يواصل الدولار الأمريكي الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الثلاثاء مستندًا إلى ما يطرأ على توقعات خفض الفائدة وسط حالة ترقب تتعرض لها الأسواق في الوقت الراهن لبيانات التوظيف التي تُعد من أهم محددات المسار المستقبلي للسياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 101.86 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 101.65. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الماضي الجاري عند 101.78 نقطة.
ويتركز اهتمام الأسواق على البيانات الأهم على مدار الشهر – بيانات التوظيف الأمريكية التي تظهر الجمعة المقبلة بينما تظهر مؤشرات أولية ترسم صورة لأوضاع سوق العمل على مدار الأيام القليلة المقبلة – في الوقت الراهن التماسًا لإجابة على تساؤلات هامة تشغل المستثمرين في أسواق المال العالمية في الوقت الراهن.
وتحول اهتمام الأسواق في الفترة الأخيرة من البحث عن إجابة السؤال الخاص بإمكانية بدء الفيدرالي خفض الفائدة من عدمه في اجتماع سبتمبر الجاري إلى البحث عن سؤال آخر، وهو “هل يخفض الفيدرالي الفائدة بـ25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس في اجتماع هذا الشهر؟. وتساعد بيانات التوظيف الأمريكية المستثمرين في التوصل إلى الإجابة على هذا النوع من الأسئلة.
وارتفعت توقعات خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر الجاري إلى 69% في حين ارتفعت توقعات خفض الفائدة الفيدرالية بواقع 50 نقطة أساس إلى 31%، وفقًا لمؤشر “فيدووتش” الصادر عن بورصة شيكاجو التجارية الصادر الاثنين الماضي.
وسجل مؤشر مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية هبوطا إلى 231000 مطالبة في الأسبوع المنتهي في 25 أغسطس الجاري مقابل القراءة المسجلة الأسبوع السابق عند 233000 مطالبة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 232000 مطالبة، وهو ما يشير إلى تحسن في أوضاع سوق العمل الأمريكي من شأنه أن يسير في الاتجاه المعاكس للتوقعات السائدة في الأسواق بأن الفيدرالي قد يبدأ خفض الفائدة في سبتمبر المقبل.
لكن إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة في الولايات المتحدة ارتفع إلى 1.868 مليون مستفيدًا في الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.855 مليون مستفيدًا، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 1.870 مليون مستفيدًا.
وأشارت هذه الدفعات من البيانات، التي ظهرت الخميس الماضي إلى أن هناك تدهور في أوضاع سوق العمل الأمريكية، وهو ما ييف المزيد من القوة إلى توقعات خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر الجاري.