ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

تشهد أسواق الطاقة العالمية اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار النفط الخام والوقود، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في مناطق عدة، أبرزها فنزويلا وروسيا.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 1.4% ليضيف أقل من دولار للبرميل. كما ارتفعت أسعار الجازولين بحوالي 1.00%.

ويعكس هذا الصعود حالة من القلق المتزايد في الأسواق نتيجة التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة.

ففي فنزويلا، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حصار كامل على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة من وإلى البلاد، مما أثار مخاوف بشأن الإمدادات العالمية.

وفي روسيا، تدرس الولايات المتحدة فرض عقوبات إضافية على صادرات الطاقة الروسية، بما في ذلك استهداف “الأسطول الخفي” من الناقلات والتجار الذين يسهلون هذه الصادرات، وذلك في حال رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق السلام المقترح لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

كما كثّفت أوكرانيا هجماتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مستهدفة ما لا يقل عن 28 مصفاة روسية، إضافة إلى هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ ألحقت أضرارًا بمحطة نفطية على بحر البلطيق، ما أدى إلى إغلاقها.

ورغم الدعم الجيوسياسي، واجهت الأسعار ضغوطًا من بيانات المخزونات الأمريكية. فقد تراجعت مخزونات النفط الخام بمقدار 1.27 مليون برميل فقط، وهو أقل من التوقعات التي أشارت إلى انخفاض 2.05 مليون برميل.

كما ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 4.81 مليون برميل لتصل إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر، وهو ارتفاع أكبر من المتوقع.

وانخفض الفارق بين أسعار النفط الخام والمنتجات المكررة والمشتقات إلى أدنى مستوى في ستة أشهر، ما يؤثر سلبًا على طلب المصافي لشراء النفط الخام.

من جانبها، أعلنت مجموعة أوبك+ في اجتماعها الأخير أنها ستوقف زيادات الإنتاج خلال الربع الأول من عام 2026، بعد أن زادت حجم الإنتاج بواقع 137 ألف برميل يوميًا في ديسمبر.

وجاء هذا القرار جاء استجابة لتوقعات وكالة الطاقة الدولية بوجود فائض قياسي في المعروض العالمي يصل إلى 4 مليون برميل يوميًا في 2026.

أما في الولايات المتحدة، فقد رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقديرات إنتاج النفط لعام 2025 إلى 13.59 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ 13.53 مليون برميل يوميًا في التقديرات السابقة.

ورغم ذلك، انخفض الإنتاج الأسبوعي قليلًا إلى 13.843 مليون برميل يوميًا، وهو مستوى قريب من الرقم القياسي المسجل في نوفمبر.

بذلك، تظل أسعار النفط الخام مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في فنزويلا وروسيا، إلى جانب الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية.

مع ذلك، فإن بيانات المخزونات الأمريكية والفائض المتوقع في الأسواق العالمية يضعان سقفًا لمكاسب الأسعار.

الأسواق الآن تترقب تطورات العقوبات الأمريكية والأوروبية، إضافة إلى قرارات أوبك+، لتحديد الاتجاه القادم لأسعار النفط.