تعافى اليورو إلى مستويات أعلى الخميس مقارنة برد الفعل المباشر الذي أظهرته العملة عقب الإبقاء على معدل الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي دون تغيير وخفض تقديرات التضخم الذي ألقى الضوء على إمكانية كبيرة لأن يبدأ البنك المركزي في خفض الفائدة في وقت قريب.
كما أدى بيان الفائدة الأوروبية وما جاء فيه من إشارات إلى أن البنك المركزي خفض توقعات التضخم في الاتجاه المعاكس لمصلحة العملة الأوروبية الموحدة، إذ ألقى الضوء على أن السلطات النقدية ربما تكون في طريقها إلى خفض الفائدة من مستوياتها القياسية الحالية لتتراجع مكانة اليورو بين الأصول مرتفعة العائدات.
وقال بيان الفائدة الصادر عن البنك المركزي الأوروبي الخميس: “روجعت تقديرات التضخم إلى هبوط لعام 2024، وهو ما يعكس تراجع الدور الذي كان من المفترض أن يلعبه ارتفاع أسعار الطاقة في زيادة التضخم”.
لكن زوج اليورو/ دولار تمكن من تجاوز ما جاء في بيان الفائدة من تراجع توقعات التضخم، محققا تعافيا ملحوظًا من نقاط إيجابية جاءت في نفس البيان علاوة على إشارات توصل إليها المستثمرون في أسواق المال إلى إيجابية محتملة في مسار الاقتصاد الأوروبي في المرحلة المقبلة.
وارتفع الزوج إلى 1.0928 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.898. وهبط الزوج إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الماضي عند 1.0867 مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1.0930.
تفاؤل أنقذ اليورو
وعلى صعيد الإيجابية التي أخذت بزمام اليورو في الاتجاه الصاعد، أشار البيان إلى أنه بدأ يتبنى “نظرة أقل تشاؤما في الوقت الذي خفض فيه البنك المركزي تقديراته للتضخم لربع السنة الثاني على التوالي، حيث تشير التقديرات الجديدة إلى نمو الأسعار بـ 2.3٪ هذا العام و2.00٪ العام المقبل على الترتيب.
كما استفادت العملة الأوروبية الموحدة من تحسن شهية المخاطرة بعد أن تناول البنك المركزي الأوروبي النظرة المستقبلية للاقتصاد في منطقة اليورو بقدر من التفاؤل الذي خلى منه خطاب السلطات النقدية الأوروبية في الفترة الأخيرة، خاصة عند الحديث عن المسار المستقبلي للتضخم.
وقالت كريستين لاجارد، رئيسة مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، “تأثير ارتفاع معدلات الفائدة في السابق سيبدأ في التلاشي تدريجيًا” في إشارة إلى المسوح التي تسلط الضوء على أن هناك تعافي تدريجي يشهده الاقتصاد حتى الآن في 2024.
وفيما يتعلق بسوق العمل الأوروبي، أوضحت لاجارد “أن الطلب داخل سوق العمل بدأ يتباطأ وثمة علامات على أن نمو الأجور بدأ في الاعتدال أيضًا”.
وأوضحت أن “ضغوط الأسعار – محليًا – تتراجع ويتوقع أن يواصل معدل التضخم اتجاهه الهابط خلال الأشهر القليلة المقبلة”.
في الوقت نفسه، أكدت رئيسة مجلس محافظي البنك المركزي على أن “توقعات التضخم على المدى الطويل مستقرة بالقرب من مستوى 2.00%”، لكنها أكدت أن هذه الإشارات الإيجابية ليست كافية وأن هناك حاجة إلى التأكد وهو ما ستوضحه البيانات.
وقالت لاجارد إن “البنك المركزي الأوروبي سوف يركز بشدة على منطقتين للتضخم يمكن أن يمثلا مفاجأة للأسواق؛ هما نمو الأجور وهوامش الربح”، مرجحة أن “مفاجأة غير سارة قد تكون في طريقها إلى الأسواق إذا أدت إجراءات السياسة النقدية إلى إضعاف الطلب أكثر من المتوقع أو تدهورت البيئة الاقتصادية العالمية بشكل غير متوقع”.
وكان قرار المركزي الأوروبي وتصريحات لاجارد من العوامل التي أثارت تكهنات في الأسوق بأن المركزي الأوروبي قد يبدأ خفض الفائدة في الصيف المقبل، تحديدا في يونيو المقبل.
وتتوقف معدلات الفائدة الأوروبية في الوقت الراهن عند 4.00% مقابل منهجية الفائدة السالبة التي كان البنك المركزي يتبعها حتى يونيو 2022، والتي أبقت على معدل الفائدة عند 0.5%.