شهدت أسواق المال الأمريكية الأربعاء تراجعًا ملحوظًا في عائدات السندات الأمريكية، وذلك بعد صدور بيانات اقتصادية أظهرت انخفاضًا أكثر حدة من المتوقع في أسعار المنتجين.
كما حققت مزايدة على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات نجاحًا كبيرًا. وعززت هذه التطورات توقعات بأن مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو خفض الفائدة خلال اجتماعه المقبل.
وانخفضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بأكثر من ثلاث نقاط أساس 4.042%. كما تراجع العائدات على السندات لأجل 30 عامًا بأكثر من نقطتين أساس لتستقر عند 4.688%.
في المقابل، ظلت العائدات على السندات لأجل سنتين ثابتًا عند 3.542%. يُذكر أن نقطة الأساس الواحدة تعادل 0.01%، وأن العلاقة بين العائدات وأسعار السندات هي علاقة عكسية؛ أي أن ارتفاع العائد يعني انخفاض سعر السند.
وأشارت البيانات الاقتصادية التي صدرت عن مكتب إحصاءات العمالة الأمريكي إلى تراجع مؤشر أسعار المنتجين بـ0.1% في أغسطس الماضي، وهو ما جاء مخالفًا لتوقعات الاقتصاديين الذين استطلعت آراؤهم Dow Jones، إذ كانوا يتوقعون ارتفاعًا بنسبة 0.3% خلال الشهر الماضي.
ويُعد هذا التراجع في أسعار المنتدين إشارة على ضعف الضغوط التضخمية، ما يعزز احتمالية اتخاذ الفيدرالي خطوات تيسيرية قريبًا.
وكان رد فعل الأسواق على هذه البيانات واضحًا، إذ تصاعدت توقعات المستثمرين على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض الفائدة خلال اجتماعه في سبتمبر الجاري.
ووفقًا لأداة FedWatch التي تصدر عن بورصة شيكاجو التجارية، والتي تستند إلى تداولات العقود الآجلة، فإن احتمالية خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية وصلت إلى 100.00%.
وفي وقت لاحق من جلسة التداول، شهدت العائدات انخفاضًا إضافيًا بعد الإعلان عن نتائج مزايدة سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.
وأظهر المزاد طلبًا قويًا من قبل المستثمرين، إذ بلغ معدل “العرض إلى التغطية” — وهو مقياس للطلب — 2.65، متجاوزًا المتوسط المعتاد البالغ 2.6.
كما أظهرت البيانات أن المشترين غير المباشرين، الذين يشملون البنوك المركزية العالمية، استحوذوا على 83.1% من إجمالي المزاد، وهو رقم يفوق بكثير المتوسط المعتاد البالغ 70.00%.
هذا الإقبال الكبير يعكس ثقة المستثمرين العالميين في السندات الأمريكية، خاصة في ظل التوقعات بتراجع التضخم وخفض الفائدة.