في أسبوع حافل بالتطورات الاقتصادية والتكنولوجية، تترقّب الأسواق العالمية مجموعة من الأحداث المحورية التي قد تُعيد تشكيل المشهد الاستثماري. أبرز هذه الأحداث يتمثل في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مؤتمر شركة “ميتا”، وصدور تقارير أرباح شركات كبرى، إلى جانب بيانات اقتصادية مهمة.
يُعقد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي 17 و18 سبتمبر، ويُنتظر أن يُعلن عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمال ضعيف لاتخاذ خطوة أكثر جرأة بخفض 50 نقطة. يأتي هذا القرار وسط بيانات متضاربة: ضعف في سوق العمل يقابله استمرار الضغوط التضخمية. المؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول سيكون محوريًا في تفسير توجهات السياسة النقدية المقبلة، خاصة مع صدور توقعات محدثة للنمو والبطالة والتضخم حتى عام 2026.
قبل قرار الفيدرالي، يصدر تقرير مبيعات التجزئة لشهر أغسطس، والذي يُعد مؤشرًا حاسمًا على قوة إنفاق المستهلكين. التقرير سيُظهر ما إذا كان المستهلكون يواصلون الإنفاق رغم ارتفاع تكاليف الاقتراض وتراجع الثقة في سوق العمل، أو أنهم بدأوا في التراجع، مما قد يدفع الفيدرالي لاتخاذ خطوات أكثر تحفيزًا.
في الوقت ذاته، تنطلق يوم الأربعاء فعاليات مؤتمر “Connect” السنوي لشركة ميتا، حيث يُتوقع الكشف عن تقنيات جديدة في الواقع الافتراضي والمعزز، إلى جانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن وحدة Reality Labs. هذه الإعلانات قد تؤثر على تقييم المستثمرين لفرص الاستثمار في عالم الميتافيرس، خاصة أن سهم ميتا أظهر مرونة في مواجهة تقلبات السوق.
أما يوم الخميس، فتصدر تقارير أرباح شركات FedEx وLennar وDarden، والتي ستعكس حالة قطاعات النقل، الإسكان، والإنفاق الاستهلاكي. نتائج FedEx ستكشف عن اتجاهات التجارة العالمية، بينما ستوضح Lennar حالة سوق العقارات في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، وتُظهر Darden مدى قوة الطلب في قطاع المطاعم.
هذا الأسبوع يحمل في طياته إشارات حاسمة للأسواق، حيث تتقاطع السياسة النقدية مع الابتكار التكنولوجي والبيانات الاقتصادية، ما يجعل المتابعة الدقيقة ضرورية لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.