نور تريندز / التقارير الاقتصادية / الإسترليني في حركة عرضية رغم ضعف الدولار الأمريكي
الإسترليني
الإسترليني

الإسترليني في حركة عرضية رغم ضعف الدولار الأمريكي

لم يتحرك الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي تقريبًا وسط فترة تداول هادئة خُتمت بها تعاملات الأربعاء، إذ استقر زوج الإسترليني/ دولار عند 1.3527.

يأتي ذلك ليعكس الضغوط القوية التي تتعرض لها العملة البريطانية، إذ لم تشهد أي تغيير يُذكر مقارنة بختام تعاملات الثلاثاء الماضي.

وفي ظل غياب بيانات بريطانية هامة، كانت السيطرة على الأحداث في أسواق المال وحركة سعر العملة البريطانية لبيانات تضخم أسعار المنتجين الأمريكية التي عكست تراجعًا في الأسعار في أغسطس الماضي مقابل قراءات الشهر السابق.

ورغم الأجواء الإيجابية نسبيًا في الأسواق العالمية، لم يتمكن الجنيه الإسترليني من تحقيق مكاسب تُذكر أمام الدولار الأمريكي.

وعادةً ما يتراجع الدولار الأمريكي مع ظهور كل قراءة تشير إلى تراجع الضغط التضخمية، وهو ما كان من شأنه أن يؤدي إلى تغلب الإسترليني على العملة الأمريكية.

لكن العملة الأمريكية عثرت على طوق نجاة حد من خسائرها بعد تطورات على صعيد التوترات الجيوسياسية في منطقة شرق أوروبا، والتي دعمت العملة الأمريكية بعض الشيء.

وأعلنت بولندا الأربعاء أنها أسقطت طائرات مسيّرة اخترقت مجالها الجوي، خلال أحدث موجة من الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا.

ووصفت الحكومة البولندية هذا الانتهاك بأنه “عمل عدائي”، مما أثار مخاوف من اتساع نطاق الصراع في المنطقة، وأدى إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق الأوروبية.

وختم الدولار الأمريكي تعاملات الأربعاء في الاتجاه الهابط، إذ أدت بيانات التضخم في الولايات المتحدة إلى تصاعد توقعات بخفض الفائدة في اجتماع سبتمبر الجاري.

وألقت قراءات أسعار المنتجين الأمريكيين الضوء على تراجع كبير في هذه الفئة من الأسعار في البلاد، مما من شأنه أن يدفع بالفيدرالي إلى البدء في دورة جديدة من التيسير الكمي مع اقتراب التضخم من الهدف الرسمي للبنك المركزي المحدد بـ2.00%.

ويعني خفض الفائدة أن يبدأ العائد على الدولار الأمريكي وأصوله، مما يصرف المستثمرين عن شرائها، من ثم تتراجع هذه الأصول في مقدمتها العملة الأمريكية.

وتراجعت قراءة مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة في أغسطس الماضي يواقع 0.1-% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.7%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بـ0.3%.

كما سجلت القراءة السنوية لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة ارتفاعا بـ2.6% في أغسطس الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 3.1       %، مما يشير إلى ارتفاع كبير في الأسعار.

تطورات داخلية

كانت هناك عوامل أخرى جعلت الإسترليني عاجزًا عن استغلال ضعف الدولار الأمريكي عقب ظهور بيانات التضخم في الولايات المتحدة.

من بين هذه العوامل، استمرار حالة القلق بشأن الموازنة الخريفية المرتقبة التي ستُعلن عنها وزيرة المالية البريطانية رايتشل ريفز.

هذا القلق انعكس في ارتفاع طفيف بعائدات السندات الحكومية البريطانية خلال جلسة الأربعاء، وهو ما يُفسر جزئيًا ضعف أداء الإسترليني، إذ أن حالة انعدام اليقين المالي تُثقل كاهل العملة.

أما الدولار الأمريكي، فقد حافظ على استقراره النسبي خلال اليوم، رغم تحسن المزاج العام في الأسواق. ويبدو أن الحذر بين المستثمرين حدّ من تحركات الدولار، إذ فضل المتداولون عدم اتخاذ مراكز كبيرة قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، والتي يُتوقع أن تكون حاسمة في تحديد توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.

في المجمل، يتحرك الجنيه الإسترليني في نطاق ضيق أمام الدولار، وسط ترقب حذر من المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية على صعيد أسعار المستهلك بعد أن ظهرت بيانات أسعار المنتجين.

فحال تأكيد بيانات أسعار المستهلك على ما جاءت به بيانات أسعار المنتجين، قد نرى تفوقًا للعملة البريطانية على نظيرتها الأمريكية، وذلك لأن أي هبوط في الأسعار من شأنه أن يرسخ في أذهان المستثمرين أن الفيدرالي متجه بقوة إلى خفض الفائدة هذا الشهر، مما يؤثر سلبًا على الدولار لصالح الإسترليني.

أما فيما يتعلق بالسيناريو العكسي، من المتوقع أن يتلقى اليورو ضربة موجعة حال ارتفاع أسعار المستهلك إلى حدودٍ تفوق توقعات الأسواق.

تحقق أيضا

عائدات السندات الأمريكية

تراجع عائدات السندات الأمريكية بعد انخفاض مفاجئ في أسعار المنتجين

شهدت أسواق المال الأمريكية الأربعاء تراجعًا ملحوظًا في عائدات السندات الأمريكية، وذلك بعد صدور بيانات …