ارتفعت أسعار النفط الثلاثاء بعد أن تعافت من خسائر مبكرة في أوائل التعاملات، مدعومة بتصريحات متشددة من الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا، مما عزز التوقعات بتشديد العقوبات على إمدادات الطاقة الروسية.
ووصفت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاجا كالاس الهجمات الروسية الأخيرة بأنها أعمال إرهابية، مما عزز التوقعات بتشديد العقوبات الأوروبية على قطاع الطاقة الروسي.
أغلق خام غرب تكساس الوسيط التعاملات اليومية بصعود بحوالي 1.4% في حين بعد أن تراجعت الأسعار بفعل هبوط مؤشر ستاندرد آند بورس 500 إلى أدنى مستوى في شهر، مما أثار موجة عزوف عن المخاطرة.
وأظهرت البيانات الصادرة الثلاثاء أن مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية بلغت 232000 طلب للأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر الماضي.
كما ارتفع إجمالي عدد المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية 10000 شخصًا لتصل إلى 1.957 مليون، وهو أعلى مستوى في شهرين.
كما أوضح تقرير ADP أن المتوسط الأسبوعي لإلغاء الوظائف بلغ حوالي 2,500 وظيفة، وفقًا لمؤشر متوسط الأربعة أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأمريكية في فترة القياس المنتهية في الأول من نوفمبر الجاري.
الإمدادات الروسية
أظهرت بيانات شبكة بلومبرج الاقتصادية أن صادرات روسيا من النفط الخام انخفضت إلى 3.36 مليون برميل يوميًا في الأسابيع الأربعة حتى 16 نوفمبر، وهو أدنى مستوى في ثلاثة أشهر.
وعطلت الهجمات الأوكرانية على المصافي تكرير النفط الروسية عطلت ما بين 13% إلى 20% من طاقة التكرير بحلول نهاية أكتوبر الماضي، مما قلص الإنتاج بما يصل إلى 1.1 مليون برميل يوميًا.
كم جهةٍ أخرى، اتسع الفارق بين أسعار النفط الخام والمنتجات المكررة (crack spread) إلى أعلى مستوى في 19 شهرًا، ما يشجع المصافي على زيادة مشتريات النفط.
كما تدعم المخاطر الجيوسياسية أسعار النفط أيضًا، والتي تأتي في مقدمتها احتجاز إيران لناقلة نفط في خليج عمان، والتوترات بشأن فنزويلا، أحد أكبر منتجي النفط عالميًا.
سياسة أوبك الإنتاجية
راجعت منظمة أوبك تقديراتها للربع الثالث من عجز في السوق إلى فائض قدره 500 ألف برميل يوميًا، نتيجة ارتفاع الإنتاج الأمريكي وزيادة إنتاج بعض أعضاء المنظمة.
كما رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقديراتها لإنتاج النفط في 2025 إلى 13.59 مليون برميل يوميًا.
وارتفع إنتاج أوبك في أكتوبر الماضي بحوالي 50 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 29.07 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى في عامين ونصف.
إجمالًا، ارتدت أسعار النفط إلى أعلى عقب خسائر في أوائل جلسة الثلاثاء، متأثرةً بمزيجٍ من التوترات الجيوسياسية، وتراجع الصادرات الروسية، وتوقعات تشديد العقوبات الأوروبية، مقابل ضغوط من ضعف الاقتصاد الأمريكي وزيادة الإنتاج العالمي.
رغم توافر هذه العوامل التي دعمت الأسعار العالمية للنفط، يتعرض النفط الروسي لتراجع في الأسعار منذ إعلان الولايات المتحدة دفعة جديدة من العقوبات على صادرات النفط الروسي.
تراجعت أسعار النفط الروسي بشكل ملحوظ بعدما قلّصت شركات التكرير في الهند والصين مشترياتها قبيل الموعد النهائي للعقوبات الأمريكية التي تستهدف شركتي روسنفت ولوك أويل المملوكتين للدولة.
وانخفض سعر خام الأورالز، وهو المزيج الرئيسي للتصدير من روسيا، إلى 36.61 دولار للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي لشحنات محمّلة من ميناء نوفوروسيسك، وفق بيانات “أرغوس ميديا” التي نقلتها شبكة بلومبرج الإخبارية.
واتسع الفارق السعري بين خام الأورالز ومؤشر برنت القياسي في بحر الشمال إلى 23.51 دولار للبرميل، وهو الأكبر منذ مارس 2023.
وعادة ما كان الأورالز يتداول بخصم يتراوح بين 12 و13 دولار للبرميل قبل الإعلان عن العقوبات الأمريكية الأخيرة، لكن الفارق تضاعف تقريبًا واقترب من الرقم القياسي المسجل مطلع 2023 عند 40 دولار.
وتزايدت وتيرة البيع مع اقتراب الموعد النهائي في 21 نوفمبر، حيث يتعين إنهاء جميع التعاملات المرتبطة بروسنفت ولوك أويل.
وقف المشتريات الصينية والهندية
أوقفت شركات التكرير الصينية المملوكة للدولة، مثل سينوبك وبتروتشاينا، إلى جانب بعض المصافي الخاصة الأصغر، مشترياتها المباشرة من النفط الروسي. هذا التراجع المفاجئ في الطلب ترك الموردين الروس أمام كميات متزايدة من الخام العالق في البحر.
كما أوقفت عدة شركات تكرير هندية كبرى — من بينها ريلاينس إندستريز، بهارات بتروليوم، هندوستان بتروليوم، مانجالور للتكرير والبتروكيماويات، وإتش بي سي إل ميتـال إنرجي — مشترياتها المباشرة من الشركتين. وكانت هذه الشركات مجتمعة تستورد نحو مليون برميل يوميًا من الخام الروسي.
نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات