شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا حادًا الأربعاء بدفعة من تزايد الطلب على الملاذ الآمن بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض “حصار كامل وشامل” على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات المتجهة من وإلى فنزويلا.
كما عززت تصريحات تميل إلى التيسير من عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر وولر الطلب على المعادن النفيسة باعتبارها مخزنًا للقيمة، إذ أكد أن الفيدرالي يمكنه الاستمرار في خفض أسعار الفائدة، نظرًا لأن الفائدة الأمريكية لا تزال أعلى من المستوى الحيادي بنحو 50 إلى 100 نقطة أساس.
إلى جانب ذلك، أسهمت المخاوف المالية في اليابان في دعم الطلب على المعدن النفيس بعد أن أفادت وكالة “كيودو” بأن الحكومة اليابانية تدرس موازنة قياسية تتجاوز 120 تريليون ين (775 مليار دولار) للعام المالي 2026.
وتواصل المعادن الثمينة الاستفادة من الدعم الذي بدأ الأسبوع الماضي، حين أعلن الفيدرالي عزمه تعزيز السيولة في النظام المالي عبر شراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار شهريًا، وهو ما يعزز الطلب على الذهب والفضة كأصول تحفظ القيمة.
كما يواصل الطلب على الملاذ الآمنة الزيادة وسط حالة انعدام اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية والمخاطر الجيوسياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط وفنزويلا.
وتتزايد التوقعات بأن الفيدرالي سيتجه نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا في عام 2026، خاصة مع نية الرئيس ترامب تعيين رئيس جديد للفيدرالي يتبنى توجهًا أكثر مرونة.
ويلقى الذهب دعمًا قويًا من الطلب المتزايد من البنوك المركزية. فقد أظهرت البيانات الأخيرة أن احتياطيات بنك الشعب الصيني من الذهب ارتفعت في نوفمبر بمقدار 30 ألف أونصة لتصل إلى 74.1 مليون أونصة، وهي الزيادة للشهر الثالث عشر على التوالي، والتي تأتي بهدف تعزيز البنك المركزي احتياطياته.
كما أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية حول العالم اشترت 220 طن من الذهب في الربع الثالث، بزيادة قدرها 28% مقارنة بالربع الثاني.
أما الفضة، فوجدت دعمًا إضافيًا نتيجة المخاوف من نقص المخزونات في الصين، حيث انخفضت مخزونات الفضة في المستودعات المرتبطة ببورصة شنغهاي للعقود المستقبلية في 21 نوفمبر إلى 519 طن، وهو أدنى مستوى لها منذ عشر سنوات.
ورغم أن أسعار المعادن النفيسة تعرضت لضغوط منذ منتصف أكتوبر بسبب عمليات جني الأرباح وتراجع حيازات صناديق المؤشرات بعد أن بلغت أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات يوم 21 أكتوبر، فإن الطلب الاستثماري على الفضة عاد للارتفاع مؤخرًا.
وارتفعت مستويات حيازات صناديق المؤشرات من الفضة إلى أعلى مستوى لها في نحو ثلاث سنوات ونصف يوم الثلاثاء، ما أعاد الزخم إلى السوق.
وتستفيد المعادن الثمينة، وعلى رأسها الذهب والفضة في الوقت الراهن من مجموعة متنوعة من العوامل التي تتضمن التوترات الجيوسياسية، والسياسات النقدية التيسيرية، والطلب القوي من البنوك المركزية، والمخاوف بشأن نقص المخزونات في الصين.
نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات