شهدت أسعار النفط الخام تراجعًا حادًا الأربعاء لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو الماضي في ظل ضغوط متزايدة من جانب العرض وتباطؤ واضح في الطلب العالمي، خاصة من الأسواق الآسيوية.
يأتي هذا التراجع رغم تأكيد تحالف أوبك+ التزامه بزيادة مدروسة في الإنتاج، ونفيه لتقارير إعلامية تحدثت عن ارتفاع كبير في المخزونات.
ورغم نفي أوبك+ وجود قفزة مفاجئة في الإمدادات، فإن قرارها بإضافة كميات جديدة من النفط إلى السوق، في وقت يعاني فيه الطلب من الضعف، أدى إلى تعزيز الاتجاهات السلبية في الأسواق، ودفع الأسعار نحو مستويات متدنية.
ومن العوامل التي أسهمت في زيادة المعروض استئناف إقليم كردستان العراق صادراته النفطية إلى ميناء جيهان التركي، بكميات تتراوح بين 180,000 و230,000 برميل يوميًا، ما أعاد كميات كبيرة من الخام إلى السوق العالمية.
في المقابل، يُعاني الطلب الآسيوي من تراجع ملحوظ، حيث أظهرت مؤشرات التصنيع في اليابان انكماشًا حادًا في سبتمبر، هو الأسرع منذ ستة أشهر، بينما سجل قطاع التصنيع في الصين انكماشًا للشهر السادس على التوالي، مما يعكس تباطؤًا مستمرًا في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتعاني الاقتصادات المعتمدة على التصدير في المنطقة من ضعف في الطلب الخارجي، إلى جانب فتور في الاستهلاك المحلي، وهو ما يُشكل نقطة ضغط رئيسية على أسواق الطاقة.
وفي الولايات المتحدة، يُضيف الإغلاق الحكومي مزيدًا من الغموض إلى المشهد، حيث أن توقف عمل الوكالات الفيدرالية يُعيق إصدار البيانات الحيوية التي يعتمد عليها المتداولون في تقييم السوق، مما يزيد من تقلبات الأسعار.