نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق السلع Noor Trends / لماذا تراجع النفط رغم تصاعد التورات في الشرق الأوسط؟
النفط
النفط

لماذا تراجع النفط رغم تصاعد التورات في الشرق الأوسط؟

تتوافر في أسواق المال العالمية مجموعة من العوامل التي من شأنها أن تؤدي إلى أن يتخذ النفط الاتجاه الصاعد، لكنه الوضع على أرض الواقع لا يشير إلى أن تلك العوامل قد أحدثت الأثر المأمول منها بالفعل نظرا لدخول عامل آخر أكثر قوة على الخط بدد زخم الصعود الذي تمتعت به عقود النفط الخام في الفترة الأخيرة.

وأكدت قوات القيادة المركزية الأمريكية وقوع هجوم على قاعدتها الجوية العسكرية برج 22 شمال شرقي الأردن، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين.

واتهمت الولايات المتحدة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران بشن الهجوم، وأكد الرئيس جو بايدن أنه “سينتقم”.

وأعلنت قوات الحشد الشعبي في العراق والموالية لإيران مسؤوليتها عن الهجوم بالإضافة إلى إعلان استهداف ثلاث قواعد عسكرية أمريكية أخرى، قاعدتين منهما داخل سوريا، هي قاعدة شدادي، وقاعدة تنف، وأيضا منشأة نفط إسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، وذلك حسب بيان صادر عنها في أعقاب الهجمات.

وكانت تلك الواقعة وراء ارتفاع في حدة مخاوف حيال إمكانية اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، خاصة أنها المرة الأولى التي تستهدف فيها منشآت عسكرية أمريكية بهجوم ضاري إلى هذا الحد منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر الماضي.

كان ذلك بمثابة الشرارة التي أطلقت تجنب المخاطرة في أسواق المال العالمية، مما أدى إلى تسيد الدولار الأمريكي والذهب الموقف على أصول المخاطرة المتداولة في الأسواق في ختام تعاملات الاثنين.

الدولار وأسباب إضافية

واصل الدولار الأمريكي رحلة صعوده التي بدأت الأسبوع الماضي، مستمرا في تحقيق المزيد من المكاسب مستغلا حالة ترقب قرارات الفيدرالي الذي يجتمع أعضاؤه الثلاثاء والأربعاء المقبلين لتحديد ملامح المسار المستقبلي للسياسة النقدية في الولايات المتحدة.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 103.67 نقطة مقابل الإغلاق المسجل الجمعة الماضية عند 103.43 نقطة.

وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الأول من الأسبوع الجاري عند 103.42 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 103.82 نقطة.

ويتوقع المستثمرون أن يقاوم بنك الاحتياطي الفيدرالي التوقعات التي تتصاعد باقترابه من البدء في خفض الفائدة. كما تراجعت توقعات خفض الفائدة بـ49% مقابل النسبة السابقة التي أشارت إلى 73%ن وفقا لمؤشر FedWatch الصادر عن بورصة شيكاجو التجارية.

وشجعت دفعات البيانات الأمريكية الصادرة في الفترة الأخيرة ثيران الدولار الأمريكي على الإبقاء على مراكز الشراء دون تغيير في الفترة الأخيرة في انتظار المزيد من الدعم الذي تتلقاه العملة الأمريكية من ترجيح تلك المؤشرات كفة سيناريو “الهبوط المرن” الذي يتضمن أن الفيدرالي قد ينجح في خفض التضخم دون الدخول بأكبر اقتصادات العالم في ركود.

وكان ارتفاع الدولار الأمريكي بسبب مخاوف اتساع نطاق التوترات في الشرق الأوسط وترقب قرارات الفيدرالي وراء الهبوط الذي تعرضت له العقود الآجلة للنفط بنوعيها.

وتتراجع العقود الآجلة للنفط متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي رغم تصاعد مخاوف اتساع نطاق التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط واتساع نطاق الحرب على غزة لتمتد إلى أجزاء أخرى من المنطقة.

وزادت حدة التوترات السياسية في الشرق الأوسط وسط دراسة الولايات المتحدة لرد على أول هجوم دموي تتعرض له القوات الأمريكية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب على غزة.

ووقع هذا الهجوم، الذي شنته طائرة مسيرة، في شمال شرق الأردن نهاية الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 34 لآخرين بجروح، وهو ما كان من شأنه أن يصب في صالح العقود الآجلة للنفط.

لكن الدولار الأمريكي سجل ارتفاعا كبيرا في بداية أسبوع التداول الجديد، إذ واصل الدولار الأمريكي رحلة صعوده التي بدأت الأسبوع الماضي، مستمرا في تحقيق المزيد من المكاسب مستغلا حالة ترقب قرارات الفيدرالي الذي يجتمع أعضاؤه الثلاثاء والأربعاء المقبلين لتحديد ملامح المسار المستقبلي للسياسة النقدية في الولايات المتحدة.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 103.67 نقطة مقابل الإغلاق المسجل الجمعة الماضية عند 103.43 نقطة.

ومن شأن ارتفاع العملة الأمريكية أن يولد ضغوطا تقع على كاهل السلع المقومة بالدولار الأمريكي مثل النفط، وهو ما حدث بالفعل الاثنين عندما ضغط ارتفاع الدولار الأمريكي على العقود الآجلة للنفط بنوعيها رغم توافر عوامل كان من ِأنها أن تدفع بالنفط في الاتجاه الصاعد.

وهبطت العقود الآجلة للنفط الأمريكي  إلى 76.88 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 78.12 دولار للبرميل. وارتفعت عقود الخام الأمريكي إلى أعلى مستوى لها في جلسة الاثنين عند 79.25 دولار للبرميل مقابل أدنى 76.44 دولار.

كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 81.85 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 83.10 دولار للبرميل. وارتفعت عقود الخام البريطاني إلى أعلى مستوى لها في جلسة الاثنين عند 84.04 دولار للبرميل مقابل أدنى المستويات الذي سجل 81.48 دولار.

لذلك تفوقت العوامل ذات الصلة بارتفاع الدولار الأمريكي على العوامل ذات الصلة بالمعروض النفطي العالمي وما قد يلحق به من أضرار وسط احتمالات بتعطل المسار التجاري من دول الخليج إلى باقي أنحاء العالم عبر البحر الأحمر وقناة السويس جراء الصراع.

وختمت العقود الآجلة للنفط تعاملات الأسبوع الماضي بمكاسب كبيرة بلغت حوالي 0.7% بعد التراجع الحاد في المخزونات الأمريكية الذي يعده كثيرون إشارة إلى تعافي الطلب لدى أكبر اقتصادات العالم.

يضاف إلى ذلك بعض العوامل ذات الصلة باتجاهات المخاطرة في أسواق المال العالمية، أبرزها البيانات الاقتصادية التي ظهرت منها دفعات إيجابية أثناء تعاملات الحميس.

وألقت تلك البيانات الضوء على ما يرجح كفة سيناريو “الهبوط المرن” الذي يتضمن أن ينجح الفيدرالي في خفض التضخم دون أن يدخل الاقتصاد الأمريكي في ركود.

وتراجعت مخزونات النفط الأمريكية بـ9.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما فاق توقعات السوق التي أشارت إلى هبوط أقل حدة بـ2.2 مليون برميل.

وأشار تقرير المخزونات أيضا إلى هبوط معدل إنتاج النفط في الولايات المتحدة من أعلى المستويات القياسية عند 13.3 مليون برميل يوميا إلى أدنى المستويات في خمسة أشهر عند 12.3 مليون برميل الأسبوع الماضي.

وقال مسؤولون بمواقع الإنتاج بولاية داكوتا الأمريكية، ثالث أكبر ولاية إنتاجا للنفط في الولايات المتحدة، إن الأمر قد يستغرق شهرا على الأقل حتى يتعافى الإنتاج في حقول النفط في الولاية.

تحقق أيضا

انتخابات الرئاسة الأمريكية

ملخص الأسبوع: قوة الدولار تهيمن على أداء أبرز الأصول

من المتوقع أن تشجع ظروف سوق العمل الراهنة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على إجراء خفض ثالث …