هل يصعد نجم العملات المشفرة الأصغر على حساب البيتكوين؟

بات من الواضح في الفترة الأخيرة أن حجم تعاملات وانتشار عملتي السولانا والأفالانش المشفرتين بدأ يزداد وسط تقارير ترجح أن هيمنة البيتكوين بدأت تتراجع إلى حدٍ ما في أسواق العملات المشفرة.

وتحركت العملتان المشفرتان في الاتجاه الصاعد الخميس تزامنا مع تجاوز البيتكوين مستوى 44000 دولار للوحدة قبل أن تتراجع بعض الشيء. وجاء التحرك الصاعد الأخير للعملات المشفرة الصغيرة بعد أن فشلت البيتكوين في كسر المقاومة القوية الحالية عند مستوى 45000 دولار للوحدة، وهي المقاومة التي لم تنكسر منذ الخامس من ديسمبر الجاري.

ومع صمود المقاومة الرئيسية عند هذا المستوى تتراجع هيمنة البيتكوين على الأسواق، إذ هبطت إلى 53.17% مقابل المستوى السابق عند 53.95%. في المقابل، أعطى هذا التراجع العملات المشفرة الأصغر من حيث حجم التعاملات والانتشار في الأسواق موطأ قدم نحو زيادة هيمنتها على الأسواق على مدار الأسابيع القليلة الماضية.

ويرى المتداولون – الذين يعتمدون على التحليل الفني في إجراء تعاملاتهم – أن هناك توليفة من العوامل التي تتضمن هيمنة البيتكوين ونطاق التداول الضيق أو الحركة العرضية، والتي تعد إشارة محتملة إلى أن أسعار العملات المشفرة الصغيرة قد تحقق ارتفاعات حادة قيمة السولانا والأفالانش في الفترة المقبلة.

كما ترى هذه الفئة من المتداولين أن العلاقة بين الدولار الأمريكي والبيتكوين يمكن اعتباها مقياسا لمعنويات السوق، وفقا لمحللين فنيين. وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية بحوالي 1.56%هذا الشهر في حين حققت البيتكوين مكاسب بحوالي 16.18%في نفس الفترة.

ويرجح الكثيرون أن التراجع الذي يظهره الدولار الأمريكي في المرحلة الراهنة جاء نتيجة تصريحات رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ونتائج اجتماع الفيدرالي التي تضمنت إشارة إلى إمكانية خفض الفائدة ثلاث مرات العام المقبل، وهو ما قد يخرج العملة الأمريكية من قائمة الأصول مرتفعة العائد.

في المقابل، مع الاستمرار في توقع موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على تأسيس صناديق استثمار متداولة بعقود البيتكوين الفورية في البع الأول من 2024 وترسخ القناعة لدى المستثمرين في الأسواق بأن الفيدرالي أنهى دورة التشديد الكمي ولن يرفع الفائدة ثانية، يستمر تحسن شهية لمخاطرة في أسواق المخاطرة في السيطرة على معنويات السوق.

السولانا والأفالانش

قال محلل كوينتلغراف مارسيل بيتشمان إن هناك مجموعة من العوامل التي تتوافر في السوق تؤدي إلى الدفع بعملة السولانا المشفرة في الاتجاه الصاعد، من بينها عوامل فنية، وهو ما أدى إلى اقتراب السعر من 100 دولار للوحدة في 20 ديسمبر الجاري. كما احتلت السولانا مكان الريبل من حيث حجم التعاملات في الأسواق لتكون رابع أكبر عملة مشفرة من حيث إجمالي حجم التعاملات.

وأرجع المحلل السبب في ارتفاع السولانا إلى عوامل عدة، أبرزها تجربة الاستخدام السهلة، خاصة فيما يتعلق بعمليات الإطلاق الآمنة علاوة على تركيز الشبكة على تسجين تجربة الدخول عبر الهاتف الذكي.

يتضح مما سبق في قدرتها على جذب المزيد من المستخدمين الجدد إلى منصتها في الفترة الأخيرة، وهو من هؤلاء الفئة الكبيرة التي تفضل سهولة الاستخدام على عوامل أخرى مثل اللامركزية.

كما تتوافر مواطن قوة عدة إلى جانب سهولة الاستخدام في عملة السولانا، وهي القدرات التي تتمتع بها على مستوى التعامل مع المشروعات ذات القدرات الكبيرة، وانخفاض تكلفة إجراء التعاملات، وهو ما يجعلها منافسا قويا في أسواق العملات المشفرة.  

وتتميز السولانا أيضا بقدرتها على التوسع في إجمالي قيمة تعاملاتها بسرعة كبيرة، إذ شهدت الأسابيع الثلاثة الماضية زيادة في حجم التعاملات على هذه العملة المشفرة الصغيرة من 654 مليون دولار إلى 1.28 مليار دولار.