نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / طفرة في مبيعات “إن فيديا” وسط مخاوف من فقاعة ذكاء اصطناعي
إن فيديا
إن فيديا

طفرة في مبيعات “إن فيديا” وسط مخاوف من فقاعة ذكاء اصطناعي

تراجعت أسهم شركة إنفيديا بنسبة 2.3% بعد ساعات فقط من إعلان الشركة نتائج الأداء المالي للربع الثاني من 2025.

ورغم الإيجابية التي تحققت للشركة عقب إعلان رقم قياسي جديد في المبيعات، يُرجح أن هذا التراجع جاء بدفعة من مخاوف لدى المستثمرين حيال إمكانية أن تكوْن فقاعة ذكاء اصطناعي، علاوة على مخاوف من نوعٍ آخرٍ حيال التداعيات المحتملة لحرب ترامب التجارية، وهو ما دفع بالسهم في الاتجاه الهابط في جلسة الخميس الماضي.

وكان تقرير الأرباح للربع الثاني من هذا العام بمثابة اختبار لمدى ميل المستثمرين إلى بيع مكثف لأسهم الذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي، إذ شهد عدد كبير من شركات التكنولوجيا تراجعًا في أسهمها وسط تساؤلات متزايدة حول ما إذا كانت الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مبالغاً في تقييمها.

وأعلنت “إن فيديا” الأربعاء عن أرباح معدلة للسهم الواحد بلغت 1.08 دولار للسهم، وإيرادات بلغت 46.74 مليار دولار، متجاوزةً توقعات وول ستريت التي كانت تشير إلى أرباح قدرها 1.01 دولار للسهم الواحد وإيرادات بقيمة 46.05 مليار دولار، وفقًا لبيانات “فاكت سيت”.

لكن تطلعات المستثمرين في النتائج المالية للشركة كانت قد تجاوزت كل الحدود، مما أصابهم بخيبة أمل في الأرقام المعلنة رغم إيجابيتها. وقد تعود بعض ردود الفعل في السوق إلى التراجع الطفيف في بعض قطاعات أعمال الشركة، بما في ذلك إيرادات مراكز البيانات، إذ سجلت “إن فيديا” 41.1 مليار دولار في هذا القطاع، وهو أقل من توقعات وول ستريت البالغة 41.3 مليار دولار.

ويبدو أنه بعد تحقيق الشركة نموًا ماليًا هائلًا، بعد أن أصبحت الشركة الأعلى من حيث القيمة السوقية على الإطلاق، لم يكن ارتفاع المبيعات إلى مستويات قياسية وتجاوز الأرباح والإيرادات توقعات الأسواق لم يكن كافيًا للمستثمرين حتى ترسخ في أذهانهم قناعة بأن الشركة وغيرها من شركات الذكاء الاصطناعي قد تستمر في تحقيق نموًا بهذا القدر في المستقبل.

ومعنى ذلك بعبارة أبسط إلى حدٍ ما، يبدو أن سهم الشركة لم يظهر ارتفاعًا هائلًا يعكس هذه النتائج المالية شديد الإيجابية جاء نتيجة لأن الأسواق كانت تثمن هذه النتائج بالفعل.

كما أعلنت الشركة أنها لم تأخذ في الاعتبار أي شحنات من الشرائح الإلكترونية من طراز  H20 إلى الصين ضمن توقعاتها.

ويُعد هذا الطراز من الشرائح الإلكترونية بالغ الأهمية، إذ يُحاط بقدر كبير من القلق بشأن تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ففي وقت سابق من هذا العام، حظر ترامب بيع الشرائح الإلكترونية المستخدمة في قطاع الذكاء الاصطناعي إلى الصين، وهو ما تسبب بخسائر قدرها 4.5 مليار دولار لـ”إن فيديا” خلال الربع الأول من هذا العام.

وفي أغسطس الماضي، وافقت الشركة على منح الحكومة الأمريكية نسبة 15% من مبيعات الشرائح من طراز  H20 للصين مقابل الحصول على تراخيص تصدير. ومن جهتها، أعربت الصين في ذلك الوقت عن مخاوف أمنية بشأن هذه الشرائح، وبدأت في تعزيز إنتاج بدائل محلية لها.

وأعلنت الشركة أثناء إصدار تقرير الأرباح إن بعض الشركات أبدت اهتمامًا بشراء شرائح H20، وحصلت مجموعة أولية منها بالفعل على تراخيص للشراء. وأضافت أنها قد تبدأ شحن كميات من هذا المنتج بقيمة تتراوح من 2 إلى 5 مليارات دولار إلى الصين إذا “هدأت التوترات الجيوسياسية”.

وأكد المؤسس والرئيس التنفيذي لإن فيديا جنسن هوانج أهمية القدرة على العمل في السوق الصينية، والتي قد تساعد على التوسع في القيمة السوقية بحوالي 50 مليار دولار للشركة هذا العام.

وقال هوانج: “نتحدث مع الإدارة الأمريكية حول أهمية قدرة الشركات الأمريكية على الوصول إلى السوق الصينية”.

وأضاف أن هناك فرصة محتملة لبيع نسخة من شرائح Blackwell في الصين، إلى جانب الموافقة على بيع H20 لشركات غير خاضعة للعقوبات.

وقال هوانغ: “إنها ثاني أكبر سوق للكمبيوتر في العالم، كما أنها مركز للباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي – حوالي 50% من الباحثين في هذا المجال حول العالم موجودون في الصين. الغالبية العظمى من نماذج المصدر المفتوح الرائدة يتم تطويرها في الصين. ومن المهم جدًا أن تتمكن شركات التكنولوجيا الأمريكية من الوصول إلى هذا السوق”.

وتتوقع الشركة تحقيق إيرادات بقيمة 54 مليار دولار في الربع الثالث – وهو ضمن نطاق توقعات وول ستريت – كما وافق مجلس الإدارة على إعادة شراء أسهم إضافية بقيمة 60 مليار دولار، إلى جانب ما يقدر بـ24.3 مليار دولار أعادتها الشركة للمساهمين في النصف الأول من العام من خلال إعادة شراء الأسهم وتوزيع الأرباح النقدية.

وقال هوانغ إن إنتاج شريحة الذكاء الاصطناعي الجديدة Blackwell “يتسارع إلى الحد الأقصى، والطلب عليها استثنائي”.

وأضاف في بيان صحفي: “سباق الذكاء الاصطناعي قد بدأ، وBlackwell  هي المنصة في قلب هذا السباق”.

ورغم رد الفعل الفاتر الأولي من السوق تجاه النتائج المالية للشركة، لا يزال بعض المحللين متفائلين بشأن ما يُعرف بثورة الذكاء الاصطناعي، خاصة مع استثمارات ضخمة من شركات تقنية كبرى مثل ميتا، ومايكروسوفت، وأمازون، وألفابيت في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

تحقق أيضا

نور كابيتال – التحليل الفني الأسبوعي – شاشة سي ان بي سي عربية – 1 سبتمبر 2025