نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق السلع Noor Trends / هل تنتهي موجة النفط الصاعدة قريبًا؟
النفط
النفط

هل تنتهي موجة النفط الصاعدة قريبًا؟

يواصل النفط ارتفاعها منذ مستهل تعاملات الأربعاء بدفعة من التوترات التي تستمر في التصاعد في منطقة الشرق الأوسط وسط التوغل الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان برًا لتنفيذ ما وصفه “بمداهمات محلية موجهة” لأهداف تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية.

وتستمر العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان منذ تنفيذ اجتياح بري للمنطقة، إذ أعلن الجيش أن ثمانية جنود قتلوا في المعارك التي قال عنها إنها تستهدف معاقل حزب الله.

وأوضح بيان عسكري أن سبعة جنود آخرين قتلوا خلال العمليات، بينهم ثلاثة ضباط، فيما أصيب سبعة جنود آخرين بجروح خطرة.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جندي واحد في لبنان، قبل أن يعلن ارتفاع القتلى إلى ثمانية جنود.

وهناك مخاوف جيوسياسية حيال إمكانية أن يؤدي الغزو الإسرائيلي للبنان إلى اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط لتتحول إلى حرب إقليمية، وهي المخاوف التي عززتها تحركات عسكرية إيرانية الثلاثاء الماضي في شكل قصف صاروخي مكثف أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه أطلقها على أهداف عسكري داخل إسرائيل.

إيران

تعتبر إيران من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط، مما يجعل انخراطها في توترات جيوسياسية مع إسرائيل أمر بالغ التأثير في الأسعار العالمية للنفط، خاصة وأن هناك احتمالات تتزايد بإمكانية اتساع نطاق الصراع الحالي ليتحول إلى حرب إقليمية تغرق فيها المنطقة بأكملها.

وعلى المستوى السياسي، يعُد حزب الله – الذي بدأت إسرائيل اجتياحًا بريًا لجنوب لبنان بهدف القضاء عليه – الحليف الأهم لطهران في المنطقة العربية. وشهدت الفترة الأخيرة أحداثًا هامة على صعيد هذا التحالف، إذ تعرضت الجماعة اللبنانية المسلحة للكثير من الهجمات الإسرائيلية الجوية التي جاءت في أعقاب هجمات تفجيرية لأجهزة بيجر وأجهزة اتصالات لاسلكية شخصية تشير أصابع الاتهام إلى إسرائيل على أنها المنفذ لتلك الهجمات.

وأسفر ما سبق عن مقتل عدد من قيادات حزب الله والكثير من عناصره علاوة على الكثير من المدنيين في لبنان، خاصة في جنوب البلاد حيث معاقل الحركة المسلحة التي تجلت أكبر خسائرها في مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في بيروت.

بذلك تتضح تفاصيل الموقف الراهن في المنطقة، وما يمكن أن يحدثه من آثار على حركة سعر النفط. فحال دحول إيران في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل – إذ بدأت إيران بالفعل إطلاق صواريخ على أهداف داخل إسرائيل الثلاثاء الماضي – فسوف تحدث اضطرابات في تدفق صادرات النفط الإيرانية إلى خارج المنطقة، مما ينعكس سلبًا على المعروض العالمي.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تمتد اضطرابات تدفق النفط إلى دول الخليج المجاورة لإيران أيضًا نظرا لإمكانية أن تسبب الحرب المحتملة أو التوترات العسكرية إلى قطع طريق تصدير إمدادات النفط من إيران ودول الخليج إلى باقي أنحاء العالم.

وتزداد خطورة الموقف في ضوء وجود حلفاء آخرين لإيران في المنطقة، أبرزهم جماعة الحوثي في اليمن التي قد تقدم على هجمات من شأنها تعطيل نقل النفط عبر مضيق باب المندب. وقد يتحقق ذلك إذ تحول الوضع في الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية واسعة النطاق في المنطقة، مما من شأنه أن يفاقم أزمة المعروض النفطي العالمي، ومن ثم يتسبب في المزيد من ارتفاع الأسعار.

المخزونات الأمريكية

كان من المتوقع أن يتوقف النفط عن الصعود بعد صدور البيانات التي ألقت الضوء على ارتفاع المخزونات الأمريكية من النفط ومشتقاته إلى مستويات أعلى من توقعات الأسواق، لكن التوترات الجيوسياسية لم تسمح بذلك بعد أن استمرت في الدفع بالعقود الآجلة للخام الأسود نحو المزيد من المكاسب.

ويؤدي يكشف تراجع المخزونات في الولايات المتحدة عن زيادة في الطلب من قبل أكبر اقتصادات العالم، وهو ما من شأنه أن يرفع الأسعار، خاصة عندما يقترن ذلك بضعف المعروض الذي قد يتفاقم جراء التوترات في الشرق الأوسط. لكن ما حدث هو أن التوترات الجيوسياسية وحدها – حتى مع ارتفاع المخزونات أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية.

وارتفعت العقود الآجلة للنفط إلى 70.94 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 70.68 دولار للبرميل. وهبطت عقود النفط الأمريكي إلى أعلى مستوى لها في جلسة الأربعاء عند 69.84 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 72.45 دولار.

وهناك احتمالات لتغيير النفط اتجاهه بسبب عمليات جني أرباح محتملة قد يبدأها المستثمرون في أسواق الطاقة للاستفادة من الارتفاعات الكبيرة التي حققتها العقود الآجلة للنفط الأمريكي في الفترة الأخيرة.

وعلى مدار جلستي الاثنين والثلاثاء الماضييْن، حققت العقود الآجلة للنفط الأمريكي ارتفاعات بـ3.5% و0.5% على الترتيب بدفعة من التوترات الجيوسياسية.

تحقق أيضا

انتخابات الرئاسة الأمريكية

ملخص الأسبوع: قوة الدولار تهيمن على أداء أبرز الأصول

من المتوقع أن تشجع ظروف سوق العمل الراهنة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على إجراء خفض ثالث …