الاحتياطي الفيدرالي في لحظة معقدة بين التضخم و مخاوف الركود

يتوقع معظم الخبراء والمراقبين أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس ومن المتوقع أن تعطي رسالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي جاءت فيها عبارة “الاستعداد لقبول الألم” الإشارة لاحتواء التضخم ومن المتوقع أن يعطي قرار رفع الفائدة دفعة قوية للدولار الأمريكي.

من المقرر أن يرفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للشهر الثاني على التوالي، مما يضع تكاليف الاقتراض في نطاق يتراوح بين 2.25 و2.50٪ ، وهو ما يتناسب مع ارتفاع ما بعد الأزمة المالية. هل سيؤدي الانخفاض من 100 نقطة أساس إلى احتواء التضخم؟ ليس على الفور، حيث يشك الاقتصاديون في أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من الممكن يحافظ على التزامه المنفتح على كافة إجراءات التصدي للتضخم، حتى لو أدى ذلك إلى الركود.

في حين أن سعر البنزين الآن أقل من ذروته البالغة 5 دولارات للجالون، فإن تكاليف كل شيء آخر آخذة في الارتفاع ويركز الاحتياطي الفيدرالي على التضخم الأساسي، والذي يستثني تكاليف الطاقة والغذاء المتقلبة، وقد كشفت البيانات الاقتصادية على مدار الأشهر الثلاثة الماضية أنه يرتفع بوتيرة سنوية تبلغ حوالي 8٪، في مقابل الحد المستهدف المحدد بـ2٪ فقط.

وفي عام 2022، كان ارتفاع الأسعار أكثر انتشارًا والجهود التي يبذلها مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتهدئة الطلب بإجمالي 150 نقطة أساس في ثلاثة أشهر لم تشجع الأمريكيين على ادخار المال بدلاً من السعي للحصول على قروض، وهي الطريقة التي يُفترض أن تنجح بها تكاليف الاقتراض المرتفعة.

في حين أن المستهلكين قد يعبرون عن عدم الرضاء عن حالة الاقتصاد وأن الدولة تسير في المسار الخطأ، إلا أنهم بالكاد يترددون عندما يتعلق الأمر بأي مشتريات جديدة ومثل هذا النمط من أنماط الإنفاق يكون منطقيًا عندما يظل التوظيف مرتفعًا وينمو بوتيرة سريعة.

تجاوزت قوائم الرواتب غير الزراعية التوقعات في خمسة من أصل ستة إصدارات حتى الآن في عام 2022، وقد نجح بنك الاحتياطي الفيدرالي في حماية التوظيف بشكل كامل، ولا تحظى مهمته الثانية حاليًا بالأولوية بسبب التركيز على التضخم.