سجلت عائدات السندات الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا الخميس، لتصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، مدفوعة بقوة البيانات الاقتصادية التي عززت من توقعات استمرار السياسة النقدية المتشددة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وارتفعت العائدات على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.650%، وهو أعلى مستوى منذ أوائل سبتمبر في حين ارتفعت عائدات السندات لأجل سنتين إلى مستويات قريبة من 5.150%.
ويعكس هذا الارتفاع قناعة الأسواق بأن الفيدرالي سيُبقي على الفائدة المرتفعة لفترة أطول في ظل استمرار الزخم الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وجاءت البيانات الصادرة الخميس، بما في ذلك طلبات السلع المعمرة ومؤشرات الإنفاق الاستهلاكي، أقوى من توقعات السوق، وهو ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم احتمالات خفض الفائدة في المدى القريب.
كما أسهم تصريحات بعض مسؤولي الفيدرالي في ترسيخ هذا الاتجاه، حيث أشاروا إلى أن التضخم لا يزال فوق المستويات المستهدفة، وأن التراجع في الأسعار يتطلب مزيدًا من الحذر.
وضغط ارتفاع العائدات على أسواق الأسهم، خاصة في قطاع التكنولوجيا، الذي يتأثر سلبًا بارتفاع تكاليف التمويل. كما زاد من جاذبية الدولار الأمريكي، الذي واصل مكاسبه أمام العملات الرئيسية الأخرى، وسط تراجع في شهية المستثمرين للمخاطرة.
وتترقب الأسواق صدور بيانات الإنفاق الشخصي ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يُعد المقياس المفضل للفيدرالي لمراقبة التضخم. هذه البيانات ستكون حاسمة في تحديد اتجاه السياسة النقدية خلال الربع الأخير من العام.