عائدات السندات الأمريكية تحقق ارتفاعًا كبيرًا

تتحرك عائدات السندات الأمريكية في الاتجاه الصاعد بقوة منذ ظهور بيانات التضخم التي ألقت الضوء على تراجع في سرعة نمو أسعار المنتجين في الولايات المتحدة. وكان من المفترض أن يأخذ الهبوط في معدل التضخم بزمام عائدات السندات الأمريكية إلى الاتجاه الهابط، لكن ذلك لم يحدث بسبب التفاؤل الذي سيطر على الأسواق حيال مستقبل البيئة المثالية التي من المتوقع أن يوفرها الاقتصاد الأمريكي للشركات ومؤسسات الأعمال بعد البدء في خفض الفائدة الفيدرالية.  

وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 3.960% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.658%. وارتفعت العائدات على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات قد هبطت إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 3.641% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 3.708%.

وحاء ارتفاع العائدات، رغم محدوديته، نتيجة لعاملين أساسيين؛ الأول هو أن الأسواق شهدت حالة من التفاؤل نظرًا لاقتراب الفيدرالي من البدء في التحول بالسياسة النقدية إلى الأوضاع الطبيعية من خلال خفض الفائدة، مما أدى إلى عمليات بيع مكثفة لسندات الخزانة الأمريكية وهبوط قيمتها مقابل ارتفاع العائدات عليها بسبب العلاقة العكسية بين قيمة وعائدات هذه الأوراق المالية السيادية.

ويشير السبب الثاني إلى أن هذا الارتفاع المحدود جاء نتيجة تعزيز توقعات الأسواق ببدء الفيدرالي خفض الفائدة دون أن يسبب صدمة للأسواق، إذ بدأ التكهنات بخفض الفائدة بـ50 نقطة أساس تتراجع إلى حدٍ كبير – تراجعت فرص هذا الاحتمال إلى 13% – مع تمسك المستثمرين بتةقعات الخفض بواقع 25 نقطة أساس فقط، وهو أيضًا ما أضاف إلى التفاؤل في الأسواق.