لا يزال الدولار الأمريكي يعاني من الأثر السلبي لبيانات التوظيف – التي ألقت بظلال سلبية على أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة الجمعة الماضية – بعد أن أسهمت تلك البيانات في تزايد توقعات خفض الفائدة في الاجتماع المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الأمريكية، إلى 97.52 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 97.77 نقطة.
أنهى الدولار الأمريكي تداولات الأسبوع الماضي بانخفاض طفيف، بعدما نجح في تفادي خسائر أكبر بفضل بيانات أظهرت تدهورًا في أوضاع سوق العمل داخل الولايات المتحدة.
وقد عززت بيانات الوظائف احتمالية قيام لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) بخفض سعر الفائدة في اجتماعها المقرر في سبتمبر، بهدف احتواء تراجع نمو الوظائف والأجور، والحد من ارتفاع معدل البطالة.
وأظهرت أحدث البيانات تباطؤًا واضحًا في سوق العمل الأمريكي؛ إذ أُضيف فقط 22,000 وظيفة خلال شهر أغسطس، وهو رقم أقل بكثير من التوقعات التي كانت تشير إلى 75,000 وظيفة، ما يعكس ضعفًا في وتيرة التوظيف.
في الوقت نفسه، ارتفع معدل البطالة من 4.2% إلى 4.3%، مما زاد من المخاوف بشأن تدهور أوضاع سوق العمل.
وبعد أن أشارت بيانات التوظيف بقوة إلى قرب خفض الفائدة، ينتظر الاحتياطي الفيدرالي صدور بيانات التضخم (CPI وPPI) هذا الأسبوع، للحصول على صورة أوضح حول مدى تحقيقه لهدفه المزدوج.
يمتلك الاحتياطي الفيدرالي تفويضًا مزدوجًا: تحقيق أقصى قدر من التوظيف، والحفاظ على استقرار الأسعار.
وفي حال تراجع التضخم، فإن ذلك سيعزز مبررات خفض الفائدة، خاصة في ظل ضعف سوق العمل. أما إذا أظهرت البيانات أن التضخم لا يزال بعيدًا عن الهدف الرسمي للبنك المركزي، فقد تضعف احتمالات خفض الفائدة.