وقفت عوامل ثلاثة وراء الارتفاع بأكثر من 1.2% الذي حققه الذهب، والتي أثارت حالة من السلبية في أسواق المال. وتضمنت تلك العوامل ما يتعلق بالسياسة النقدية والبيانات الأمريكية، ومنها ما يقع على صلة بالتوترات في الشرق الأوسط، علاوة على الصدمة التي صدرتها الصين إلى الأسواق عندما أعلنت عن خطة تحفيز بمليار يوان صيني لاقتصادها الذي قد لا يحقق هدف النمو هذا العام.
وسجلت العقود الآجلة للذهب ارتفاعًا بحوالي 1.3% إلى 2688 دولار للأونصة مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 2653 دولار للأونصة. وبلغ أدنى مستوى للمعدن النفيس في تعاملات الثلاثاء 2647 دولار للأونصة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 2689 دولار للأونصة.
ويسير الذهب على نفس المنوال في الفترة الأخيرة، إذ يشير الارتفاع المسجل في يوم التداول الجاري إلى المكاسب التي يحققها المعدن النفيس للجلسة الرابعة على التوالي.
البيانات الأمريكية والدولار
وسجل مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادر عن كونفرانسبورد هبوطً في سبتمبر الجاري إلى 98.7 نقطة بعد القراءة السابقة – التي خضعت للمراجعة إلى ارتفاع – التي سجلت 105.6 نقطة في أغسطس الماضي.
لكن الجزء الأهم من مكونات المؤشر والأكثر أهمية على الإطلاق في تقرير كونفرانسبورد جاء ليخبر الأسواق بما يزيد من تعزيز ما يرجحه المستثمرون- في الفترة المقبلة عقب البداية القوية التي قام بها الفيدرالي للدورة الجديدة من التيسير الكمي.
وتراجعت نسبة المشاركين في المسح الخاص بهذا المؤشر الذين يتوقعون تبني الفيدرالي معدلات فائدة أعلى العام المقبل إلى 46.5%، مما يشير إلى التراجع للشهر الرابع على التوالي أو ما يشير إلى أدنى المستويات منذ فبراير 2024.
في المقابل، ارتفعت نسبة المشاركين الذين يتوقعون تبني البنك المركزي معدلات فائدة أقل إلى أعلى المستويات منذ إبريل 2020 عند 33.3%.
ومن المعروف أن البيئة التي تسودها معدلات منخفضة لتكلفة الاقتراض التي بدورها تعزز النمو الاقتصادي، ومن ثم نمو الشركات وزيادة جاذبية أسهمها للمستثمرين.
وكان الجزء الخاص بتوقعات الفائدة الفيدرالي من أهم الأسباب التي أدت إلى هبوط الدولار الأمريكي. ونظرًا للعلاقة العكسية بين الذهب والعملة الأمريكية، تراجع الدولار في ختام التعاملات اليومية بسبب الضغط الذي تعرض له من ارتفاع المعدن النفيس.
كما يتعرض الدولار الأمريكي لضغط بسبب تصريحات رجحت أن الفيدرالي متجه بقوة إلى المزيد من خفض الفائدة في المرحلة المقبلة. ولا تزال العملة مـأثرة بتصريحات خرجت من أروقة الفيدرالي تضمنت إشارات إلى إمكانية بدء اتجاه قوي لدى البنك المركزي نحو خفض الفائدة العام المقبل. وكانت هذه التصريحات من أهم العوامل التي رسخت في أذهان المستثمرين في أسواق المال تكهنات بأن هناك المزيد من خفض الفائدة في الفترة المقبلة، وهي العوامل التي تتضمن أيضاَ قرار خفض الفائدة، ودفعات من البيانات الأمريكية.
التحفيز الصيني
منذ مستهل التعاملات الصباحية الثلاثاء، تظهر الأسواق ردود أفعال متباينة في اتجاهات مختلفة متأثرة في ذلك بخطة تحفيز مالي كبيرة أعلنت عنها الصين بعدف تعزيز أداء الاقتصاد وسط ظهور إشارات إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد لا يتمكن من تحقيق هدف النمو لهذا العام.
وقال بان جونجشينج، محافظ بنك الصين، في مؤتم-ر صحفي مع بداية يوم التداول الثلاثاء إن البنك المركزي سوف يخفض متطلبات الاحتياطي للبنوك التجارية.
وأضاف أن السلطات النقدية تعتزم أيضًا ضخ حوالي مليار يوان صيني (141.7 مليار دولار أمريكي) في الأسواق في إطار برنامج تحفيز مالي طويل الأجل.
وتحكمت تلك الأنباء في حركة السعر في أسواق المال إلى حدٍ كبير لتكون من أبرز محركات السوق الثلاثاء.
توترات الشرق الأوسط
شن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء غارة جوية على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى بينهم إبراهيم محمد القبيسي، الذي وصفه الجيش بأنه “قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله”.
يأتي ذلك بعد حوالي أسبوع من تعرض الآلاف في لبنان لهجمات تفجيرية عبر أجهزة البيجر والاتصالات اللاسلكية، وهي التفجيرات التي تشير أصابع الاتهام إلى إسرائيل على أنها منفذها والمستفيد الأول منها.
ونزح الآلاف من ضاحية جنوب غرب العاصمة اللبنانية بيروت فرارًا من القصف الإسرائيلي للمنطقة وسط إطلاق صواريخ في اتجاه الداخل الإسرائيلي من قبل جماعة حزب الله اللبنانية.