أنهت البيتكوين تعاملات الاثنين في الاتجاه الصاعد عقب توافر عدة عوامل أدت إلى إضافة العملة المشفرة الأوسع انتشارا حول العالم المزيد من المكاسب في اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجديد.
وتتضمن تلك العوامل التحسن في شهية المخاطرة في الأسواق بسبب الهدوء النسبي في منطقة الشرق الأوسط نهاية الأسبوع الماضي التي لم تشهد أي تصعيد من الجانبين الإيراني والإسرائيلي اللذان استمرا في التصعيد ضد بعضهما البعض على مدار الأسابيع القليلة الماضية.
كما رصدت بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة في العملات المشفرة تراجعًا كبيرًا في تكلفة تعاملات البيتكوين بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية منذ التنصيف الرابع للبيتكوين.
ويعني تنصيف البيتكوين خفض مكافآت التعدين في العملات المشفرة إلى النصف ويتكرر ذلك كل أربع سنوات تقريبًا.
ودعت صحيفة في سويسرا البنك المركزي إلى تضمين العملات المشفرة بين مكونات احتياطي النقد الأجنبي السويسري، مما أضاف المزيد من الدعم للعملة المشفرة الأكبر من حيث حجم التعاملات.
ويُعرف تنصيف البيتكوين بأنه آلية مُبرمجة ضمن بروتوكول العملة الرقمية من شأنه أن يخفض مكافآت التعدين في العملات المشفرة بنسبة 50%. وهذه المكافآت هي بالأساس وحدات بيتكوين جديدة تُضاف إلى شبكات البلوكتشاين المشغلة لمنصات التداول في العملات المشفرة. ومعنى ذلك أن الدخل الذي يحققه العاملون في هذا القطاع سوف يتراجع إلى النصف مع تراجع الوحدات التي من المتوقع إضافتها إلى شبكات البلوكتشاين إلى النصف أيضًا.
توترات الشرق الأوسط
على مدار الأسبوعين الماضييْن، افتتحت الأسهم في وول ستريت تعاملاتها في الاتجاه الهابط بسبب سيطرة حالة من القلق على الأسواق نظرا لزيادة حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل.
لكن نهاية الأسبوع الماضي كانت هادئة، إذ لم تشهد أية تطورات على صعيد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، مما ساعد على تصاعد التفاؤل ودفع بشهية المخاطرة إلى أعلى، وهو ما بدورة ألحق أضرارًا بالذهب في نهاية تعاملات الاثنين.
وكان تراجع حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط الاثنين ور
اء فقدان الذهب المحفز الأقوى على الإطلاق الذي دفعه إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخه في الفترة الأخيرة، خاصة على مدار الأسبوعين الماضيين.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، منذ مستهل التعاملات اليومية الاثنين متأثرًا بالتحسن في شهية المخاطرة في الأسواق بعد أن مرت عطلة نهاية الأسبوع في هدوء دون ظهور أي مستجدات على صعيد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
تراجع تكلفة تعاملات البيتكون
تراجعت رسوم تعاملات البيتكوين إلى حدٍ كبيرٍ الاثنين بعد الوصول إلى مستويات قياسية دفعت بالمتوسط اليومي لهذه التكلفة إلى 128.45 دولار السبت الماضي. وهبطت هذه الرسوم إلى ما يتراوح بين 9 و11 دولار أي ما يشير إلى هبوط بحوالي 90%.
وكانت تكلفة إجراء تعاملات البيتكوين إلى مستويات أعلى من 100 دولار يومياً للمرة الأولى في خمس سنوات، وذلك بعد التنصيف الرابع للبيتكوين. كما تجاوزت رسوم تعاملات البيتكوين رسوم تعاملات الإيثيريوم بحوالي 24 مرة، مسجلة رسومًا بقيمة 78.3 مليون دولار في يوم واحد، وفقا لموقع Crypto Fees.
مع ذلك، انخفضت رسوم التعاملات بعد تنصيف البيتكوين – الذي يتمثل في خفض مكافآت التعدين في العملات المشفرة بواقع 50%. وتُفرض رسوم على معاملات البيتكوين غير ذات الأولوية بقيمة 1.85 دولار في حين تُفرض على التعاملات منخفضة الأولوية رسومًا بـ9.87 دولار. كما تُفرض رسوم على تعاملات البيتكوين ذات الأولوية المتوسطة والمرتفعة بـ 10.52 دولار و10.80 دولار على الترتيب.
المزيد من الدعم
نشرت صحيفة سويسرية مقالا يشجع البنك الوطني السويسري على تضمين العملات المشفرة للاحتياطي النقد الأجنبي للبلاد لتكون أحد المكونات الرئيسية لهذه الاحتياطيات.
وقالت صحيفة نيو تسورتشر تسايتونج السويسرية: “بتضمين البيتكوين في احتياطيات النقد الأجنبي، سوف تؤكد سويسرا على استقلاليتها عن البنك المركزي الأوروبي. ومن شأن هذه الحطوة أن تعزز حيادنا”.
وحثت جماعة مؤيدة للعملات المشفرة عام 2022 البنك المركزي في سويسرا على شراء بيتكوين بقيمة مليار فرنك سويسري سنويًا بدلًا من سندات الخزانة الألمانية.
ووفرت هذه المطالبة المزيد من الدعم للبيتكوين، إذ أدت إلى توفير المزيد من الثقة والمصداقية للعملات المشفرة بعد أن ترددت عناوين الأخبار التي تشير إلى تلك الدعوة لأحد أهم البنوك المركزية الرئيسية لتبني البيتكوين كأحد مكونات احتياطي النقد الأجنبي.