وسط ترقب بيانات التضخم الأمريكية، ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية مستندة إلى ما عكسته بيانات التوظيف الأمريكية من تحسن فوق المستويات التي أشارت إليها توقعات الأسواق في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة الجمعة الماضية.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.045% مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 4.019%. وبلغت هذه العائدات أدنى مستوى لها في يوم التداول الأربعاء عند 3.996% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 4.042%.
وتترقب الأسواق ظهور بيانات التضخم الأمريكية التي ينتظرها المستثمرون باهتمام بالغ للتأكيد على ما حملته بيانات التوظيف – التي ظهرت الجمعة الماضية – بين طياتها من إشارات إلى المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
وسجلت قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن مكتب إحصاء العمالة الجمعة الماضية ارتفاعا بـ216000 ألف وظيفة في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 173000 ألف وظيفة بعد المراجعة إلى هبوط مقابل القراءة الأصلية التي سجلت 199000، وهو ما تجاوز توقعات الأسواق التي أشارت إلى 170000 وظيفة.
وارتفع نمو الأجور السنوي بـ 4.1% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.00%، وفقا للقراءة السنوية لمؤشر متوسط الكسب في الساعة الصادر الجمعة.
ولم تشهد القراءة الشهرية لمؤشر متوسط الكسب في الساعة أي تغيير لتستقر عند 0.4% مقابل القراءة السابقة المسجلة في نوفمبر الماضي، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.3%.
واستقر معدل البطالة الأمريكية عند 3.7% في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت نفس المستوى، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 3.8%.
وجاءت هذه البيانات في الاتجاه الذي لا يفضله الفيدرالي أثناء معركته مع التضخم، إذ صرح صناع السياسة النقدية في كثير من المناسبات بـن إخماد نيران التضخم يحتاج إلى تراجع في أوضاع سوق العمل.
وختم الذهب تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الهابط متأثرا بارتفاع عائدات سندات الحزانة الأمريكية التي استندت إلى تكهنات بإمكانية الاسمرار في رفع الفائدة في الفترة المقبلة وسط توقعات أسعار المستهلك التي تظهر الخميس المقبل.
وهبطت العقود الآجلة للذهب في نهاية تعاملات الخميس إلى 2024 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 2029 دولار للأونصة.
ووسط ترقب بيانات التضخم الأمريكية، ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية مستندة إلى ما عكسته بيانات التوظيف الأمريكية من تحسن فوق المستويات التي أشارت إليها توقعات الأسواق في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة الجمعة الماضية.
وهناك علاقة عكسية بين عائدات السندات الأمريكية والذهب، وهو ما يجعل ارتفاع أحدهما يؤدي إلى هبوط الأخرى، وهو ما حدث في ختام تعاملات الأربعاء.
توقعت مجموعة بلاكروك لإدارة الأصول واستشارات الاستثمار أن يعاود التضخم في الولايات المتحدة الارتفاع، مما قد يتسبب في إحساس بخيبة الامل للمستثمرdن في أسواق المال الذين يتوقعون “نتائجا مثالية” لأداء الاقتصاد هذا العام.
وأشارت المجموعة العملاقة إلى إمكانية أن قد يعود التضخم إلى الارتفاع العام المقبل، مما قد يأتي على النقيض من السيناريو الذي تحلم به وول ستريت الذي يثمنه المستثمرون في بورصة نيويورك بالفعل.
وأشارت مؤسسة إدارة الأصول إلى تزايد التوقعات “بهبوط مرن” للاقتصاد الأمريكي، إذ تتوقع الأسواق أن انخفاض التضخم سيدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض عدة مرات الفائدة هذا العام. لكنها رجحت أن خطر عودة التضخم إلى الارتفاع مرة ثانية في وقت لاحق من العام لا يزال قائما.
وحذر محللو بلاكروك من أن “تثمين الأسواق نتائج مثالية هو رهان كبير من وجهة نظرنا”، مؤكدين أن “الهبوط المرن للاقتصاد الأمريكي لا يزال ممكنا، لكن نطاق النتائج المحتملة واسع في ظل النظام الجديد الذي ينطوي على قدر كبير من تقلبات الاقتصاد والسوق. ولهذا السبب نحن على استعداد للتحلي بقدر أكبر من الحكمة والانتقائية في أفقنا التكتيكي الذي يمتد من ستة إلى 12 شهراً “.
ورجحوا أن التضخم قد يستأنف الصعود نظرا للتحسن الذي فاق التوقعات في أوضاع سوق العمل الأمريكي الذي أدى إلى ارتفاع في نمو الأجور.
ومن الطبيعي أن يؤدي تحسن أوضاع سوق العمل إلى ارتفاع نمو الأجور، وهو بدوره ما قد يؤدي إلى أن يدفع نمو الأجور الأسعار في اتجاه المزيد من الارتفاع، وهي الظاهرة المعروفة باسم “دوامة الأجور والأسعار”.
“نعتقد أن هذا يعني أن التضخم من المقرر أن يرتفع مرة أخرى بالقرب من 3٪ في عام 2025 مع تلاشي تراجع أسعار السلع. ونرى أن التجزئة الجيوسياسية ستعزز الضغوط التضخمية في السنوات المقبلة أيضًا. ولهذا السبب نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يكون قادرًا على تحقيق الهدف”. وقالوا إن تخفيضات أسعار الفائدة تتوقعها الأسواق.