نور تريندز / التقارير الاقتصادية / كيف تأثرت إن فيديا ببيع جميع أسهمها المملوكة لسوفت بانك؟
إن فيديا
كيف تأثرت إن فيديا ببيع جميع أسهمها المملوكة لسوفت بانك؟

كيف تأثرت إن فيديا ببيع جميع أسهمها المملوكة لسوفت بانك؟

أعلنت مجموعة سوفت بانك اليابانية عن بيع كامل حصتها في شركة إن فيديا الأمريكية للشرائح الإلكترونية في إطار صفقة بلغت قيمتها نحو 5.83  مليار دولار، وذلك في إطار توجهها لتعزيز استثماراتها في شركة أوبن إيه آي المطورة لتطبيق الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي.

وأوضحت المجموعة في بيانها أنها باعت حصتها التي تبلغ قيمتها 32.1  مليون سهم في إن فيديا خلال شهر أكتوبر الماضي، كما تخلت عن جزء من حصتها في شركة تي موبايل مقابل 9.17  مليار دولار.

وقال المدير المالي للمجموعة يوشيميتسو جوتو، خلال عرض تقديمي للمستثمرين، إن “هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية سوفت بانك لتسييل بعض الأصول والحفاظ على قوتها المالية، مع البحث عن فرص استثمارية أكثر جاذبية”.

ورغم أن خروج سوفت بنك من إن فيديا قد يبدو مفاجئًا للبعض، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تتخلى فيها المجموعة عن أسهم الشركة الرائدة في شرائح الذكاء الاصطناعي، إذ كان صندوق الرؤية التابع لها من أوائل المستثمرين في إن فيديا عندما جمع حصة بقيمة 4  مليارات دولار عام 2017.

ولا تزال هناك مصالح سوفت بانك متشابكة مع إن فيديا، إذ تشارك في عدة مشاريع تعتمد على تقنياتها، من بينها مشروع ستارجيت العملاق الذي تصل قيمته إلى 500  مليار دولار.

كما كشفت المجموعة عن تحقيق أرباح بلغت نحو 19 مليار دولار خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2025، مدعومة باستثماراتها في أوبن إيه آي.

وتسعى سوفت بانك إلى الاستفادة من النمو المتسارع في قطاع الذكاء الاصطناعي والرقائق، عبر مبادرات تشمل استثمارًا بقيمة 30  مليار دولار في أوبن إيه آي، إضافة إلى مشروع ضخم لإنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في ولاية أريزونا بقيمة تريليون دولار.

أثر الصفقة على سهم إن فيديا

وتراجعت أسهم إن فيديا بنسبة 2.00% الثلاثاء عقب إعلان سوفت بانك بيع كامل حصتها فيها.

 كما باعت المجموعة جزءًا من حصتها في تي موبايل، إضافة إلى حصولها على قرض بالهامش مقابل حصتها في شركة “آرم”.

وأشارت مصادر إلى أن هذه العمليات تمثل مصادر للسيولة من المقرر أن تستخدم لتمويل استثمار ضخم بقيمة 22.5  مليار دولار في شركة أوبن آي، إلى جانب تمويل مشاريع أخرى مثل الاستحواذ على وحدة الروبوت التابعة لشركة “أيه بي بي”.

وأكدت المصادر أن بيع حصة إن فيديا لا يرتبط بأي مخاوف بشأن تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي، بل يأتي في إطار استراتيجية مالية أوسع.

ورغم أن خروج سوفت بانك من إن فيديا قد يفاجئ بعض المستثمرين، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تتخلى فيها المجموعة عن أسهم الشركة الأمريكية الرائدة في رقائق الذكاء الاصطناعي.

وكانت المجموعة اليابانية من أوائل المستثمرين في إن فيديا، إن جمع حصة بقيمة أربعة مليارات دولار عام 2017، قبل أن يبيعها بالكامل في يناير 2019.

ورغم عملية البيع الأخيرة، لا تزال مصالح سوفت بانك التجارية مرتبطة بشكل وثيق بإن فيديا، إذ تشارك في مشاريع كبرى تعتمد على تقنياتها، ما يعكس استمرار التعاون بين الطرفين في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتشارك مجموعة سوفت بنك، التي تتخذ من طوكيو مقرًا لها، في عدد من مشروعات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تقنيات شركة إن فيديا، من بينها مشروع ستارجيت العملاق بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء مراكز بيانات في الولايات المتحدة.

وقد تكون خطوة البيع هذه سلبية لأسهم إن فيديا، وذلك إذا ما وُضعت في سياق حاجة سوفت بنك إلى ما لا يقل عن 30.5 مليار دولار من رأس المال للاستثمارات خلال الربع الأخير من هذا العام، بما في ذلك 22.5 مليار دولار لشركة أوبن آي و6.5 مليار دولار لشركة أمبير.

ويتجاوز هذا المبلغ إجمالي ما استثمرته المجموعة في عامين مجتمعين، وهو ما يعكس حجم التوسع الاستثماري الحالي.

لكن سوفت بانك حاولت جاهدةً أن تبدد هذه السلبية عندما أوضحت أنها عملية البيع لا تعكس أي موقف تجاه إن فيدي من الشركة اليابانية، مؤكدةً أنها في نهاية الأمر تستخدم الأموال للاستثمار في شركات أخرى مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

بهذا، يظهر أن بيع حصة إن فيديا ليس انسحابًا من قبل سوفت بانك من قطاع الشرائح الإلكترونية أو الذكاء الاصطناعي، بل خطوة لإعادة توجيه السيولة نحو مشروعات أكبر وأكثر تنوعًا في هذا المجال.

تحقق أيضا

الأسهم الأمريكية

الإغلاق الحكومي وقطاع التكنولوجيا يسيطران على الأسواق في غياب البيانات

سجلت أسواق الأسهم الأمريكية تراجعًا يوم الخميس، حيث انخفضت المؤشرات الرئيسية بفعل هبوط أسهم شركات …