نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / ملخص الأسبوع: الذهب مستمر في الصعود بلا هوادة  
ملخص الأسبوع
ملخص الأسبوع

ملخص الأسبوع: الذهب مستمر في الصعود بلا هوادة  

كان الأسبوع الماضي في أسواق المال حافلًا بالأحداث على صعيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، خاصة الصين. ولم يقاطع أثر هذه التوترات وما يصاحبها من مخاوف على أسواق المال سوى بيانات التضخم الأمريكية على مستوى أسعار المستهلكين وأسعار المنتجين وأرباح الشركات في القطاع المالي. وكان الذهب في صدارة اهتمام الأسواق على مدار تلك الفترة.

وكانت السمات الأبرز لحركة السعر على مدار الأسبوع الماضي ارتفاع ملحوظ في أحجام تعاملات الأسهم الأمريكية علاوة على ارتفاع كبير في حجم تعاملات الذهب وبعض العملات الرئيسية.

وشهد الأسبوع الماضي أيضًا تحقيق الذهب مستوييْن جديديْن غير مسبوقيْن في تاريخه استغلالًا لضعف الدولار الأمريكي نتيجة لتراجع الثقة في العملة على خلفية سياسات إدارة ترامب.

كما كان من بين ملامح اتجاهات الأسواق تسجيل عائدات السندات الأمريكية مستويات قياسية تُعد الأعلى في أكثر من 40 سنة بسبب عمليات بيع مكثفة تعرضت لها السندات الحكومية الأمريكية.

وكانت البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة حاضرة بقوة في المشهد، إذ تأثرت إيجابًا وسلبًا، وفقًا لاتجاهات المخاطرة في الأسواق نظرًا لعلاقتها الإيجابية مع أحد أهم مؤشرات بورصة نيويورك.

البيانات الاقتصادية

تضخم أسعار المستهلك في الولايات المتحدة – سنوي – المصدر: investing.com

سجلت قراءات التضخم الأمريكي تراجعًا على مستوى أسعار المستهلك وأسعار المنتجين على حدٍ سواء الأسبوع الماضي، وهو ما أدى إلى تصاعد توقعات بإمكانية أن يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة هذا العام.

وتراجعت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي في مارس الماضي بـ0.1-% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.2%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.1% ، وفقًا للقراءة الشهرية.

وارتفعت القراءة السنوية للمؤشر في مارس الماضي بـ2.4% مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت 2.8%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 2.6%.

وارتفعت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة في مارس الماضي بـ 0.1% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.2%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.3%، وفقًا للقراءة الشهرية.

وارتفعت القراءة السنوية للمؤشر في مارس الماضي بـ2.8% مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت 3.1%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 3.00%.

وتراجعت قراءة مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة في مارس الماضي بـ0.4-% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.1%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.2% ، وفقًا للقراءة الشهرية.

وارتفعت القراءة السنوية للمؤشر في مارس الماضي بـ2.7% مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت 3.2%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 3.3%.

وارتفعت قراءة مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين باستثناء أسعار الغذاء والطاقة في مارس الماضي بـ 0.1-% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.1%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.3%، وفقًا للقراءة الشهرية.

وارتفعت القراءة السنوية للمؤشر في مارس الماضي بـ3.3% مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت 3.1%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 3.6%.

مؤشر أسعار المنتجين – سنوي – المصدر: economy.com

دراما التعريفة الجمركية

شهد الأسبوع الماضي تطورات درامية على صعيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأهم شركائها التجاريين، لكن مع مرور الوقت تحولت المعركة التجارية إلى مواجهة ثنائية بين واشنطن وبكين.

وبدأت هذه الدراما بتهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بزيادة التعريفة الجمركية على واردات الولايات المتحدة من الصين بواقع 50% ما لم تتراجع الصين عن تعريفة مضادة على وارداتها من الولايات المتحدة بقيمة 34% قبل التاسع من إبريل الجاري.

وردت الصين بقوة رافضة ما وصفته “باتزاز” ترامب، وهو ما دفعه إلى تنفيذ تهديداته لترتفع التعريفة الجمركية التي تفرضها واشنطن على بكين إلى 104%. لكن الصين صعدت من جديد وأقرت زيادة في الرسوم التجارية على السلع والمنتجات الأمريكية إلى 84% بعد أن أكدت أنها “ستقاتل حتى النهاية”.

وكانت المحطة الأخيرة، حتى الآن، في هذا التصعيد هي إعلان البيت الأبيض زيادة في الرسوم التجارية المفروضة على الواردات من الصين إلى 145% مقابل تصعيد صيني وصل بالرسوم التجارية المفروضة على واردات الصين من الولايات المتحدة بقيمة 125%.  

الذهب يحقق ارتفاعات غير مسبوقة   

تمكنت العقود الآجلة للذهب الخميس الماضي من تحقيق ارتفاع غير مسبوق في تاريخ المعدن النفيس مستندةً إلى ضعف الثقة في الدولار الأمريكي في الفترة الأخيرة بسبب التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة وعدة دول، خاصة الصين.

وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 3174 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي السابق مسجل في الجلسة الماضية عند 3099 دولار للأونصة.

ولم يتوقف المعدن النفيس عند هذا الحد، إذ استمر في التحليق عاليًا، محققًا مستوى جديد غير مسبوق 3254 دولار للأونصة الجمعة الماضية بعد إضافة حوالي 2.00% إلى قيمة الإغلاق اليومي السابق.

وتؤدي التعريفة الجمركية وغيرها من القيود التجارية إلى تصاعد مخاوف ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى في الفترة المقبلة، وهو ما يدفع المستثمرين إلى التحوط بالذهب لحماية رؤوس الأموال من تقلبات السوق.

وحققت العقود الآجلة للذهب مكاسب أسبوعية بحوالي 6.5% في الأسبوع المنتهي الجمعة 11 إبريل الجاري مقابل خسائر بحوالي 2.00% سجلتها تعاملات الأسبوع السابق.

العقود الآجلة للذهب ومؤشر داو جونز الصناعي – المصدر: Fectset

الدولار الأمريكي

تراجع الدولار الأمريكي في نهاية الأسبوع الماضي بعد تدهور الثقة الأصول الأمريكية المتداولة في أسواق المال العالمية، في مقدمتها العملة التي تمثل أكبر اقتصادات العالم، وهو ما جاء نتيجة للصراعات التجارية التي أطلقت شرارتها الإدارة الأمريكية.

وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 99.78 نقطة مقابل الإغلاق الأسبوعي الماضي الذي سجل 102.83 نقطة.

وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في أسبوع التداول الماضي عند 103.44 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 99.48 نقطة.

وسجل الدولار الأمريكي خسائر بأكثر من 3.00%، وهو ما جاء بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، خاصة الصين. كما زاد ارتفاع الذهب من الضغوط التي تتعرض لها العملة الأمريكية في الاتجاه الهابط.

الأسهم الأمريكية

رغم الخسائر التي تعرضت لها الأسهم الأمريكية بسبب التوترات التجارية على مدار الأسبوع الماضي، شهد حجم التداول في الأسهم الأمريكية ارتفاعًا إلى 19.19 مليار سهمًا مقابل متوسط حجم التعاملات في الجلسة الواحدة 18.74 مليار سهمًا، وهو أكبر حجم للتعاملات في بورصة نيويورك في العشرين جلسة الماضية.

ووسط تصاعد التوترات التجارية، تمكنت الأسهم الأمريكية من تحقيق مكاسب أسبوعية في 11 إبريل الجاري بدفعة من تحقيق بعض الشركات أرباحًا فاقت توقعات الأسواق في الربع الأول من هذا العام.

كما تلقت الأسهم الأمريكية دفعة من بيانات التضخم الأمريكية التي ألقت الضوء على هبوط المعدلات على مستوى أسعار المستهلك وأسعار المنتجين الأمريكيين.

وحققت مؤشرات داو جونز الصناعي وستانردز آند بورس500 وناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة مكاسب أسبوعية بحوالي 1.5%، و1.6%، و2.1% على الترتيب.

وتلقت الأسهم الأمريكية أيضًا دعمًا من تقارير أرباح القطاع المالي التي أعلنتها مؤسسات القطاع المالي المدرجة في مؤشرات بورصة نيويورك، مما خفف من وطأة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

وحققت مجموعة مورجان ستانلي المالية ارتفاعًا في الأرباح في الربع الأول من 2025 إلى مستويات فاقت توقعات الأسواق بدفعة من زيادة في أرباح نشاط التداول بواقع 45%.

كما ارتفعت أرباح مجموعة جيه بي مورجان تشايز أرباحًا فاقت توقعات الأسواق، إذ بلغت الأرباح في الربع الأول من هذا العام 5.07 دولار للسهم مقابل التوقعات التي أشارت إلى 4.26 دولار للسهم علاوة على ارتفاع الإيرادات إلى مستويات أعلى من توقعات الأسواق أيضًا لتسجل 46.01 مليار دولار في نفس الفترة مقابل التوقعات التي أشارت إلى 44.11 دولار.

عائدات السندات الأمريكية

شهدت عائدات سندات الخزانة الأمريكية أرقامًا قياسية الأسبوع الماضي لأكثر من مرة، وهو ما جاء بسبب المبيعات المكثفة للسندات الحكومية الأمريكية. وجاء الارتفاع بسبب العلاقة العكسية بين قيمة هذه السندات المعيارية، التي تراجعت كثيرًا هذا الأسبوع بسبب البيع المكثف، والعائدات.

وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.501% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 4.436%. وهبطت العائدات إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 4.385% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 4.594%، مما يشير إلى ارتفاع بحوالي 0.7%.

وبلغت العائدات على السندات الأمريكية أعلى مستوياتها في حوالي 43 سنة أي منذ 1982، وهو ما جاء بسبب عمليات بيع مكثفة تعرضت لها سندات الخزانة الأمريكية.

بذلك تكون العائدات قد كسرت أرقامًا قياسية للمرة الثانية على التوالي في أسبوع واحد، إذ تجاوزت هذه العائدات أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2001.

وبينما حققت السندات المعيارية ارتفاعًا بحوالي 72 نقطة مع ارتفاع العائدات على السندات الأمريكية لأجل 30 سنة بحوالي ثلاث نقاط إلى 4.88%، وهو أعلى مستوى لها منذ يناير الماضي.

الين الياباني

أنهى الين الياباني تعاملات الأسبوع الماضي، مستفيدًا من الإقبال على الملاذ الآمن في الوقت الذي يحاول فيه المستثمرون الابتعاد عن الدولار الأمريكي نظرًا لضعف الثقة فيه لأسباب تتعلق بالسياسات التجارية لإدارة ترامب.

واستفادت العملة اليابانية من هبوط الدولار الأمريكي، إتراجع الدولار الأمريكي في نهاية الأسبوع الماضي بعد تدهور الثقة الأصول الأمريكية المتداولة في أسواق المال العالمية وسط تصاعد التوترات التجارية.

وتلقى الين الياباني دفعة إضافية من البيانات الاقتصادية، إذ ارتفعت قراءة مؤشر أسعار المنتجين اليابانيين إلى 0.4% و4.2%، وفقًا للقراءة الشهرية والسنوية على الترتيب. وجاءت القراءات أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.2% و3.9% على أساس شهري وسنوي على الترتيب، وفقًا للبيانات الصادرة قبل يوم واحد، والتي تؤيد موقفًا تشديديًا للسياسة النقدية لبنك اليابان.

كما استفاد اليورو والإسترليني من الضغوط التي تعرض لها الدولار الأمريكي في الاتجاه الهابط، إذ حقق اليورو ارتفاعًا أسبوعيًا بحوالي 3.00% مع مكاسب أسبوعية للإسترليني بحوالي 1.5%.

البيتكوين

أنهت البيتكوين تعاملات الأسبوع الماضي في الاتجاه الصاعد بمكاسب كبيرة مدعومة في ذلك ببعض العوامل التي دفعت الأسواق في اتجاه تحسن شهية المخاطرة، والتي تتضمن تراجع التضخم الأمريكي على كافة المستويات وتحسن أرباح شركات كبرى في القطاع المالي.

وتجاوزت مكاسب البيتكوين 6.00% في الأسبوع المنتهي في 11 إبريل الجاري مقابل الخسائر التي مُنيت بها العملة المشفرة الأكبر من حيث حجم التعاملات في الأسواق بحوالي 5.00% الأسبوع السابق.

الأسبوع الجديد

تشهد أسواق المال العالمية تطورات هامة الأسبوع المقبل، أبرزها بيانات تأتي إلى الأسواق من قطاعي الإسكان والصناعة علاوة على مؤشرات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة.

كما تصدر شركات هامة تقارير أرباح الربع الأول من هذا العام، أهمها جولدمان ساكس، وبانك أوف أميركا، وسيتي جروب، ونتفليكس، وتي إس إم سي، ويونايتد أيرلاينز.  

تحقق أيضا

الدولار/ ين

الدولار/ ين يتراجع إلى مستويات أقل على خطى عائدات السندات

يتراجع الدولار/ ين منذ مستهل التعاملات اليومية متأثرًا بالعلاقة الطردية التي تربطه بعائدات سندات الخزانة …