شهدت أسواق المال قدرًا كبيرًا من التذبذب في الأيام القليلة الماضية نظرًا للأحداث المتلاحقة على صعيد التوترات التجارية والقرارات على صعيد التعريفة الجمركية التي تبنتها سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرسوم التي فرضها على واردات بلاده من شركائها التجاريين منذ الثاني من إبريل الجاري.
وكانت حالة القلق التي تسيطر على المستثمرين سببًا في تغيرات ملحوظة في أحجام التداول في لأغلب الأصول المتداولة في الأسواق، إذ بلغت بعض هذه الأحجام مستويات قياسية في الفترة الأخيرة.
الذهب
في ختام تعاملات الخميس، تمكنت العقود الآجلة للذهب من تحقيق مكاسب بحوالي 3.00% لأسباب تتعلق بالتعريفة الجمركية ومخاوف خروج الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، في مقدمتهم الصين، عن السيطرة.
وجاء الارتفاع بسبب إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن وسط إحجام عن شراء الدولار الأمريكي والاحتفاظ به كونه يمثل أحد أهم الأصول الأمريكية التي فقدت الكثير من ثقة المستثمرين بسبب سياسات إدارة ترامب في الفترة الأخيرة.
وأدى ارتفاع العقود الآجلة للذهب إلى دفعة لأسهم شركات التعدين بحوالي 4.5% في نهاية تعاملات الخميس. كما ارتفعت أسهم الشركات المشغلة لمنصات التداول في أصول الدخل الثابت بـ3.5%، وفقًا “لماركيت أكسز هولنجز”.
وارتفع حجم تداول المعدن النفيس في نهاية يوم التداول الخميس إلى 233.29 مليار دولار، وفقًا لموقع gold.org.
الأسهم الأمريكية
رغم الهبوط الذي تعرضت له الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات الخميس، إلا أن ذلك يأتي بعد يوم واحد الارتفاعات الهائلة التي حققتها مؤشرات بورصة نيويورك، والتي أدت إلى زيادة قياسية في أحجام التداول في البورصة الأمريكية.
وارتفع حجم التداول في البورصة الأمريكية إلى 30 مليار سهم تم التداول عليها الخميس في يوم يسوده تذبذب حاد في حركة السعر، وهو ارتفاع قياسي غير مسبوق لحجم التداول في البورصة الأمريكية.
كما يُعد هذا هو حجم التداول الأكثر كثافة على الإطلاق في 18 سنة، وفقًا للبيانات الصادرة عن شبكة ناسداك ومجموعة فاكتسيت لأبحاث السوق.
وبلغ حجم التداول في إطار مؤشر ستاندردز آند بورس500 في نهاية تعاملات الخميس 311.10 مليار دولار، وفقًا لموقع gold.org.
واستفادت الأسهم الأمريكية الأربعاء الماضي من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف مؤقت للعمل بالتعريفة الجمركية لمدة 90 يومًا باستثناء الصين التي أعلن في نفس تصريحاته أنه سوف يرفع التعريفة الجمركية المفروضة عليها إلى 125% بسبب تصعيدها الأخير.
وفي ختام تعاملات الخميس في وول ستريت، هبط داو جونز الصناعي إلى 39593 نقطة بعد أن فقد حوالي 1014 نقطة أو 2.5%. كما هبط مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 5268 نقطة بعد خسائر بحوالي 3.5% وخسائر لناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة بحوالي 4.4%.
عائدات السندات الأمريكية
ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية الخميس نظرًا لتصاعد مخاوف التعريفة الجمركية وإمكانية نشوب حرب تجارية مكتملة الأركان بين الولايات المتحدة والصين عندما قررت الأولى زيادة التعريفة الجمركية المفروضة على وارداتها من الأخيرة واستثناء واشنطن بكين من الوقف المؤقت للعمل بالتعريفة الجمركية المتبادلة والتعريفة بقيمة 10%.
ورغم أن هناك علاقة عكسية بين قيمة سندات الخزانة الأمريكية والعائدات عليها – وهو ما يستدعي أن يكون ارتفاع العائدات ناتجًا عن عمليات بيع لهذه السندات السيادية، يبدو أن الإقبال لا يزل مستمرًا على شراء هذه الأوراق المالية الحكومية. ويأتي هذا الشراء رغم الأضرار التي لحقت بثقة المستثمرين في هذه الأصول الآمنة.
وشهد حجم التداول في سندات الخزانة الأمريكية 179.70 مليار دولار، وفقًا لموقع gold.org.
وتستمر عائدات السندات الأمريكية في الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الخميس بدفعة من تصاعد مخاوف المزيد من التصعيد التجاري رغم محاولات الرئيس الأمريكي التهدئة من هذه المخاوف بتصريحات عن إمكانية وقف مؤقت لأكثر من 90 يومًا.
وتصب التعريفة الجمركية في صالح عائدات السندات الحكومية، إذ غالبًا ما تستفيد العائدات على هذه الأوراق المالية من توقعات ارتفاع التضخم. ومما لا شك فيه أن فرض المزيد الرسوم الجمركية، حال استمراره لفترة طويلة، قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم.