سجّل مؤشر الدولار الأمريكي الثلاثاء تراجعًا محدودًا بأقل من 0.1%، متخليًا عن مكاسب كان قد حققها في أوائل التعاملات.
جاء ذلك وسك تراجع عائدات سندات الخزانة الأمريكية بعد تصريحات تميل إلى التيسير الكمي أدلت بها عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان.
وأشارت بومان إلى أن صانعي السياسات معرضون لخطر “التأخر عن المنحنى”، داعيةً إلى تحرك حاسم لخفض أسعار الفائدة في ظل تدهور أوضاع سوق العمل.
كما ظهرت بيانات اقتصادية ضغط على الدولار في اتجاه المزيد من الخسائر.
وجاءت بيانات التصنيع الأمريكية لشهر سبتمبر الجاري دون التوقعات، مما زاد من الضغوط على العملة الأمريكية:
وسجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن ستاندردز آند بورس تراجعًا بنقطة كاملة إلى 52.0 نقطة مقابل التوقعات التي أشارت إلى 52.2 نقطة.
وهبط مؤشر ريتشموند التصنيعي بمقدار 10 نقاط ليصل إلى -17، في حين كانت التوقعات تشير إلى ارتفاعه إلى -5.
في بداية التداولات الثلاثاء، تلقى الدولار دعمًا من بيانات الحساب الجاري للربع الثاني، حيث بلغ العجز -251.3 مليار دولار، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى -256.6 مليار دولار.
كما جاءت تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول حيادية نسبيًا، إذ لم يلمّح إلى موقفه بشأن خفض الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر في 28-29 أكتوبر، لكنه لم يستبعد ذلك أيضًا.
مخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي
تزايدت المخاوف في الأسواق بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، خاصة في ظل محاولة الرئيس دونالد ترامب إقالة عضو مجلس الاحتياطي ليزا كوك، إلى جانب نية ستيفن ميران تولي منصب في الفيدرالي رغم استمراره في منصبه كمستشار اقتصادي في البيت الأبيض. هذه التطورات أثارت قلق المستثمرين الأجانب، ما قد يدفعهم للتخلي عن الأصول المقومة بالدولار.
وتثمن الأسواق في الوقت الراهن احتمالًا بنسبة 91% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المقبل، في ظل تزايد المؤشرات على تباطؤ اقتصادي وتراجع في زخم سوق العمل.
تصريحات باول
وقال رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي إن معدل التضخم ارتفع إلى حدٍ ما وظل مرتفعًا نسبيًا بينما تباطأ الإنفاق الاستهلاكي، وتُعرب الشركات عن قلقها إزاء حالة انعدام اليقين التي تؤثر على توقعاتها.
وأكد أن سوق العمل أصبح أقل ديناميكية وأكثر مرونة بينما يشهد السوق تراجعًا غير معتاد وصعبًا على صعيد كل من العرض والطلب على العمالة.
وتصب هذه التصريحات في صالح توقعات المزيد من حفض الفائدة حتى يتمكن البنك المركزي من السيطرة على التضخم ودعم سوق العمل في الولايات المتحدة.