الدولار يتراجع وسط ترقب اجتماع الفيدرالي وتطوراتتجارية

شهد مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.05% الاثنين، في ظل حالة من الحذر تسود الأسواق قبيل انطلاق اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر ليومين وسط توقعات بأن يتبنى البنك المركزي موقفًا متساهلًا قد يتضمن خفضًا إضافيًا في أسعار الفائدة وإشارات إلى إنهاء برنامج التشديد الكمي.

كما تخضع العملة الأمريكية لضغوط نتيجة لاستمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، إذ تتصاعد توقعات بأنه قد يستمر لفترة أطول مما يلحق المزيد من الأضرار بالاقتصاد.

على الجانب الآخر، أسهمت بيانات اقتصادية إيجابية، مثل تقرير بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند ومؤشر ثقة المستهلك الأميركي، في دعم العملة الأمريكية.

، إذ ارتفع مؤشر أسعار المنازل FHFA بنسبة 0.4% في أغسطس الماضي، متجاوزًا التوقعات.

وسجل مؤشر التصنيع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند تحسنًا بـ13 نقطة ليصل إلى -4 نقطة.

وتراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن “كونفرنس بورد” إلى 94.6 نقطة، لكنه جاء أفضل من التوقعات.

ورغم هذه الضغوط، يحظى الدولار بدعم من ارتفاع عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 0.6 نقطة أساس، مما يعزز الفارق في أسعار الفائدة لصالح الدولار.

توقعات خفض الفائدة

تثمن الأسواق احتمالًا بنسبة 98% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع هذا الأسبوع، وإذا تم ذلك، فإن الأسواق تتوقع بنسبة 94% خفضًا إضافيًا بنفس المقدار في اجتماع ديسمبر المقبل.

بشكل عام، تتوقع الأسواق خفضًا إجماليًا بمقدار 115 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2026، ليصل معدل الفائدة الفعلي إلى 2.95% مقارنة بالمعدل الحالي البالغ 4.10%.

غياب التوقعات الاقتصادية الرسمية

من المقرر أن يُعقد مؤتمر صحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول بعد الاجتماع، لكن لن يتم إصدار ملخص التوقعات الاقتصادية أو ما يُعرف بـ “الرسم النقطي”، مما يعني أن الأسواق لن تحصل على رؤية واضحة من باقي أعضاء الفيدرالي حول مسار الفائدة المستقبلي.

وتترقب الأسواق أيضًا أي إشارات من الفيدرالي بشأن موعد إنهاء برنامج التشديد الكمي، الذي يتضمن تقليص حجم الميزانية العمومية للبنك المركزي. وقف هذا البرنامج قد يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا للأسواق المالية، لأنه يعني ضخ المزيد من السيولة في النظام المالي الأميركي.

تأثير الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين

تراجع الدولار يوم الإثنين نتيجة انخفاض الطلب عليه كملاذ آمن، بعد إعلان المفاوضين الأميركيين والصينيين عن التوصل إلى اتفاق تجاري أولي خلال محادثات في ماليزيا. ومن المتوقع أن يتم توقيع الاتفاق رسميًا يوم الخميس خلال قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية، بحضور الرئيسين دونالد ترامب وشي جينبينج.

وصرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الاثين الماضي بأن الاتفاق يُسقط فعليًا تهديد فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، والتي كان من المقرر تطبيقها في الأول من نوفمبر.

 كما وافقت الصين على عدم فرض قيود على تصدير المعادن النادرة لمدة عام، وتعهدت بشراء كميات كبيرة من فول الصويا الأميركي. وحقق الطرفان تقدمًا في ملفات أخرى مثل رسوم الشحن ومطالب واشنطن بتشديد الرقابة على تصدير مادة الفنتانيل ومكوناتها إلى الولايات المتحدة. وقد يشمل الاتفاق أيضًا السماح للمستهلكين الأميركيين بالاستمرار في استخدام تطبيق “تيك توك”.