نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
استقر الدولار الأمريكي يوم الأربعاء بعد انخفاض حاد استمر ثلاثة أيام. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن صفقة تجارية بقيمة 550 مليار دولار مع اليابان، ما خفف من حدة التوترات التجارية. في الوقت نفسه، يتعرض رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لضغوط سياسية متزايدة، حيث وصفه ترامب بـ”الغباء وعدم الكفاءة”.
ويواصل الدولار تراجعه وسط حذر المتداولين قبل الموعد النهائي للرسوم الجمركية في الأول من أغسطس، على الرغم من تحسن طفيف في معنويات السوق بفضل الاتفاق التجاري مع اليابان. ومع ذلك، تبقى مكاسب الدولار محدودة بسبب الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي وانتقادات ترامب لباول، مما يثير مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي.
تطورات السوق
سجل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية، تداولات عند مستوى 97.20 خلال الجلسة الأمريكية، منخفضًا بعد فشل محاولة لتجاوز 97.50. خسر المؤشر حوالي 1.30% هذا الأسبوع، مسجلاً تراجعًا حادًا من أعلى مستوياته في أربعة أسابيع. أعلن ترامب عن صفقة تجارية “ضخمة” مع اليابان، تقلص الرسوم الجمركية المقترحة سابقًا بنسبة 25% على مجموعة واسعة من السلع اليابانية إلى 15%. ووفقًا لترامب، ستستثمر اليابان 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، مع توقع عودة 90% من الأرباح إلى الصناعات الأمريكية، مما سيخلق “مئات الآلاف من الوظائف” ويفتح الأسواق اليابانية للصادرات الأمريكية مثل السيارات والأرز.
اتفاقات التجارة العالمية
هناك تفاؤل متزايد بقرب التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. تجري المناقشات لتطبيق رسوم جمركية موحدة بنسبة 15% على سلع معينة، مع استثناء محتمل لقطاعات مثل الطائرات والمعدات الطبية. رفعت هذه الأخبار أسواق الأسهم الأوروبية، خاصة أسهم السيارات. ومع ذلك، يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية بقيمة 93 مليار يورو بحلول 7 أغسطس إذا فشلت المحادثات. كما فرضت الولايات المتحدة رسومًا بنسبة 19% على واردات الفلبين، بينما حصلت على وصول خالٍ من الرسوم للسلع الأمريكية. وفي إطار اتفاق جديد، خفضت الولايات المتحدة الرسوم على السلع الإندونيسية إلى 19% من 32%، مع فرض رسوم 40% على السلع المشتبه بتهريبها لتجنب الرسوم الأعلى. وفي المقابل، التزمت إندونيسيا بإلغاء الرسوم على 99% من الصادرات الأمريكية. تجري مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لتجنب رسوم تصل إلى 30%، بينما من المتوقع تمديد الهدنة التجارية مع الصين حتى 12 أغسطس. وتظل المحادثات مع الهند متعثرة بسبب خلافات حول المنتجات الزراعية.
البيانات الاقتصادية
كشفت بيانات مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة انخفاضًا بنسبة 2.7% في يونيو إلى معدل سنوي 3.93 مليون وحدة، دون توقعات 4.01 مليون. يُعد هذا أبطأ وتيرة منذ سبتمبر 2024، مع ارتفاع أسعار الفائدة على الرهون العقارية وتسجيل متوسط سعر المنازل في يونيو 435,300 دولار. يترقب المستثمرون بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) يوم الخميس لتقييم النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة، مما قد يؤثر على توقعات أسعار الفائدة.
استمرار الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي
يواجه رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول انتقادات حادة من ترامب، الذي وصفه بـ”الغبي” واقترح أن يغادر منصبه خلال ثمانية أشهر. ومع ذلك، دافع وزير التجارة سكوت بيسينت عن باول، مؤكدًا أنه يجب أن يكمل فترته التي تنتهي في مايو 2026.
ويظل الدولار الأمريكي تحت الضغط مع تحسن الرغبة في المخاطرة بفضل صفقات تجارية، خاصة مع اليابان. ومع اقتراب موعد الرسوم الجمركية في أغسطس، تستمر المفاوضات العالمية في تشكيل ديناميكيات السوق، بينما تضيف الضغوط السياسية على الاحتياطي الفيدرالي حالة من عدم اليقين.
