنطقة.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأوروبي إلى 2.00% على أساس سنوي، متماشيًا مع هدف البنك المركزي الأوروبي، بينما ظل التضخم باستثناء أسعار الغذاء والطاقة دون تغيير عند 2.3%، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2022.
وخلال كلمتها في منتدى سينترا، أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد أن التضخم حقق الهدف الرسمي، لكنها حذرت من أن المخاطر لا تزال “ثنائية الاتجاه” بسبب انعدام اليقين الذي يكتنف المسار المستقبلي للاقتصاد العالمية، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية وتغيرات استراتيجيات التسعير لدى الشركات، مما يجعل التنبؤ بالتضخم أكثر تعقيدًا.
وشددت على تحول البنك نحو اتخاذ قرارات تعتمد على سيناريوهات متنوعة، مع التأكيد على التزامه باستقرار الأسعار على المدى المتوسط بمرونة أكبر.
على الجانب الآخر، استعاد الدولار الأمريكي زخمه بفضل بيانات اقتصادية ألقت الضوء على ارتفاع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات إلى 49 نقطة في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 48.5 نقطة، متجاوزًا التوقعات البالغة 48.8.
في غضون ذلك، حقق مؤشر فرص العمل الأمريكي (JOLTS) قفزة إلى 7.769 مليون فرصة عمل في مايو الماضي، متجاوزًا التوقعات البالغة 7.300 مليون فرصة عمل، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2024.
وعكست هذه الأرقام مدى ما يبديه الاقتصاد الأمريكي من صلابة، مما دعم انتعاش الدولار الأمريكي.
وفي منتدى سينترا، توضع تصريحات رئيس مجلس محافظي الفيدرالي جيروم باول تحت مجهر المستثمرين الذين يلتمسون فيها إشارات إلى الخطوات المحتملة للاحتياطي الفيدرالي، خاصة مع اقتراب صدور تقرير التوظيف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية (NFP) الجمعة المقبلة.