ختم النفط تعاملات الخميس في الاتجاه الهابط، مستمرا في مسلسل هبوط لجلسة التداول الرابعة على التوالي نظرا لتركيز المستثمرين في الأسواق على بعض السلبيات التي سيطرت على حركة السعر في الفترة الأخيرة.
وكانت البيانات الاقتصادية الصادرة الخميس هي العامل الأول الذي ضغط على الخام الأسود في اتجاه المزيد من الهبوط بعد أن ألقت البيانات الاقتصادية الضوء على ارتفاع محدود في أسعار المنتجين في يناير الماضي.
وأدى هذا الارتفاع إلى صعود الدولار الأمريكي الذي اعتمد على تصاعد توقعات رفع الفائدة في الفترة المقبلة بوتيرة أسرع أو بنفس الوتيرة التي رُفعت بها في الاجتماع الماضي على الأقل.
وهناك علاقة عكسية بين الدولار الأمريكي والسلع المثمنة به مثل النفط والذهب، مما أدى إلى هبوط العقد الآجلة للنفط بنوعيها بعد ظهور بيانات التضخم.
وارتفعت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بـ 0.7% في يناير الماضي، مما يشير إلى أعلى ارتفاع في سبعة أشهر الذي جاء أيضا أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع أقل بـ0.4%.
وقفزت أسعار السلع بـ1.2%، وهي أيضًا أكبر زيادة منذ ارتفاعها 2.1% في يونيو الماضي، وهو ما جاء بدفعة من 6.2% في تكلفة الوقود.
محزونات النفط الأمريكية
وارتفعت مخزونات النفط الأمريكية بـ 16.283 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من فبراير الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بـ2.423 مليون برميل، وهو ما فاق التوقعات إلى حدٍ كبير، إذ رجحت الأسواق إمكانية الارتفاع في المخزونات الأمريكية إلى بواقع 1.6 مليون برميل.
وارتفعت مخزونات الجازولين الأمريكية أيضا بـ 2.317 مليون برميل مقابل التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع أقل بـ 1.543%.
وتراجع معدل استغلال قدرات معامل التكرير الأمريكية بـ 1.4-% مقابل الارتفاع بـ0.3 وفقا للبيانات الصادرة الأربعاء الماضي.
الاحتياطيات الأمريكية
أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية عن بيع 26 مليون برميلا من الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط الثلاثاء الماضي بهدف إحداث توازن في الأسعار من خلال سد العجز في المعروض النفطي لدى أكبر اقتصادات العالم.
من جهة أخرى، رأت المنظمة في تقريرها الشهري أن هناك إمكانية لتراجع المعروض النفطي لروسيا ودول أخرى غير أعضاء بها، مما يشير إلى إمكانية ارتفاع الأسعار.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بـ2.32 مليون برميل يوميا أو 2.3%، وفقا للتقرير الشهري الصادر عن التحالف النفطي الأكبر على مستوى العالم الثلاثاء.
وجاء الهبوط رغم التفاؤل حيال المسار المستقبلي للنفط عقب إعلان تقديرات جديدة للطلب العالمي على النفط تشير إلى إمكانية زيادة الطلب استنادا إلى تحسن متوقع في الطلب الصيني وتوقعات بتراجع الناتج النفطي الروسي بسبب العقوبات الغربية على موسكو.
ورفعت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تقديراتها للطلب العالمي على النفط للمرة الأولى في عدة أشهر مستندة إلى إلغاء الصين القيود التي كانت مفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا، وفقا للتقرير الصادر الثلاثاء.
وأشار التقرير، الصادر عن المنظمة الثلاثاء الماضي، إلى أنه من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بـ2.32 مليون برميل يوميا أو 2.3%، وفقا للتقرير الشهري الصادر عن التحالف النفطي الأكبر على مستوى العالم الثلاثاء.
ومن المتوقع أيضا أن يؤدي توازن ارتفاع الطلب وتراجع المعروض النفطي في الأسواق العالمية إلى ارتفاع في الأسعار في الفترة المقبلة.
وهبطت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 78.00 دولار للبرميل في ختام تعاملات الخميس مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضي الذي أشار إلى هبوط إلى 78.47 دولار للبرميل.