حققت صناديق الاستثمار المتداولة بالبيتكوين نموا بحوالي900 مليون دولار في الأيام الثلاثة الأولى من التداول عقب موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على تأسيس هذا النوع من صناديق الاستثمار، إذ ظهر إقبال حذر على شرائها من قبل المستثمرين في هذه الأدوات المالية.
وشهدت الصناديق الجديدة، بلاك روك وفرانكلين تمبلتون وإنفيسكو، صافي تدفقات نقدية بـ871 مليون دولار، وفقا للبيانات الصادر عن شركة إدارة الأصول الرقمية كوين شيرز.
وتصدرت شركة بلاك روك، واحدة من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، قائمة الصناديق التي حصلت على هذه التدفقات النقدية بعد أن فازت بنصيب الأسد هذه التدفقات، والذي بلغ 723 مليون دولار.
وجاءت شركة فيديليتي في المركز الثاني بتدفقات بلغت 545 مليون دولار. لكن هذه التدفقات النقدية الداخلة التي شهدتها صناديق الاستثمار المتداولة بالبيتكوين جاءت تزامنا مع تدفقات نقدية خارجة بقيمة 1.18 مليار دولار من شركة جرايسكايل التي حولت صندوق البيتكوين الحالي المملوكة لها – البالغة قيمته 28 مليار دولار – إلى صندوق استثمار متداول في إطار عمليات الإطلاق الجديدة التي تشهدها الأسواق منذ قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
ومن المرجح أن تلك التدفقات النقدية الخارجة قد تكون نتيجة إلى تحول المستثمرين إلى أحد الصناديق الجديدة برؤوس الأموال سعيا وراء سداد رسوم أقل مما تفرضه جرايسكايل. وباستثناء التدفقات الخارجة عند من جرايسكايل، اجتذبت صناديق الاستثمار المتداولة العشرة الجديدة ما يزيد قليلاً عن ملياري دولار.
واحتفل المشجعون للعملات المشفرة بموافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على إطلاق هذا النوع من الصناديق بالعملات المشفرة الأسبوع الماضي بعد أكثر من عشر سنوات من رفض إطلاقها. ويأمل ثيران البيتكوين وأخواتها أن تجتذب هذه الصناديق المزيد من المستثمرين إلى العملات المشفرة، مما من شأنه أن يعزز سعرها في الأسواق.
وكانت التكهنات المتزايدة بأن الهيئة الأمريكية قد توافق على ما يسمى بصناديق الاستثمار المتداولة بالبيتكوين وراء العملة المشفرة الأوسع انتشارا على مستوى العالم بأكثر من 70% منذ أكتوبر الماضي. مع ذلك، انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 6.00% تقريبًا منذ الموافقة على إطلاقها.
وقد يظن البعض من الوهلة الأولى أن إطلاق هذه الصناديق لم يكن ناجحاً إلى حدٍ كبيرا كما كان متوقعا له، مدللين على ذلك بالتراجع الذي أظهرته البيتكوين في الفترة الأخيرة.
كما يرى هذا الفريق أيضا أن الأداء الجماعي للصناديق – الذي تضمن تدفقات نقدية داخلة حوالي 900 مليون دولار في ثلاثة أيام فقط – جاء أقل من المليار دولار التي سحبتها شركة بروشاير في أول يومين لها بعد إطلاق صندوق استثمار متداول بالعقود الآجلة للبيتكوين في أكتوبر 2021.
وساعدت جرايسكايل، التي تدير صندوقًا للبيتكوين منذ عام 2013، في فتح الباب للموافقة الرسمية على إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة بالعملة المشفرة الأكبر من حيث حجم لتعاملات على مستوى العالم بعد انتصار قضائي حققته على هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية العام الماضي.
وقبل إطلاق هذا النوع من صناديق الاستثمار، كان المستثمرون يستطيعون بيع ممتلكاتهم من العملات المشفرة في سوق الأصول غبر المدرجة في المؤشرات فقط، وعادة ما كان ذلك يؤدي إلى تخفيض ثمنها إلى حدٍ كبيرٍ. وجاءت الصناديق المتداولة لتغير هذا الوضع؛ فأصبح بإمكان المستثمرين بيع العقود الفورية للبيتكوين بقيمتها الحقيقية في الأسواق في إطار النوع الجديد من التعاملات الذي يسمح ببيعها خارج جرياسكايل الذي ظل لفترة طويلة صندوقا مغلقا يتم التداول داخله فقط.
كما أسهم في هروب لاستثمارات من جرايسكايل تكلفة التداول المرتفعة داخل صندوق الشركة التي فرضت رسومًا بنسبة 1.5 في المائة، وهو ما يزيد بأكثر من نقطة مئوية عن الصناديق الجديدة.