كانت أسواق المال الأربعاء رهينة لتصريحات خرجت من أروقة الفيدرالي قللت من شأن الأثر المتوقع للبيانات الاقتصادية التي ظهرت قبل يوم واحد وأثارت تكهنات بأن خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتأخر كثيرا مقارنة بتوقعات الأسواق.
وأغلقت الأسهم الأمريكية على ارتفاع يوم الأربعاء بعد أن أدت بيانات التضخم – التي أشارت إلى مستويات أعلى من المتوقع – إلى عمليات بيع مكثفة بعد أن تبددت الآمال في خفض الفائدة في مارس المقبل.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بحولي 0.4٪ بعد أن عانى المؤشر من انخفاض بحوالي 500 نقطة ليشهد أسوأ أداء له منذ مارس 2022 الثلاثاء الماضي. وأضاف مؤشر ستاندردز آند بورس500 ما يقرب من 1%، في حين ارتفع مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة بنسبة 1.3% بعد هبوط حاد في الأداء في افتتاح التعاملات.
وارتفع داو جونز الصناعي إلى 38292 نقطة بعد إضافة حوالي 20 نقطة، كما ارتفع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 4974 نقطة بعد أن أضاف 22 نقطة مع ارتفاع ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 15757 بعد أن أضاف مكاسب بحوالي 101 نقطة.
وتراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات لتسجل هبوطا بعد يوم واحد من قفزة حققتها لتصل إلى مستويات بالقرب من 4.270%.
وتراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية في ختام تعاملات الأربعاء متأثرة بتصريحات خرجت من أروقة الفيدرالي خففت من حدة التوقعات بأن الفيدرالي قد يتمهل كثيرا قبل أن يبدأ خفض الفائدة وأنه قد يبقي على المعدلات المرتفعة القياسية التي يتبناها في الوقت الحالي لفترة قد تطول.
وهبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.253% مقابل الإغلاق اليومي الذي سجلته عائدات هذه الأوراق المالية عند 4.310%. وارتفعت العائدات إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول المنقضي عند 4.300% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 4.242%.
وبدأ الهدوء يسود الأسواق الأربعاء بعد يوم واحد من إثارة بيانات تضخم أسعار المستهلكين المفاجئة ذعرًا في السوق. وبدأ المستثمرون في استيعاب احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتأجيل خفض الفائدة حتى وقت لاحق من العام – واحتمال “عدم تدهور” الاقتصاد الأمريكي.
الفيدرالي يهدئ من روع الأسواق
قال أوستان جلوسبي، عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، إن ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات تفوق توقعات الأسواق لعدة أشهر يتوافق مع المسار الذي يرسمه الفيدرالي نحو هدفه الرسمي المحدد بـ2.00%.
وأضاف أن “خفض الفائدة ينبغي أن يرتبط بالثقة في أننا على الطريق الصحيح نحو الهدف. كما ينبغي أن يتوافر لدينا المزيد من البيانات مثل تلك التي ظهرت على مدار الأشهر الستة الماضية التي تؤكد أننا على هذا المسار”.
وأكد أن الدفعات الصادرة من بيانات التضخم الثلاثاء الماضي لا تعني بأي حال من الأحوال أن الفيدرالي لن يتمكن من خفض الفائدة في 2024.
وقال جولسبي، أثناء حديثه في مجلس العلاقات الخارجية، في إشارة إلى بيانات التضخم: “دعونا لا نبالغ في تقدير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر واحد والذي كان أعلى مما كان متوقعًا”.
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعا بنسبة 0.3% على أساس شهري و3.1% على أساس سنوي – وكلاهما أعلى من توقعات الاقتصاديين.
وأضاف جولسبي: “إذا رأيت التضخم يرتفع قليلاً، فهذا لا يعني أننا لسنا على الطريق نحو هدف البنك المركزي المحدد بـ2.00%، ولا يزال بإمكاننا أن نتخذ هذا المسار حتى لو كان لدينا بعض الزيادات وبعض الصعود والهبوط … لذلك دعونا لا نتوتر كثيرًا”.