لا يزال الدولار الأمريكي في الاتجاه الصاعد منذ مستهل تعاملات الأسبوع الجديد مستندًا إلى التطورات التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي، خاصة على صعيد سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وبيانات التوظيف الأمريكية. وكانت أبرز تلك التطورات تتعلق بالتعريفة الجمركية الإضافية التي يعتزم الرئيس الجديد فرضها على الواردات الأمريكية علاوة على النمو الحاد في نمو الوظائف الأمريكية.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية إلى 110.02 نقطة مقابل مستوى الإغلاق المسجل الجمعة الماضية عند 109.65 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الأول من الأسبوع الجديد عند 109.60 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 110.18 نقطة.
سجل مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة (NFP) ارتفاعًا بـ256000 وظيفة في ديسمبر الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 212000 وظيفة التي روجعت من القراءة الأصلية التي سجلت 227000 وظيفة، وفقا للبيانات الصادرة عن معهد إحصائيات العمالة الأمريكي. في نفس الوقت، شهد نمو الأجور والبطالة تراجعًا في ديسمبر الماضي.
وفاقت القراءة الفعلية لديسمبر الماضي توقعات الأسواق التي أشارت إلى إمكانية تسجيل زيادة في نمو الوظائف الأمريكية بواقع 166000 وظيفة.
كما سجلت قراءة مؤشر متوسط الكسب في الساعة، الأكثر مصداقية في قياس نمو الأجور الأمريكية، ارتفاعًا بـ0.3% في ديسمبر الماضي، وهو ما جاء أدنى من القراءة السابقة التي ارتفعت بـ0.4%. لكن هذا التراجع جاء متوافقًا مع توقعات السوق، وفقًا للقراءة الشهرية للمؤشر.
وارتفعت القراءة السنوية للمؤشر بـ3.9% الشهر الماضي مقابل القراءة الصادرة في نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت ارتفاعًا أكبر بـ4.00%، وهو جاء أدنى من توقعات الأسواق.
وكان وقع هذه البيانات سلبيًا على الأسواق، إذ أدى النمو الحاد في الوظائف الأمريكية إلى ظهور تكهنات بأن التحسن الحاد في نمو الوظائف الأمريكية كان صادمًا للأسواق نظرا لشدته وتجاوزه حدود التوقعات بشكل كبير، مما اثار تكهنات بإمكانية توقف الفيدرالي عن خفض الفائدة حتى نهاية هذا العام.