تعاني الأسهم الأمريكية من ضغوط في الاتجاه الهبوطي بسبب السلبية التي شهدتها الأسواق في أعقاب نشر أحدث البيانات الأمريكية الصادرة اليوم الخميس واستمرار تأثير نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المعلنة أمس الأربعاء والتي جاءت محملة بقدر كبير من الميل إلى الاستمرار في تبني البنك المركزي معدلات فائدة مرتفعة قياسية، وهي الأعلى في 23 سنة.
وكشفت نتائج اجتماع الفيدرالي الصادرة الأربعاء أن “الكثير من المشاركين أبدوا استعدادهم للعودة إلى التشديد الكمي للسياسة النقدية في حالة ظهور مخاطر لصعود التضخم بطريقة أو بأخرى وطالما كان هذا الإجراء مناسبًا”.
كما رأى المشاركون أن “الإبقاء على معدل الفائدة عند المستويات الحالية في هذا الاجتماع جاء مدعومًا بالبيانات التي ظهرت منذ الاجتماع السابق، والتي ألقت الضوء على استمرار النمو الاقتصادي القوي”.
وأبدى أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تفاؤلا حيال مستقبليات النمو رغم التوقعات التي رددها بعضهم بأن النمو قد يظهر أداء متواضعًا في الفترة المقبلة.
وأضاف الفيدرالي: “سوف يستغرق الأمر وقتًا أطول مما كان متوقعًا حتى تكون لدينا ثقة أكبر في هبوط لتضخم”، مؤكدة أن الكثير من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أظهروا حالة من انعدام اليقين حيال القدر الحالي من تشديد السياسة النقدية.
وتراجع داو جونز الصناعي إلى 39061 نقطة بعد أن خسر حوالي 612 نقطة أو 1.6%. كما هبط مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 5267 نقطة بعد أن فقد حوالي 40 نقطة أو 0.8% وسار ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة على نفس المنوال ليخسر حوالي 65 نقطة أو 0.4%، مستقرا عند مستوى 16739 نقطة.
النصف الأول
يبدو أن الأسهم الأمريكية لا تزال بحاجة إلى حوافز قوية لكي تواصل المكاسب التي حققتها في مسيرة لافتة منذ أوائل عام 2024، وعلى الرغم من العمل وسط مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 10٪ في الربع الأول، ما ساهم في تحقيق عائد إجمالي يقارب 30٪ على مدى الأشهر الـ 12 الماضية وقادت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وخاصة تلك المستفيدة من طفرة الذكاء الاصطناعي، هذا الاتجاه.
بالإضافة إلى ذلك، شاركت أسهم القيمة في الارتفاع ومع ذلك، واجه سوق السندات رياحًا معاكسة بسبب احتمال تأجيل تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
هل نجحت أرباح إنفيديا في توفير الحافز؟
تأثرت أرباح إنفيديا بارتفاع الطلب على معالجات الرسوميات والحوسبة العالية الأداء، والتي تستخدم في مجموعة متنوعة من الصناعات مثل الألعاب، والذكاء الاصطناعي، والتعدين، والسيارات الذاتية القيادة، وعلى الرغم من إعلان نتائج الشركة، إلا أن مؤشرات الأسهم الثلاثة بحاجة إلى حافز أقوى.
وكان من المتوقع أن تستمر أرباح إنفيديا في النمو في الربع الثاني من عام 2024، وذلك بفضل استمرار الطلب على منتجاتها والتوسع في مجالات جديدة. يُعتبر القطاع التكنولوجي والذكاء الاصطناعي من المجالات الرئيسية التي تدعم نمو أرباح الشركة.
من ناحية أخرى، من بين 40 محللًا يغطون أسهم إنفيديا، أوصي 35 بـ “شراء قوي”، وأوصي اثنان فقط بـ “شراء معتدل”، وثلاثة أوصوا بـ “الاحتفاظ”، مما يشير إلى إمكانية ارتفاع أقل من 7% من الأسعار الحالية، وأغلق سهم إنفيديا اليوم عند 1036.00 دولار بانخفاض 1.99 دولار أو 0.19%.
الاتجاهات الاقتصادية
توقع المستثمرون في البداية هبوطًا سلسًا للاقتصاد الأمريكي، لتجنب الركود، مع توقعات بخفض الفائدة بدءًا من مارس وهذا ما لم يحدث، ومع ذلك، كان أداء الاقتصاد أفضل من المتوقع، وظلت المخاوف مستمرة من احتمالات ارتداد التضخم ونتيجة لذلك، تم تأجيل خفض الفائدة مع تركيز التوقعات الآن على ثلاثة تخفيضات في أحسن الأحوال وظلت سوق الأسهم تتمتع بالمرونة على الرغم من حالة عدم اليقين السائدة.
النصف الأول: الأداء حسب القطاع
التكنولوجيا: تفوقت أسهم شركات التكنولوجيا في الأداء، مدفوعة بالشركات المستعدة للاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي.
أسهم القيمة: قاد قطاعا الخدمات المالية والطاقة عودة أسهم القيمة في الربع الأول من عام 2024.
السندات: تأثر أداء السندات بتأخير بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة.
شهد النصف الأول من عام 2024 مكاسب لافتة في سوق الأسهم، لا سيما في قطاعي التكنولوجيا وأسهم القيمة وفي حين أن الاتجاهات الاقتصادية لا تزال مواتية، يجب على المستثمرين أن يظلوا على قدر من اليقظة والتفكير في الفرص التي تبدو في الأسواق وأن يكون تصرفهم حيالها في الوقت المناسب.