فتحت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية الباب أمام دفعة جديدة من صناديق الاستثمار المتداولة بالعملات الرقمية.
وأعلنت الهيئة الأمريكية مساء الأربعاء الماضي عن خطوة تنظيمية مهمة من شأنها الإسراع من وتيرة إجراءات إطلاق هذا النوع من الأوعية الاستثمارية (ETFs.
جاء ذلك بعد اعتماد معايير عامة لإدراج المنتجات المالية المتداولة في البورصة والمدعومة بالسلع، بما في ذلك العملات الرقمية.
إجراءات أسهل
يشمل القرار الجديد يشمل بورصات ناسداك وCboe BZX وNYSE Arca، وهو ما يعني أن صناديق العملات الرقمية لم تعد بحاجة إلى موافقات فردية بموجب المادة 19(b) من قانون الأوراق المالية الأمريكي لسنة 1934.
وكان يتعين على الجهات المصدرة لصناديق الاستثمار المتداولة بالعملات المشفرة، قبل هذا التحديث في القواعد الرسمية، تقديم طلبات يستغرق البت فيها وقتًا طويلًا لمراجعة الهيئة وتعليقات المهتمين بالقطاع.
وكان هذا التعقيد والوقت الطويل من الأمور التي أدت إلى اقتصار هذا النوع من صناديق الاستثمار على تعاملات البيتكوين والإيثيريوم فقط، باعتبارهما أكبر العملات من حيث القيمة السوقية.
ومن المتوقع أن يؤدي تسهيل هذه الإجراءات إلى التقليل من الوقت المستغرق في إطلاق هذه الصناديق، وخفض التكاليف الإدارية، إضافةً إلى توسيع نطاق العملات الرقمية المتاحة للمستثمرين ضمن هيكل صناديق الاستثمار المتداولة.
وتزامن هذا القرار مع الموافقة على أول صندوق أمريكي متعدد الأصول الرقمية، وهو Grayscale Digital Large Cap Fund (GLDC)، والذي يضم إلى جانب البيتكوين والإيثيريوم، عملات الريبل وسولانا وكاردانو.
تطورات أوسع نطاقًا
تواصل البيتكوين الصعود منذ مستهل التعاملات الخميس بدفعة من توقعات المزيد من خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي عب الخفض المعلن الأربعاء الماضي.
كما تتلقى العملة دعمًا من إجراءات جديدة كشفت عنها النقاب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، والتي من شأنها أن تقلل من الوقت المستغرق والرسوم المطلوبة من أجل تأسيس صناديق استثمار متداولة بالعملات الرقمية.
وارتفعت البيتكوين إلى 116775 دولار مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 116477 دولار.
وهبطت البيتكوين إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 116144 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 117968 دولار.
وقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، كما أشار إلى إمكانية خفض إضافي بمقدار 50 نقطة أساس قبل نهاية العام.
ورغم خفض الفائدة، تراجعت البيتكون في ختام تعاملات الأربعاء الماضي بسبب تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، التي حملت إلى الأسواق ميلًا إلى التروي قبل اتخاذ القرار بمزيد من التيسير الكمي.
وجاءت هذه التصريحات لتقلب موازين الأسواق، إذ كان من المتوقع أن يدفع خفض الفائدة بالدولار الأمريكي في الاتجاه الهابط مع ارتفاع الأسهم الأمريكية والعالمية بصفة عامة إضافة إلى الذهب.
لكن تصريحات رئيس الفيدرالي ألقت الضوء على أنه لا يحبذ المزيد من خفض الفائدة.
وقال إن ارتفاع أسعار السلع بدأ ينعكس على التضخم، وقد يستمر هذا الاتجاه حتى العام المقبل.
وأضاف أن السياسة النقدية لا تزال بحاجة إلى أن تكون تشديدية، مما أثار قلق المستثمرين بشأن وتيرة التيسير الكمي.
وكان ذلك بمثابة إشارة سلبية إلى الأسواق تتضمن إمكانية ألا يتمكن البنك المركزي من اتخاذ القرار بالمزيد من الخفض في المرحلة المقبلة.
وكونها تسير بالتوازي مع الاتجاه الذي تتخذه أصول المخاطرة المتداولة في أسواق المال العالمية، سارت البيتكوين الأربعاء الماضي على خطى الأسهم الأمريكية والذهب هبوطًا.
لكن مع الدخول في تعاملات الخميس، بدأت الأسواق في استيعاب تصريحات باول، وإعادة تقييم ما جاء في بيان الفائدة الصادر من بنك الاحتياطي الفيدرالي، بدأت البيتكوين في الارتفاع.
وارتفعت العملة المشفرة الأوسع انتشارًا على مستوى العالم إلى مستويات أعلى بسبب العلاقة الطردية التي تربطها مع مؤشر ستاندردز آند بورس500 الذي حقق أرقامًا قياسية الخميس.