تتراجع عائدات السندات الأمريكية الثلاثاء وسط تصاعد حدة التذبذب في أسواق المال في اليوم الثاني من أسبوع التداول الجديد الذي جاء بعد فترة من التوترات التجارية التي هزت أركان الأسواق وكادت أن تسقط سندات الخزانة الأمريكية عن عرش أصول الملاذ الآمن.
وبالفعل، حققت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ارتفاعًا بحوالي 50 نقطة الأسبوع الماضي بسبب بيع مكثف لهذه السندات، مما أدى إلى تراجع قيمتها.
وهناك علاقة عكسية بين قيمة السندات الحكومية الأمريكية والعائدات عليها، مما جعل هبوط قيمة السندات من مختلف الآجال الأسبوع الماضي سببًا في ارتفاعات قياسية حققتها العائدات عليها.
وهبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات الثلاثاء إلى 4.334% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 4.378%.
وارتفعت العائدات على هذه الأوراق المالية السيادية إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 4.410% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 4.309%.
وظهرت تكهنات في الأسواق بأن عمليات بيع من قبل الأجانب من ملاك سندات الخزانة الأمريكية قد تكون وراء تراجع قيمة هذه الأوراق المالية. وطالما كان امتلاك الأجانب لكميات كبيرة من سندات الخزانة الأمريكية مصدرًا لمخاوف لدى الأمريكيين من بيعهم هذه السندات بكثافة، مما يؤدي إلى تراجع كبير في قيمتها، ومن ثم، ترتفع العائدات عليها لتزداد الأعباء الواقعة على كاهل الخزانة الأمريكية.
وتعتبر الصين هي ثاني أكبر مالك لسندات الخزانة الأمريكية على مستوى العالم، وهو ما يثير تكهنات باستخدام بكين سلاح السندات السيادية وبيعها بكثافة ردًا على التعريفة الجمركية التي فرضها ترامب على صادراتها إلى الولايات المتحدة.