خلال الفترة من 13 إلى 19 يونيو 2025، شهدت تكاليف الشحن البحري والأسعار وأداء الأسهم ارتفاعًا كبيرًا، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط. ارتفعت أسعار الشحن للحاويات والناقلات بشكل صاروخي، وتقلصت حركة السفن عبر الطرق الحيوية، وقفزت أسهم الشحن. هذا الأسبوع المضطرب يكشف كيف تعطل الصراعات التجارة العالمية، مما يثير تساؤلات ملحة حول استدامة الصناعة واستقرارها المستقبلي.
ارتفاع صاروخي في أسعار الشحن
تسببت التوترات الجيوسياسية، خاصة في مضيق هرمز، في زيادات حادة في أسعار الشحن. في 13 يونيو، ارتفعت أسعار الحاويات من آسيا إلى أوروبا بنسبة 6.57% أسبوعيًا، بينما قفزت أسعار الطرق من آسيا إلى المتوسط بنسبة 13.43%، لتصل إلى 2935 دولارًا للحاوية القياسية بحلول 18 يونيو. شهدت أسعار الناقلات زيادات أكبر: ارتفعت أسعار ناقلات النفط العملاقة من الخليج إلى آسيا بنسبة 40% من 19998 دولارًا يوميًا إلى 47609 دولارات يوميًا بحلول 19 يونيو، مع ارتفاع ناقلات المنتجات من 21097 دولارًا إلى 51879 دولارًا يوميًا. ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة 12% إلى 78 دولارًا للبرميل في 13 يونيو، ثم استقرت عند 72-75 دولارًا، مما زاد تكاليف الوقود. تضاعفت علاوات مخاطر الحرب للسفن العابرة للخليج من 0.05-0.07% إلى 0.2% من قيمة الهيكل، مضيفة 200000 دولار لكل عبور لسفينة بقيمة 100 مليون دولار. تعكس هذه الأرقام المخاطر المتزايدة، التي تفاقمت بسبب التداخل الإلكتروني الذي يعطل أنظمة الملاحة في الخليج، مما أجبر السفن على تحويل مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، بتكلفة إضافية تصل إلى مليون دولار لكل رحلة ذهابًا وإيابًا.
اضطرابات الطرق التجارية
تؤكد الأخبار الواردة من الطرق التجارية حدة الأزمة. شهد مضيق هرمز، الذي ينقل أكثر من 20 مليون برميل نفط يوميًا، انخفاضًا في حركة السفن من 147 سفينة شحن في 9 يونيو إلى 111 بحلول 15 يونيو، حيث تجنب المشغلون هذا المضيق بسبب مخاوف التصعيد وحوادث اصطدام ناقلات في 17 يونيو. انخفضت حركة قناة السويس بنسبة 90% في عبور سفن الحاويات بسبب الهجمات المستمرة في البحر الأحمر، مما دفع معظم السفن إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح. تسببت هذه الاضطرابات في تقليص السعة، حيث غادرت السفن من آسيا بنصف طاقتها وسط تأثيرات التعريفات الأمريكية، مما زاد من ارتفاع الأسعار ونقص المساحات للمصدرين.
أسهم الشحن ترتفع ثم تتباطأ
عكست أسهم الشحن ارتفاع أسعار الشحن، مسجلة مكاسب بنسبة 5-13% في 13 يونيو، مدفوعة بتوقعات استمرار الأسعار المرتفعة. شهدت بعض الشركات مكاسب سنوية تصل إلى 60%، بينما تراجعت أخرى بنسبة 9% بسبب مخاوف التخمة في العرض. بحلول 19 يونيو، ظهرت حذر المستثمرين، حيث كانت أسعار شحن الناقلات في قطاعات رئيسية أقل من العام السابق، بمتوسط 46690 دولارًا يوميًا لطرق ناقلات متوسطة الحجم مقابل 52540 دولارًا في يونيو 2024، مما يشير إلى مخاطر التخمة.
توقعات بمستقبل مضطرب
قد تؤدي اضطرابات هذا الأسبوع إلى زيادة أسعار المستهلكين العالمية بنسبة 0.6% في 2025، وفقًا لتقديرات منتصف 2024، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي. مع توقعات بتجاوز نمو العرض للطلب، قد تنخفض أسعار الشحن لاحقًا في 2025. يجب على الصناعة تنويع الطرق، تعزيز مرونة الملاحة ضد التداخل الإلكتروني، والاستثمار في سفن موفرة للوقود لمواجهة التكاليف المتزايدة. كشف الأسبوع من 13 إلى 19 يونيو 2025 عن هشاشة قطاع الشحن البحري أمام الصدمات الجيوسياسية. بينما تقدم الأسعار المرتفعة ومكاسب الأسهم فرصًا قصيرة الأجل، يعتمد الاستقرار طويل الأمد على التكيف مع مشهد تجاري عالمي غير متوقع.
